صوت العراق -علاء کامل شبيب:
ليس بالامکان تجاهل الدور والتأثير الذي مثلته وتمثله الميليشيات التابعة لنظام الجمهورية الاسلاميـة الايرانية في المنطقة من حيث کونها تعتبر بمثابة وکلاء لهذا النظام ولاسيما وإنها ليس تجهر بولائها الفکري ـ السياسي للنظام الايراني وإنما حتى تتفاخر بذلك خصوصا عندما تعتبر نفسها ضمن مايسمى ب”جبهة المقاومة” المتکونة من النظام الايراني وحلفائها في المنطقة، ومن دون شك فإنه ليس بجديد ولاحتى مثير للعجب والدهشة ماقد ذکره التقرير الفصلي لوزارة الدفاع الامريکية”البنتاغون”والذي سوف يتم إرساله الى الكونغرس والوكالات الأمريكية النشطة الأخرى، أن نفوذ المسلحين المدعومين من إيران في قوات الأمن العراقية خطير. وهذا التقرير للأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2021، وبالتحديد أكتوبر ونوفمبر وديسمبر. إذ أن هذه الميليشيات وبحکم تبعيتها التنظيمية والفکرية ـ السياسية للنظام الايراني، فإنه من ضمن أولوياتها تنفيذ الاوامر والمطالب التي يملى عليها من جانب النظام الايراني.
الخطر والتهديد الذي مثلته وتمثله هذه الميليشيات ليس على أمن وإستقرار بلدان المنطقة بل وحتى على الامن والاستقرار العالمي خصوصا وإنها بمثابة بندقية تحت الطلب يتم إستخدامها بأي إتجاه ولأي هدف وغاية کانت فيما أصدرت طهران أمرا بذلك إليها، وإن ماقاد قاله موظف في البنتاغون ساعد في إعداد التقرير في إشارة إلى عمليات المتشددين المدعومين من إيران في العراق وسوريا، إن الطائرات المسيرة كانت تستهدف قواعد عسكرية أمريكية وحلفائها في المنطقة. کلام واقعي ومعلوم لکل من يتابع الدور والنفوذ الايراني في المنطقة، والمشکلة إن الخطر والتهديد الذي تجسده هذه الميليشيات يتزايد خصوصا کلما زاد الضغط على النظام الايراني إذ أنها جزء من اللعبة الايرانية مع العالم وإن ماقد جاء في جانب من التقرير بعنوان”دور المجموعات الثالثة”، من إن الميلشيات المسلحة المدعومة من إيران تشكل تهديدا للأفراد والقوات الأمريكية في العراق، وأن المواجهة من المتوقع أن تتصاعد هذا العام. حيث إن أوضاع النظام الايراني على مختلف الاصعدة الداخلية والاقليمية والدولية ليست على مايرام وإنها تتجه للمزيد والمزيد من التأزم.
الميليشيات التابعة للنظام الايراني في العراق بشکل خاص وبعد الضربات والصدمات المختلفة التي تلقتها على أثر انتفاضة الشعب العراقي ومقتل قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس وطرد محمد الكوثراني من العراق والهزيمة الشديدة بالإنتخابات العراقية، ومحاولة الاغتيال الفاشلة لرئيس الوزراء العراقي، خاصة أنها جاءت بعد الهزيمة للميليشيات والاحزاب التابعة لطهران في الانتخابات العراقية الأخيرة والتي جاءت کتعبير وتجسيد عن مدى کراهية ورفض الشعب العراقي لهذا النظام ومن يسير ورائه، وحتى إن المغامرة الجنونية بعد هذه الخسارة بالسعي لاغتيال رئيس الوزراء العراقي، والذي أشارت أصابع الاتهام کلها لميليشات تابع للنظام الايراني، کل ذلك يعطي إنطباعا بأن النظام الايراني قد يقوم بعملية إعادة ترتيب الاوراق في سبيل إستعادة قوته وهيبته وکذلك تقوية دور ومکانة وإعتبار هذه الميليشيات، ولکن لايبدو إنه وبعد أن صارت الحقائق والامور أکثر من واضحة بالنسبة لطهران وأذرعها في المنطقة من إنها ستتوفق في مسعاها هذا!