كتابات- الكاتب: علاء كامل شبيب
الرسالة الاکثر واضحة من طهران للعالم -ضمن سلسلة تقارير المعلومات التي يتم الکشف عنها بصدد إستمرار المساعي السرية لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من أجل حيازة السلاح النووي، فقد ذکرت آخر هذه التقارير من إنه وعلى مدار شهور راقب مسؤولو المخابرات الإسرائيلية والأميركية إيران، بينما تحفر شبكة أنفاق واسعة جنوب موقع نطنز النووي مباشرة، وهو أضخم جهد حتى الآن تبذله طهران لبناء منشآت نووية جديدة في أعماق الجبال، بحيث يمكنها الصمود أمام القنابل الضخمة والهجمات الإلكترونية، وفقا لتقرير صحيفة نيويورك تايمز New York Times الأميركية.
هذا التقرير المثير للقلق لدول المنطقة بشکل خاص، يأتي نشره في وقت هناك تطابق في الآراء والتوجهات والقناعات بين مختلف المصادر إن النظام الايراني هو اليوم أقرب مايکون لإنتاج السلاح النووي، وإن مجرد الحديث عن الخطة”ب” للولايات المتحدة الامريکية للتعامل مع البرنامج النووي الايراني هو بمثابة إعلان بإعتراف غير مباشر بفشل محادثات فيينا في تغيير توجهات النظام الايراني من أجل التخلي عن مسعاه لإمتلاك القنبلة النووية.
أحيانا وعندما يتأمل المرأ مليا فيما يجري بين البلدان الغربية عموما والولايات المتحدة الامريکية خصوصا، وبين النظام الايراني، من أحداث وتطورات تثبت جميعها ليست عدم الجدية فقط بل وحتى نوعا من السماجة والسخف ولاسيما وإن هذه اللعبة قد طالت ليس أکثر من اللازم بل وحتى صارت مملة للجميع دونما إستثناء، وبين کل فترة وأخرى يتم نقل المشاهد(الذي هو هو العالم کله) من فصل مسرحي ممل الى آخر أکثر مللا من الذي سبقه، والذي يبعث على السخرية والاستهزاء هو إنه يتم التطبيل والتزمير لهذه الفصول المسرحيـة”البايخة والماسخة”بلا حساب.
ماذا هو حاصل تحصيل کل هذه الاعوام الطويلة من التفاوض الدولي مع النظام الايراني وهل حقق أية نتيجة إيجابية تذکر، بل وحتى هل إنها تسلك الطريق الصحيح بهذا الصدد بحيث تحسم النوايا المشبوهة للنظام الايراني بإمتلاك الاسلحة الذرية؟ إن الاجابة الوحيدة هي؛ لاشئ! ولکن من المهم جدا هنا الإشارة الى أن الموضوع لم يرجع الى المربع الاول کما قد يتبادر الى أذهان البعض، بل إنه في أخطر مربع نهائي طالما تم التحذير منه، وکما علم العالم في عام 2002 بنية النظام الايراني في العمل بصورة سرية من أجل إنتاج الاسلحة النووية، فإنه الان صار متيقنا أکثر من أي وقت مضى بأن هذا النظام ماض قدما وبکل مافي وسعه بهذا الصدد، وإنه وکما قيل؛ مع أو بدون محادثات نووية، فإن النظام الايراني سيواصل مساعيه من أجل إنتاج وصناعة القنبلة النووية، وهذه هي الرسالة الاکثر وضوحا للعلام کله وللبلدان الغربية والولايات المتحدة الامريکية خصوصا، فمتى يتم فهم وإستيعاب هذه الرسالة والعمل الجدي في ضوئها؟