الحوار المتمدن- سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني :
بعد الخطاب الاستعراضي الفضفاض الذي قدمه ابراهيم رئيسي، بمناسبة إنقضاء عام على ولايته، وکذلك بعد خطاب الاشادة للمرشد الاعلى للنظام الايراني بحق رئيسي وحکومته، فقد إنهالت الانتقادات من جانب صحافة النظام على رئيسي وحکومته مکذبة أياه بخصوص ماأعلنه بخصوص تحسن الاوضاع ولاسيما من حيث التضخم والسکن والمستوى المعيشي والاوضاع الاقتصادية.
رئيسي الذي کان خامنئي بشکل خاص والنظام بشکل عام، يعتقدون بأنه سيصبح منقذا للنظام ويغير الاوضاع لصالحه، ويبدو إن خامنئي لحد الان لايزال يصر على المراهنة عليه على الرغم من الاخفاقات الفظيعة له ومن إنه فشل في تحقيق ولو جزء أو جانب يسير مما وعد به ويأمله النظام، وبهذا الصدد، فقد کتبت صحيفة”إعتماد” وبحسب الاحصائيات التي قدمها رئيسي في خطابه قائلة:” علي الرغم من أن الإحصاءات مرتبكة وغير دقيقة، إلا أنها بلا شك إحصاءات متعلقة بتضخم العام الماضي، ولا تسري على العام الحالي، فضلا عن أنها لم تتقلص فحسب، بل ازدادت أيضا. ويكفي الاطلاع على تقارير مركز الإحصاء الإيراني، وهو الجهة الرسمية المعنية بنشر هذا الاحصاء. وهذا الخطأ الفادح غير مقبول. والجدير بالذكر أن هناك إحصائية أخرى غير صحيحة تتعلق بالتوظيف، وآخر إحصائية رسمية بالتوظيف تتعلق بربيع العام الحالي؛ وتفيد إلى جانب تقرير هيئة التخطيط أنه تم توفير 20,000 فرصة عمل كحد أقصى، خلال 9 أشهر، اعتبارا من خريف عام 2021 حتى نهاية ربيع عام 2022، مع العلم أن هذا الأمر ناتج عن انتهاء مشكلة وباء كورونا. بالإضافة إلى ذلك، نجد أنهم تجنبوا تناول قضية الإسكان بوضوح؛ لأن هذا الوعد أيضا لا يمكن الوفاء به.”.
أما صحيفة”آرمان”الحکومية، فقد تناولت من جانبها قضية الاسعار والسيطرة عليها کما زعم رئيسي، فقد قالت:” لقد ارتفعت أسعار السلع في غضون عام واحد مضى بنسبة تزيد عن 200 في المائة وحتى أكثر من ذلك. وذكرت أن قطاعا كبيرا من المواطنين ليس لديهم القدرة على شراء السلع الضرورية التي هم في أمس الحاجة إليها. ومشكلة زيادة تقلص موائد سفرة المواطنين يوما بعد يوم هي أمر لا يمكن تبريره بأي عذر.”.
لکن لم يتوقف الامر عند هذا الحد، إذ أن صحيفة”مستقل” وفي مقال تحت عنوان(سيدي رئيس الجمهورية صحح تصريحاتك)، فقد حملت عليه بشدة قائلة:” هل تتذكر الوعود التي قطعتها على نفسك للمواطنين في مجال الاتصالات؟ ألم توعد المواطنين بإنترنت آمن ومجاني وجيد؟ ماهي نتيجة هذه الوعود؟. النتيجة هي ارتفاع أسعار الإنترنت بنسبة 60 في المائة، وزيادة تعطيله والتقليل من سرعته.”!
ومن الواضح وفق النماذج التي أوردناها کأمثلة وهي غيض من فيض، فإن الذي يبدو إن رئيسي وبمختصر العبارة قد زاد الطين بلة!