الحوار المتمدن- سعاد عزيز کاتبة مختصة بالشأن الايراني:
بعد موجة من التصريحات المتفائلة خلال الاسابيع الاخيرة بإحتمال التوصل لإتفاق في المفاوضات الجارية بشأن البرنامج النووي الايراني، بدأت تطغى أجواء من التشاٶم واليأس من التوصل لذلك الاتفاق، وقد أوضحت صحيفة فرانکفوتر ألجماينە ذلك بقولها: لا توجد طريقة للخروج من المأزق في مفاوضات فيينا في الأفق!
المثير في الامر إنه وبعد أن أکد الامريکيون والاوربيون وهم يوحون بأجواء التفاٶل في تصريحات متباينة بأن الايرانيون قد تخلوا عن بعض من المطالب التي کان يتمسکون بها وهي أساسا لاعلاقة لها بسياق المفاوضات، عادوا ليٶکدوا بأن إيران إقترحت شروطا جديدة بشأن النص التفاوضي المطروح على الطاولة منذ بداية أغسطس، وفي الوقت الذي تتمسك فيه الاطراف الغربية بمواقفها وترفض التنازل عنه فإن طهران وفي مقابل ذلك تلجأ الى اسلوبها المعهود بالمراوغة واللف والدوران وطرح مسائل وأمور جانبية ليست لها من علاقة بأصل الموضوع.
في أجواء قالت عنها صحيفة فرانکفوتر ألجماينە:” الأوروبيون والأمريكيون يشكون في أن النظام الإيراني مازال يريد مفاوضات تكون ناجحة حول برنامجه النووي .. طهران تتحدث عن “بيان غير بناء”، فيما هددت إسرائيل بضربة جوية.”، فإن الامر الوحيد الذي يمکن الوثوق به هو إن طهران مستمرة في مساعيها السرية ولم تتوقف من أجل حيازة الاسلحة النووية وهذا ماتوضحه صحيفة فرانکفورتر ألجماينە في مقالها عندما قالت:” بحسب تقرير منفصل، كتب رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، أنه لعدة أشهر، فشلت الدولة في الرد أو قدمت إجابات “غير صحيحة من الناحية الفنية” على الأسئلة التي طرحتها الوكالة مؤخرا حول الأنشطة النووية السابقة (قبل عام 2002)، والالتزامات – في الأساس، انتهكت نفسها بصفتها أحد الموقعين على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية. تشير هذه الأنشطة إلى جهود سابقة لرأس حربي نووي. لذا فإن الاعتراف بهم هو اعتراف حقيقي من إيران بأن ادعاءها بأنها لم تعمل قط على قنبلة نووية كان كذبة.”.
الحقيقة التي تتهرب منها الدول الغربية ولاتتصدى لها بجدية وفعالية هي معرفتها بأن طهران تواصل سرا مساعيها من أجل حيازة الاسلحة النووية ومن إنها تقوم بالتفاوض من أجل التغطية على مساعيها السرية، ولذلك فإنه الصحيفة الالمانية عندما توضح بأنه لا توجد طريقة للخروج من المأزق في مفاوضات فيينا في الأفق، فإن الامر ليس کذلك أبدا، ذلك إن مجرد جلوس إيران على طاولة التفاوض هو لخوفها من الخيارات الاخرى المتوقعة ضدها في حال رفضها لخيار التفاوض، ولکن وعندما لايجدي التفاوض نفعا وتقوم طهران بإستغلاله بکل الطرق والاساليب المشبوهة فإن الخيارات الاخرى المبنية على أساس اسلوب استخدام الحزم والصرامة ستکون هي الاقوى والاکثر فعالية في حمل طهران على الامتثال للمطالب الدولية.