صورة عن مجزرة عام 1988 في ایران:
بحزاني – محمد حسين المياحي:
لبن العصفور، في المشمش، والجن الازرق، ومصطلحات أخرى عديدة تدل کلها على مايدل على المستحيل والامر الذي لايمکن تحققه، ولاريب إن الخميني عندما أصدر فتواه في عام 1988، بتنفيذ حکم الاعدام ب30 سجين سياسي جلهم من منظمة مجاهدي خلق، فإن الهدف الاساسي من وراء ذلك کان إيذان بحملة إستثنائية من أجل القضاء على منظمة مجاهدي خلق قضاءا مبرما وإبادتها عن بکرة أبيها، والذي يلفت النظر ويجب الانتباه له هنا وأخذه بنظر الاعتبار، هو إن القادة والمسٶولون في نظام الجمهورية الاسلاميـة الايرانية قد دأبوا بعد مجزرة السجناء السياسيين التي ذکرناها، على إطلاق تصريحات تٶکد بأن منظمة مجاهدي خلق قد أصبحت شيئا من الماضي ولم يعد لها من أي وجود أو تأثير على الاوضاع في إيران.
ومن المفيد هنا الإشارة الى أنه وبعد تلك المجزرة، شرع النظام الايراني بحملة على مختلف الاصعدة ضد منظمة مجاهدي خلق بهدف إبادتها وجعلها أثرا بعد عين، وهذه الحملة التي شملت جوانب سياسية وأمنية وإعلامية وإجتماعية بل وحتى وصلت الى دولية بجعل إقامة أية دولة علاقة مع مجاهدي خلق خطا أحمرا لايمکن القبول به، والتصريحات المتکررة التي أطلقها قادة النظام الايراني ومسٶولوه بخصوص القضاء على مجاهدي خلق وإنتهاء دورها في إيران، من الکثرة بحيث لايمکن ذکرها في هکذا مجال ضيق، وهنا لانود أن نلفت النظر الى تصريحات صادرة من جانب قادة النظام بشأن تکذيب أنفسهم بهذا الصدد وإطلاق تصريحات تٶکد على دور وتأثير المنظمة في العديد من الامور والقضايا المهمة وبشکل خاص في الانتفاضات المندلعة ضد النظام وبشکل خاص إنتفاضة 28 ديسمبر2017، والتي أعلن خامنئي بنفسه إن مجاهدي خلق کانت ورائها إعدادا وتنفيذا وقيادة، بل نود أن نشير الى حدث مهم لم نجد لم من نظير بعد مجزرة عام 1988، وهو تنظيم مسيرة في مدينة قم بعد صلاة الجمعة من جانب مٶيدي النظام حيث فيها ترديد هتافات مناهضة لمجاهدي خلق!
مدينة قم، لکونها مدينة دينية فإنها تعتبر من قلاع النظام الاساسية، ولکن وعندما يتم إضرام النار في التمثال الکبير لخميني في المدينة وإحراقه من قبل وحدات المقاومة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق، فإن ذلك بمثابة نقطة عطف مهمة في عملية الصراع والمواجهة بين مجاهدي خلق والنظام، خصوصا وإن وحدات المقاومة قد قامت بنشاطات نوعية في مدينة مشهد الدينية المقدسة ضد النظام الى جانب إن هذه المدينة أي مشهد قد کانت في طليعة المدن التي إنطلقت منها إنتفاضة 28 ديسمبر2017، وإن هکذا تطور لايوجد هناك من أي شك بأنه يعتبر غير عادي إطلاقا بالنسبة للنظام بل وحتى يعتبر جعل معاقله الاساسية ساحة للمواجهة والصراع معه، وهو مايجعل النظام الايراني يبدو في وضع وموقف لايحسد عليه البتة، ولذلك فإن قيام وکالة الانباء الرسمية”إيرنا” في الاول من أبريل الجاري بنشر خبر مفاده:” تمثال الخميني في شارع آية الله بروجردي في مدينة قم، تعرض في فجر يوم الجمعة، 1 أبرل 2022 للاعتداء والانتهاك من قبل مجهولين.” والاشارة الى رفع لافتات ضد المنظمة وکذلك ترديد شعارات مناهضة لها، يثبت للعالم مرة أخرى بأن ماقد ردده ويردده النظام من القضاء على مجاهدي خلق وجعلها شيئا من الماضي ليس إلا مجرد کلام لاوجود له في الواقع بل وکما ذکرنا في بداية المقال فإن کل ماذکره وأعلنه قادة النظام الايراني بهذا الصدد لم يکن إلا کلاما أشبه ب”لبن العصفور”و”في المشمش”!!