کتابات – علاء کامل شبيب:
الاجواء الضبابية والمقلقة في العراق من جراء عدم التوصل لإتفاق سياسي يضمن تشکيل حکومة عراقية لاتزال سائدة ولايوجد هناك مايمکن أن يکسر الجمود المخيم عليها، والذي يبعث على الحزن والتشاٶم هو إن العراق ومنذ سقوط نظام حزب البعث يدور في دائرة مغلقة ولم يتمکن من التقدم ولو خطوة واحدة للأمام في مختلف المجالات وحتى إن الحکومات المتعاقبة على الحکم والتي جاءت کثمرة للإنتخابات التشريعية، لم تتمکن أي منها أن تنال رضا الشعب العراقي وثقته خصوصا وبعد أن بات الحديث عن الفساد الدائر في العراق والتبعية لإيران، حديثا لانهاية له والذي يثير اليأس والتشاٶم أکثر هو إنه ليس لحد الان هناك مايمکن أن يبعث على الامل والتفاٶل بإمکانية تحقيق المعجزة والقضاء على الفساد الدائر وإنهاء التبعية لإيران.
السٶال الذي يطرح نفسه بقوة هو؛ هل هناك من علاقة بين الفساد المستشري في العراق وبين التبعية لإيران؟ من الامور المعروف والتي يمکن أن ترقى الى مستوى البديهية، هو إن أکثر مايساعد على بقاء تبعية دولة لأخرى هو وجود حالة من الضبابية والفساد وعدم الاستقرار تتيح للقوى والتيارات المشبوهة مواصلة عملها کي تبقى تلك التبعية، وإن الذي يدفع للثقة أکثر بوجهة النظر هذه والبناء عليها هو إن معظم الحکومات التي تعاقبت على حکم العراق قد إنتهجت سياسة خطها العام لم يتمکن من الخروج قيد أنملة عن المسار الذي يريده النظام الحاکم في إيران، وحتى إن معظم العقود والصفقات التي تمت على خلفية الاتفاقيات الاقتصادية مع إيران، تصب کلها وبصورة مثيرة للشبهة لصالح الاخيرة!
المشکلة التي يجب الانتباه إليها جيدا وأخذها بنظر الاهمية والاعتبار، هي إنه حتى ولو تم تشکيل حکومة وتم إبعاد أذرع إيران والاطراف المحسوبة عليها، فإن ذلك لن يحل المشکلة حيث ستبقى الاطراف التابعة لإيران تعمل مابوسعها من أجل إفشال جهود ومساعي الحکومة الجديدة وعدم السماح لها بالخروج بنتائج بناءة لأن ذلك سيکشف حقيقة الاطراف التابعة لطهران ومن إنها لم تعمل من أجل مصلحة الشعب العراقي، ولاريب بأن التظاهرات والاحتجاجات المختلفة التي حدثت في بغداد ومدن العراق الاخرى قد أکدت جميعها بصورة وأخرى على أن بيت الداء في بقاء الفساد ووخامة الاوضاع هو في إستمرار التبعية لإيران، وإن السبيل الوحيد لتشکيل حکومة عراقية تکون في مستوى آمال وأماني وطموحات الشعب العراقي، هو في جعلها تنأى بنفسها عن دائرى النفوذ والتبعية للنظام الايراني الذي لا ولم ولن يفکر يوما في مصلحة العراق والعراقيين.
Privacy Overview
This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.