کتابات – محمد حسين المياحي:
الاجتياح الروسي لأوکرانيا والحرب المدمرة الجارية فيها، صار الحديث والشغل الشاغل للعالم کله دونما إستثناء ولاسيما بعد أن صار الحديث في غمارها يشير الى حرب عالمية ثالثة يتم فيها إستخدام الاسلحة النووية، وقد إزداد الخوف والقلق العالمي من الإحتمالات السلبية القائمة لدخول السلاح النووي في معترك هذه الحرب المجنونة هو القصف الروسي الاخير لمفاعل نووي أوکراني وتنفس العالم الصعداء بعد السيطرة على حريق شب فيه من جراء ذلك القصف. في هذا الخضم، وفي الوقت الذي يدعو فيه العالم ويتمنى نهاية لهذه الحرب، فإن وسائل الاعلام قد نقلت خبرا مفاده أن” المليشيات العراقية الموالية لايران قد اصدرت تعليمات الى عناصرها بتقديم طلبات التطوع هذه للتضامن مع موسكو حليفة لطهران ضد الدول الغربية وفي مقدمتها واشنطن.” بحسب ماجاء في تقرير نشره موقع “إيلاف”الالکتروني بهذا الخصوص.
هذا الموقف الذي يمکن القول بأن أقل مايقال عنه موقف مثير للسخرية والتهکم ولاسيما وإن هذه الميليشيات وبحسب التقرير قد”دعت هذه المليشيات عناصرها الى رفع صور للرئيس الروسي بوتين في العاصمة ومدن اخرى تحمل اسم “أصدقاء الرئيس” وشعارات باللغة الانكليزية “ندعم روسيا”، حيث إن هکذا حرب مجنونة ليس للشعب العراقي وشعوب المنطقة من ناقة فيها ولاجمل، من الحمق السعي وراء نيرانها التي يتمنى العالم کله إنطفائها، ولکن هذه الميليشيات التي هي إيرانية أکثر من القوات التابعة للنظام الايراني برمتها بما فيه الحرس الثوري، فإنه قد دأب على التطبيل والتزمير لأي موقف يصدر من جانب المرشد الاعلى للنظام الايراني خامنئي، ولعل التصريحات الاخيرة له والتي أوحى فيها بتإييد الغزو والاحتلال الروسي لأوکرانيا وسعيه لتبريرها والتهجم على الولايات المتحدة الامريکية، تفسر هذا”التهافت” المثير للسخرية من جانب هذه الميليشيات للإنخراط والقتال الى جانب القوات الروسية من أجل قتال”النظام النازي الاوکراني” کما يصفه الاعلام الروسي!
هذا الموقف الهزيل والمفضوح الذي لايعبر قيد أنملة عن الشعب العراقي، فإن قيام السلطات الامنية العراقية بمنع رفع صور بوتين في الأماكن العامة في العاصمة بغداد وبقية المحافظات، يدل على إن هذه الحرب المجنونة فيها بلاء ومن الخطأ بشکل خاص جدا الانحياز للجانب الذي أشعل نارها، علما بأن موسکو وبحسب تقرير إيلاف أعلنت بأنها لاترغب بمتطوعين عراقيين ولکنها ترحب برفع صور بوتين، وليس في الوسع إلا القول کان الله في عون العراق وشعب العراق مما يحدث!
Privacy Overview
This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.