ایلاف – نزار جاف :
الزمن الذي طالما سعى النظام الايرني جاهدا من أجل المراهنة عليه وإستخدامه کسلاح ذو حدين ضد خصومه، ولاسيما من حيث المراوغة واللف والدوران والخداع والکذب من أجل التغطية على الحقائق والتستر عليها أو حتى تحريفها وتزييفها، لکن يبدو إن ماقد جرى في فضيحة “برس تي في”، قد حدث بسياق ينطبق عليه تماما القول السائد “إنقلب السحر على الساحر”، ذلك إن هذه الفضيحة التي ومن شدة تأثيرها السلبي على النظام هي وکما يقول المصريين بـ”جلاجل”، غير إن الذي ليس أحرج النظام الايراني فقط بل وحتى وضعه في وضع وموقف صعب ومعقد هو إن فضيحة “برس تي في”، قد جاءت في وقت يحاول فيه النظام الايراني عبثا ومن دون طائل إظهار نفسه بمظاهر البراءة والمظلومية وإنه لا يسعى إلا للحصول على حقوقه المشروعة وليس أي شئ غير ذلك ولاسيما في ذروة محادثات فيينا.
مجموعة الوثائق التي تم الحصول عليها من قناة “برس تي في”، وهي قناة تلفزيونية للنظام الايراني ناطقة بالإنجليزية، من داخل إيران، أثبتت بأن الشبكة تعمل من ناحية کأداة لتشويه صورة مجاهدي خلق و المقاومة الإيرانية؛ ومن ناحية أخرى، غطاء لغسيل الأموال والالتفاف على العقوبات. في وقت يزعم فيه هذا النظام بأنه لا يقوم بأية نشاطات مشبوهة ضد معارضيه عموما ومنظمة مجاهدي خلق خصوصا وإن کل ما يقال إنما هو مجرد إفتراء وتجني على الحقيقة، وکذلك فيما يخص المسائل المرتبطة بغسيل الاموال وممارسة النشاطات المشبوهة، هذه الوثائق التي أثبتت مرة أخرى بأن هذا النظام لا يمکن أبدا أن يکف عن نشاطاته المشبوهة ضد معارضيه بشکل خاص وبخصوص ممارسة الاعمال والنشاطات المشبوهة من قبيل عمليات التهريب وغسيل الاموال والتعاون والتنسيق مع التنظيمات الارهابية المتطرفة.
النظام الايراني وفي الوقت الذي عانى فيه الامرين من جراء کشف مخططه الارهابي الذي قاده الدبلوماسي الارهابي أسدالله أسدي وعصابته من أجل تفجير التجمع السنوي للمقاومة الايرانية في باريس وکذلك طرد سفيره والمساعد الاول له من ألبانيا لقيامهما بأعمال ونشاطات إرهابية ضد معسکر أشرف 3، وأعلن برائته من القيام بأية أعمال أو نشاطات إرهابية ضد مجاهدي خلق بشکل خاص، لکن وثائق “برس تي في”، أثبتت عمليا کذب وزيف مزاعم النظام الايراني ببرائته من ملاحقة مجاهدي خلق والسعي للقيام بنشاطات وأعمال إرهابية ضدهم، ولاسيما وإنه وفي إحدى هذه الوثائق، كتب أحمد نوروزي، باعتباره “مساعد رئيس معاونية الإعلام الخارجي”، في رسالة إلى بيمان جبلي، “مساعد رئيس مؤسسة الإذاعة والتلفزيون للإعلام الخارجي أنذاك” في 3 يوليو 2021: “بعد اجتماع الأسبوع الماضي مع وزارة الخارجية ولجنة حقوق الإنسان في السلطة القضائية، طلبت هذه المنظمات تقديم المحتوى الذي أعدته معاونية الإعلام الخارجي بشأن منظمة المنافقين. إذا تمت الموافقة عليه، اطلب إتاحة المحتوى الذي تم إنتاجه في المعاونية، بما في ذلك الأفلام الوثائقية والبرامج، مع انفوكليبات في الأرشيف، للمنظمتين كلتيهما”، ولا ريب فإن لکل نشاط إعلامي في النظم الديکتاتورية يرافقه أيضا نشاط سياسي وأمني بالضرورة، ولذلك فإن الرأي السائد بأن هذا النظام لا يمکن أبدا أن يتخلى عن نهجه واسلوبه الشرير في سعيه من أجل القيام بأعمال ونشاطات إرهابية من إغتيالات وتفجيرات وغيرها ضد معارضيه، وبالنتيجة فإنه لا يمکن أبدا الاطمئنان إليه والثقة به بهذا الخصوص.