حدیث العالم – سعاد عزيز:
مع صدور قرار محكمة استئناف أنتويرب بشأن قضية الدبلوماسي الارهابي أسدالله أسدي، برفض الاستئناف والتأکيد على أحکام السجن الصادرة بحق أسدي وشرکائه الثلاثة، فإنه لم يبق هناك من أدنى شك بأن هذه القضية قد أصبحت بمثابة لطخة في جبين النظام الايراني وحقيقة إنه يقوم بإستخدام سفاراته في خارج البلاد بمثابة أوکار ومقرات تنطلق منها عمليات إرهابية، ويبدو واضحا بأن طهران شعرت بالمزيد من الالم ليس من جراء صدور قرار رفض الاستئناف فقط وإنما من جراء التغطية الاعلامية الواسعة لهذا القرار وتناوله من مختلف النواحي بما يلحق أفدح الاضرار بالنظام الايراني.
أکثر مايمکن أن يحرج النظام الايراني ويجعله يشعر بالسخط هو إن هذا القرار سيٶکد وبصورة قاطعة مصداقية التهم التي کان المجلس الوطني للمقاومة الايرانية يکيلها للنظام الايراني بقيامه بإستخدام سفاراته في خارج إيران کمقرات وأوکار من أجل القيام بأعمال ونشاطات إرهابية ضد خصومه من الدول عموما ومعارضين من المقاومة الايرانية خصوصا.
قرار الاستئناف هذا، أکد أيضا فيما أکد حقيقة ماکان قد صرح به وزير الخارجية السابق في تسجيل مسرب له بشأن أن فيلق القدس الارهابي بقيادة المقبور قاسم سليماني کان يستخدم السفارات لنشاطات إرهابية، لکن الاهم من کل ذلك في الوقت الحاضر، هو إن هذا القرار متزامن مع تصريح مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية، أکد فيه أن رفع هذه الفرقة الامنية(يقصد الحرس الثوري) التي تتمتع بنفوذ عسكري واقتصادي واسع في إيران وفي المحيط الإقليمي أيضا من قائمة الإرهاب أمر لا علاقة له بالاتفاق النووي الإيراني، ولا يجب بالتالي أن يربط بالمحادثات. وهو مايعني بأن تهمة الارهاب لم تعد مجرد فرضية يتم التلويح بها ضد النظام الايراني من أجل ممارسة الضغط عليه کما کان يجري في الاعوام السابقة، بل إنها قد صارت تهمة ثابتة عليه وحتى إنها لطخة في جبينه لايمکن مسحها بسهولة.
إبقاء جهاز الحرس الثوري ضمن قائمة الارهاب وقبل ذلك تصفية الارهابي قاسم سليماني، تعني بأن ماکان يقال عن إن النظام الايراني هو البٶرة الاساسية والمرکز الرئيسي لصناعة وتصدير التطرف والارهاب، قد بات يترجم عمليا على أرض الواقع وإن الذي يلفت النظر أکثر هو إن النظام الايراني يعلم جيدا بأن أشهر صعبة وساخنة بإنتظاره ويجب عليه من الان فصاعدا أن يتأقلم ويتعايش مع هذه الحقيقة التي ستکون لها أيضا آثار وتداعيات سلبية مختلفة عليه.