صوت کوردستان- منى سالم الجبوري:
مع حالة الجمود والتشاٶم التي بالت تلف محادثات فيينا وإحتمال فشل وإنهيار المحادثات الوارد الان أکثر من أي وقت مضى، ومع تزايد الاحتجاجات الشعبية وزيادة ضغوطاتها على الحکومة الايرانية، يجعل الاجواء في طهران متوترة ولاتبعث على الامل والتفاٶل خصوصا وإن ذلك يأتي في خضم تزايد الانتقادات والمٶاخذات الموجهة من داخل الاوساط الحاکمة في طهران وخصوصا من جانب مجلس الشورى للرئيس أبراهيم رئيسي وحکومته وعدم تمکنه من تحقيق أي تغيير في الاوضاع کما وعد بل وحتى إنها قد إزدادت سوءا أکثر من أي وقت مضى.
الملفت للنظر إنه وفي هذا الوقت العصيب على طهران حيث لاتبدو هناك في الافق أي بارق أمل يبعث على التفاٶل، فإن ماقد أفاد به موقع موسکو تايمز في التاسع من الشهر الجاري بأنه قد بدأت القوات الروسية عملية سحب قواتها من سوريا، وتزامنا مع ذلك ذکرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل أنه تم نقل عدد من الوحدات العسكرية الروسية إلى ثلاثة مطارات في البحر الأبيض المتوسط مجهول المكان ومن خلال تلك المطارات مباشرة إلى أوكرانيا، و على ما يبدو، فإن سبب نقل روسيا لهذه القوات هو تعزيز قواتها في أوكرانيا. وبحسب هذه المعلومات فإن القواعد التي تم إخلاؤها للجيش الروسي يتم شغلها من قبل قوات الحرس الثوري الايراني وحزب الله اللبناني. وحتى إنه يرى المراقبون بأن هناك ثمة رابط بين الزيارة العاجلة التي قام بها الرئيس السوري لطران يوم الثامن من الشهر الجاري وبين إنسحاب القوات الروسية وإحلال قوات الحرس الثوري الايراني وحزب الله التابع لطهران مکانها. ومن دون شك فإن الانسحاب الروسي الطارئ من سوريا سيحدث فراغا کبيرا ليس من السهل على قوات الحرس الثوري الايراني وحزب الله اللبناني من ملئه وتعويضه خصوصا وإنه قد تم إستقدام القوات الروسية الى سوريا أساسا بسبب فشل قوات الحرس الثوري وحزب الله من السيطرة على اۆلاوضاع والامور.
هذه المهمة الجديدة لطهران أو بالاحرى هذه المشکلة والعبأ الجديد لها والذي يضاف الى ماتعاني منه أساسا بسبب عزلتها الدولية والعقوبات المفروضة عليها وسير محادثات فيينا نحو الانهيار الى جانب الاحتجاجات الداخلية المتعاظمة أکثر من أي وقت آخر، کل هذا ليس من السهل أبدا على طهران السيطرة عليها والامساك بزمام أمورها ولاسيما وإن هناك مايمکن أن يربط مابين هذه الامور ويجعلها مٶثرة على بعضها بإتجاه الدفع نحو المزيد من التأزم والتعقيد.
لعب طهران بإتجاهات مختلفة کما يبدو لم يعد سهلا کالسابق بل وحتى إنه قد يکلفها الکثير وستحدد الايام القادمة مصداقية هذا الرأي.