الکاتب – موقع المجلس:
وجهت السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة للمقاومة الإيرانية رسالة لمناسبة عيد الفطر المبارك في أشرف الثالث فيما يلي نصها:
أهنئكم جميعاً بحلول عيد الفطر السعيد.
يا أبناء الوطن الأعزاء، أيها المنتفضون الذين تستعدون للانتفاضة وللإطاحة بالنظام.
يا أعضاء مجاهدي خلق. يا أبطال معاقل الانتفاضة ويا مناصري المقاومة وأيها السجناء السياسيون.
مبارك هذا العيد لأبناء شعبنا في جميع أنحاء إيران الذين دفعوا ومازالوا يدفعون زكاة فطر الحرية بدمائهم، والذين قدموا 120 ألف شهيد على درب الحرية، بـ 30 ألف وردة حمراء في مجزرة 1988، مع أكثر من 1500 شهيد في انتفاضة نوفمبر، وعشرات الشهداء في انتفاضة سراوان، وإلی الشعب الذي تحمّل عناء کبیرا من مرض كورونا وسياسة خامنئي اللاإنسانية في نشر هذا المرض.
إن صولات فيروس كورونا ووفاة نحو 300 ألف إيراني مظلوم، والفقر والبطالة لملايين من أبناء الشعب، أمر مرير ومحزن للغاية. لکن من دقّات حلول هذا العيد نسمع الوعد والبشارة بتحرير الشعب الإيراني. صحيح أن هذا العيد یترافق مع دماء أبناء شعبنا ودموعهم، صحيح أنهم يحملون جراحا في قلوبهم ومتألمون، لکنه ینبئ بالهزيمة النهائية لولاية الفقيه أكثر من ذلك وهذا اليوم ليس ببعيد.
عيدالفطر احتفال النصر والخلاص
هذا الانتصار وهذا الاجتياز الشامخ لاختبار الإرادات يبعث برسالة مفادها أن انتصار الإنسان على المصير المظلم أمر محتوم.
وبهذا المعنى، فإن عيد الفطر هو عيد الإمكان والضرورة. أي أنه يمكن بل ويجب التغلب على العقبات النفسیة، ويمكن بل ويجب التغلب على العوائق السياسية والاجتماعية والقمع والاستبداد والاستغلال، ويمكن بل ويجب الإطاحة بنظام ولاية الفقيه.
نسأل الله تعالى في دعاء عيد الفطر أن يدخلنا في كل خير أدخل فيه محمدا وآل محمد.
«وَاَنْ تُدْخِلَنى في كل خَيْرٍ اَدْخَلْتَ فيهِ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ»
ونسأله أن يخرجنا من كل مكروه وشرور أخرجه منه محمدا وآله.
«وَاَنْ تُخْرِجَنى مِنْ كُلِّ سُوَّءٍ اَخْرَجْتَ مِنْهُ مُحَمَّداً وَ الَ مُحَمَّدٍ»
في الواقع، هذا الدعاء هو لسان حال الشعب الإیرانی المکلوم.
إن الخير الذي یمتاز به نبينا محمد هو الرحمة والحرية. نفس الحرية والتحرر التي يعطشها شعبنا ويتشوق إليها والتي من أجلها دفع الكثير من التضحيات.
وفي المقابل، فإن الشر كله والسوء كله هو حكم ولاية الفقيه، التي يعتبر الخروج عليه والانتفاضة ضده ليس فقط مطلب ودعاء أبناء شعبنا، بل أيضًا عنوان انتفاضاتهم.
وكما قال زعيم المقاومة مسعود رجوي: يا ترى ”أي سوء ومكروه أشد من الجاهلية والظلامية الحاكمة في إيران؟ إذن نسألك اللهم أن تخرجنا وشعبنا من هذا السوء التاريخي! ربنا احفظ لنا دائماً بيننا وبين هذا النظام عدو الإنسانية والإسلام وإيران حدودا نارية مشتعلة“.
ورسم المجاهدون ومعاقل الانتفاضة في شهر رمضان وليالي القدر خارطة طريقهم وأيمانهم بدرجات عالیة تختلف عن الماضي وسطروا قدرا لأنفسهم ليكون هدية عظيمة للشعب الإيراني.
أي تحرير الشعب الإيراني وحلول فطر خلاصه من براثن الاستبداد الديني المتعطش للدماء ولإنقاذ المحرومين والمضطهدين والمشردين والمرضى والمحاصرین في الفقر.
وهكذا نرى أنه على الرغم من انتشار كورونا في المدن الإيرانية، رغم أن زعيم النظام المتعطش للدماء ترك الناس بلا حماية أمام هذا المرض وخسائره المروعة لدرء الانتفاضة، إلا أن المجتمع الإيراني بأسره لا يزال في حراك واحتجاج. هذا العام، كانت التجمعات الاحتجاجية العمالية بمناسبة يوم العمال العالمي أكثر انتشارًا وحماسًا من أي وقت مضى. وليست قليلة الاحتجاجات والمظاهرات الشعبية الغاضبة التي اندلعت في العديد من المدن الإيرانية، مثل ما حصل في منطقتي ألشتر أو سراوان حيث أدت إلى صدامات بين المواطنين وقوات الحرس، واحتجاجات المتقاعدين الذين خرجوا مرات عديدة في الشهور الماضية وفی مختلف مناطق البلاد للاحتجاجات، وطلاب المدارس الذين انتفضوا في عدة مدن، بالإضافة إلى استمرار نشاطات معاقل الانتفاضة طلائع الحراک والانتفاضات، والذين أبقوا مشاعل العمليات ضد الكبت والخناق مشتعلة.
