صوت کوردستان – سعاد عزيز:
يمکن القول وبثقة کاملة بأن بلدان المنطقة هي المعنية أکثر من غيرها وبالدرجة الاولى بالجانب العسکري من البرنامج النووي الايراني، خصوصا وإن لإيران نفوذا غير عاديا في 4 بلدان من المنطقة، ولأن طهران أکدت مرارا وتکرارا إصرارها على إستمرار دورها ونفوذها في المنطقة بل وحتى إعتبرت إن ذلك من شأنه أن يساعد على إستتباب الامن والاستقرار، فإن البلدان الاخرى التي لم يصلها النفوذ بعد لکنها ستکون مهددة حتما بعد العودة للإتفاق النووي مثلما إن البلدان المبتلية بهذا النفوذ سوف ترى في العودة للإتفاق النووي بمثابة ترسيخ لهذا النفوذ.
دور ونفوذ النظام الايراني في بلدان المنطقة والعديد من أنشطته المثيرة للقلق والمٶثرة سلبا على السلام والامن والاستقرار في المنطقة، لايبدو أبدا إن الضغوط الدولية قد أثرت عليه وغيرت منه، بل ظلت معظم المحاولات والمساعي الدولية تدور في حلقة مفرغة من دون أية نتيجة إيجابية، ومن دون شك فإن نظرة الى مايجري في البلدان التي تخضع للنفوذ الايراني وبشکل خاص في العراق ولبنان واليمن، نجد إن جميعها تواجه دورا إيرانيا متصاعدا ومساعي مکثفة من أجل إقصاء کل المخالفين والمعارضين لهذا النفوذ في هذه الدول.
الذي يبعث على الحزن في بلدان المنطقة إنه وکما فشل النظام الايراني في فرض شطب الحرس الثوري من قائمة الارهاب، فإن البلدان الغربية فشلت أيضا في فرض شروط على النظام الايراني من أجل الکف عن تدخلات في المنطقة أو تحديدها، ولذلك فإن القلق والتوجس يزداد في المنطقة من المفاوضات الجارية ومايشاع عن مرونة أمريکية تجاه مطالب إيرانية وحتى إن الذي يبعث على القلق أکثر هو المسعى المتهافت للإتحاد الاوربي من أجل العودة للإتفاق النووي، حيث إن لايوجد هناك مايمکن أن يبعث على الامل بالنسبة لهذه البلدان.
بلدان المنطقة تزداد إصرارا على إن النظام الايراني ماض قدما بإتجاه حيازة الاسلحة النووية ولاتعتقد إن إتفاقا نوويا مرنا کالذي يجري العمل من أجل حاليا يمکن أن يوقف المساعي المشبوهة لهذا النظام، خصوصا وإن النظام الايراني يسعى من خلال حيازة السلاح النووي أن يجعل من حکمه على الشعب الايراني ومن نفوذه في بلدان بالمنطقة، أمرا واقعا وحتى إن البلدان الغربية تعلم جيدا بأن النظام الايراني لم يکف حتى بعد إبرام الاتفاق النووي للعام 2015، من الاستمرار في مساعيه السرية من أجل إنتاج القنبلة النووية، ومن هنا فإنها ترى في العودة للإتفاق النووي وخصوصا وفق السياق الحالي من إنه سيکون بمثابة إتفاق ضمني إيراني ـ غربي مشٶوم ضد المنطقة والشعب الايراني.