ایلاف – نزار جاف:
مع الکشف عن المقترح الجديد الذي تم تداوله في الکونغرس الامريکي والذي يبين بأن إدارة الرئيس جو بايدن تفكر “بإلغاء العقوبات المفروضة عن الحرس الثوري وإبقاء فيلق القدس بدلا عنه على قائمة الإرهاب”. وذلك من أجل تذليل العقبات للتوصل لإتفاق بشأن البرنامج النووي الايراني، فإنه إتضح مرة أخرى بأن هذه الادارة کما يبدو طفقت تجنح لإبداء المزيد من المرونة “غير العادية” فيما يتعلق بأهم جهاز عسکري ـ إستخباري للنظام الايراني.
تعامل إدارة ترامب مع الملف الايراني کانت تسير وفق نهج بني على أساس إنه کلما “إزدادت الخطورة إزدادت الخيارات وکلما قلت وتضائلت الخطورة قلت وتضائلت الخيارات”، وإن إدارة ترامب وبعد فرضها العقوبات القاسية التي شملت قطاع النفط والذي يشکل العصب الرئيس للإقتصاد الايراني، فإنها قامت بإدراج الحرس الثوري ضمن قائمة المنظمات الارهابية، وهذه الخطوات لو دققنا فيها لوجدنا أن ترامب قد قام ليس بتقليم مخالب النظام الايراني فقط بل وقام بوضع رسن على فکه ليحد من تأثير أنيابه، والذي لفت النظر أکثر إن ترامب قد قام بتصفية مايسترو النشاطات الارهابية الايرانية في المنطقة والعالم أي “قاسم سليماني“، وفي ضوء ذلك فإن خيارات النظام الايراني في عهده لم تکن أبدا کما کانت في عهد سلفه أوباما، لکن الاقتراح البايدني بوضع فيلق القدس مکان الحرس الثوري وإزالة الاخير من قائمة الارهاب، تعني فيما تعني السعي لإعادة شحذ مخالب وأنياب النظام الايراني وبالتالي زيادة خطورته!
إدارة بايدن بمقترحها الهزيل والمثير للتهکم هذا، فإنها تبدو حقا متهافتة أکثر من توأم روحها إدارة أوباما في التوصل الى صفقة مع النظام الايراني حتى ولو کانت تلك الصفقة تقترب من حد المشبوهية المفرطة بحيث تعبث بمصطلح الارهاب وتقوم بفذلکة سمجة فيه الى الحد الذي تريد فيه إفهام العالم بأن الحرس الثوري مختلف عن فيلق القدس وهو يمثل الاخيار في هذا الجهاز فيما يمثل فيلق القدس الاشرار، وهنا يجب علينا أن ننسى أو نتناسى بأن فيلق القدس يتبع الحرس الثوري ويتلقى أوامره منه، بحسب الفهم البايدني کما يبدو للحرس الثوري وفيلق القدس وعلاقتهما ببعضهما!
لو تمت الصفقة النووية مع النظام الايراني على هذا الاساس، وتم إزالة الحرس الثوري من قائمة الارهاب على الرغم من إن العالم کله صار يعرف موقع ومکانة ودور الحرس الثوري من الارهاب ودرجة ومستوى تورط فيه، فإنه وعندئذ فإن الاجدى بإدارة بايدن أن تقوم بتغيير مصطلح “الحرب على الارهاب” بمصطلح آخر هو الاقرب لها فهما وهو مصطلح”اللعب مع الارهاب”!!