نعم، مجتمعنا عازم على الخروج من حكم الملالي الذي هو الشرّ کله، وهو ينوي الاقتراب من فطر تحريره.
النظام الإيراني في مأزق السقوط
يا أبناء الوطن الأعزاء
اليوم، يعيش نظام الملالي في مأزق قاتل قلّما شهدنا مثله في تاريخ هذا النظام:
تضع مسرحية الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها الشهر المقبل، على الرغم من طبيعتها الهزلية، حكم الملالي في موقف خطير. حتى لو استطاع خامنئي من إخراج مرشحه المفضّل من صناديق الاقتراع، فإنها ستجعل النظام أكثر هشاشة في مواجهة الانتفاضات وتقرّبه إلی سقوطه.
كما أن محاولات النظام في المفاوضات حول مصير الاتفاق النووي ومسألة العقوبات في حلقة مفرغة. خامنئي في حاجة ماسّة لرفع العقوبات، لكنه يرى في الوقت نفسه أن الامتثال لمطالب وشروط الولايات المتحدة وأوروبا يشكل خطرا على نظامه المهزوز.
من ناحية أخرى، كانت الإدانة القطعية لدبلوماسي النظام الإرهابي في المحكمة البلجيكية بمثابة ضربة للنظام.
من الواضح أن التوازن الداخلي للنظام في حالة اضطراب. أصبح الصراع على السلطة بين قيادات الحرس واضحاً، وقصة الملف الصوتي المسرّب لظريف واعترافاته بأن الهيمنة المطلقة للنزعة الحربية والقمعية في جميع الأصعدة السياسية والدبلوماسية والدعائية، وهذا الأمریجعل التصدع في النظام غیر قابل للاحتواء.
الاقتصاد الذي يسيطر عليه النظام ينهار ولا حل للملالي له.وأن هيبة الولي الفقيه آخذة في الأفول بشكل واضح.
كل هذه المشاكل وضعت النظام تحت ضغط. لكن القضية الملحة للنظام أعظم من كل ذلك وهي خطر السقوط الكبير. إن رعد الانتفاضات وقوة الانتفاضات العظيمة في كمين النظام بشكل أقوى وأعظم بكثير مما حصل في نوفمبر 2019.
إن الانتفاضة ومقاومة الشعب الإيراني هي التي تحدد المصير والمستقبل. لجأ الملالي إلى جميع أنواع الخداع والدعايات والتضليل الإعلامي والاستخباري والحرب النفسية علی أمل تأخير احتمالية السقوط الحتمي لنظامهم.
المنتفضون يحققون الحرية
الملالي يحاولون تکریس الوهم الرجعي بأن النضال لإسقاط النظام وتغيير الوضع السياسي والاجتماعي أمر مستحيل وعديم الفائدة. وأهم جهد يقوم به النظام في هذا الصدد هو الحملة الواسعة لنشر الأكاذيب والافتراء على مجاهدي خلق والمقاومة الإیرانیة. إن نشر العديد من الكتب وإنتاج وتوزيع الأفلام والمسلسلات المختلفة لتشويه صورة المقاومة وتاريخ هذه الحركة كلها لغرض التظاهر بعدم وجود بديل وأن استمرار هذا النظام بكل قذارته هو الأفضل.
لكن رغم كل المحاولات الجنونية للنظام، فإن ثوار الحرية يحققون الحرية ويصنعون النصر ويتغلبون على كل هذه المؤامرات.
كما قال زعيم المقاومة مسعود رجوي في رسالته بمناسبة عيد النوروز:
«يجب أن نبدأ يومًا جديدًا وموسمًا جديدًا في مكافحة فيروس كورونا وفيروس ولاية الفقيه. يجب عدم الاستسلام. بل يجب النهوض والانتفاضة بأي ثمن كان. لا ينبغي السماح لوباء كورونا بأن یصبح مانعاً للانتفاضة كما يريده الولي الفقيه الشرير ويعرقل طريق الانتفاضة ویشلّ تحرّک المواطنين … وفي عام 1400 -بالتقويم الإيراني- لا يمكن تصور مثل هذه الفرصة والميدان والدعم لخامنئي ونظامه. يجب أن يستبق المنتفضون وصناع الانتفاضة”.
نعم، تحرير وخلاص الشعب الإيراني قادم، وأن أعضاء معاقل الانتفاضة وجيش الحرية سيتغلبون بفضل مساعدة الجيل المنتفض على عفريت القمع والكبت. وستنهار قلاع التخلف والنفاق والرياء. وهؤلاء يحررون إيران ويعيدون السلام والطمأنينة إلى المنطقة والعالم.