الحوار المتمدن- سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
يمکن القول إن اسلوب التفکير الذي تتبعه إدارة الرئيس الامريکي بايدن في التعامل مع الامور المتعلقة بالنظام الايراني وخصوصا فيما يتعلق بمحادثات فيينا المتعلقة بالبرنامج النووي الايراني، اسلوب غريب من نوعه يتسم أکثر بالسطحية والسذاجة منه الى العمق والجدية، وخصوصا فيما يتعلق بالمساعي”الحثيثة” التي تبذلها هذه الادارة من أجل التوصل الى نتيجة حاسمة في محادثات فيينا.
المقترح الجديد الذي تم تداوله في الايام الاخيرة في الکونغرس الامريکي والذي يكشف أن إدارة الرئيس جو بايدن تفكر بإلغاء العقوبات المفروضة عن الحرس الثوري وإبقاء فيلق القدس بدلا عنه على قائمة الإرهاب، وذلك في سبيل التوصل لاتفاق بشأن برنامج إيران النووي. هذا المقترح، ملفت للنظر کثيرا ويبعث على السخرية أکثر من أي شئ آخر، ولاسيما وإن فيلق القدس الارهابي يتبع أساسا الحرس الثوري ويستلم أوامره من قيادة الحرس الثوري التي تتلقى بدورها أوامرها من أعلى الهرم الحاکم في إيران!
هذا الاقتراح وبحسب ماقد أشارت التقديرات التي تم تداولها، إلى إسقاط العقوبات عن حوالي 80 ألفا إلى 180 ألفا من الحرس، فيما ستشمل فقط فيلق القدس المكون من 20 ألف مقاتل إيراني، کما نقل ذلك موقع “واشنطن فري بيكون”. وفي الوقت الذي يعارض فيه قادة السياسة الخارجية الجمهوريون في الکونغرس هذا الاقتراح ويشددون على إنه يجب أن يظل على قائمة الإرهاب الأميركية. فقد أکد أحد الجمهوريين البارزين المطلعين على الاقتراح إن “شطب الحرس الثوري ثم وضع قوات القدس فقط على القائمة سيعني فعليا إزالة 80 ألف مقاتل آخرين أو نحو ذلك من قائمة الإرهاب ويمكنهم الآن دخول الولايات المتحدة”، ولو تم تفعيل هذا الاقتراح، فإنه سيعتبر بمثابة الهروب من الرمضاء الى النار أو حتى تفسير الماء بالماء!!
في حال صار هذا المقترح مفتاح حل المعضلة النووية وتم التوصل الى إتفاق، فإن الملاحظة المهمة التي يجب أخذها بنظر الاعتبار، هي إن بلدان المنطقة التي باتت تتعامل بمنتهى الحذر المتسم بالريبة مع إدارة الرئيس بايدن من حيث تعاملها وتعاطيها مع الملف الايراني، فإنها قد تخطو خطوات أخرى أکبر من التي خطتها خلال الاسابيع الاخيرة مع هذه الادارة بعد أزمة أوکرانيا، وهذا ماقد يعقد الامر والموقف عليها کثيرا من حيث إدارتها لتلك الازمة وبشکل خاص في حال لو تم وجرى التنسيق والتعاون مع روسيا فيما يتعلق بملف الطاقة”البترول والغاز”، ومن الواضح جدا إن بلدان المنطقة ستتشجع أکثر من أي وقت آخر في الخروج عن المسار الامريکي الحالي وإتخاذ سياسات ستٶثر بصورة وأخرى على السياسة الامريکية ليس في المنطقة فقط بل وحتى على مستوى العالم!