الکاتب – موقع المجلس:
مريم رجوي: الشعب الإيراني، كما أطاح بديكتاتورية الشاه، یهتف الیوم بشعار: الموت للظالم، سواء كان ملكًا أو زعيمًا
عقد المؤتمر السنوي للمجموعات البرلمانية لأصدقاء إيران حرة بمشاركة ممثلين عن البرلمان الأوروبي وبرلمانات المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وسويسرا وهولندا ورومانيا والبلدان النوردية مساء الأربعاء، 9 فبراير 2022 بحضور السيدة مريم رجوي الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية والقت السيدة مريم رجوي خطابا وفيما يلي نصه :
تحية لكم أنتم أعضاء اللجان البرلمانیة لإيران حرة من المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وسويسرا ودول الشمال وهولندا ورومانيا وكذلك أعضاء اللجنة في البرلمان الأوروبي.
أشکرکم جزیل الشکر على حضوركم هذا المؤتمر الذي یقام في ذكرى ثورة الشعب الإيراني الكبرى.
في الوقت الحالي هناك وضع استثنائي داخل إيران وفي ما یتعلق بالسياسات والتطورات المرتبطة بإيران في الشرق الأوسط والعالم.
هذا الموقف یضعنا أمام عدد من المهام الخطيرة التي الإجابة عليها أمر ضروري. لذلك، من المناسب مناقشة الجوانب المختلفة لهذا الموقف وآفاقه المستقبلیة.
في العام الماضي، عيّن خامنئي، زعیم النظام سفّاح مجزرة عام 1988 لرئاسة نظامه وذلک من خلال دفع ثمن باهظ.
وكان الإتیان بهذا الرجل، إبراهیم رئيسي، أهم ورقة لعبها خامنئي بعد اندلاع الانتفاضات الكبيرة والمتتالية في جميع أنحاء إيران. والسؤال المطروح الآن هو:هل الترکیبة السياسية الجديدة التي وضعها النظام معناها استعادة النظام لمّ شمله؟ ويتحرك النظام من الآن فصاعدًا في اتجاه الاستقرار وتعزیز مکانته والاستدامة؟ أو عکس ذلک، أدّت هذه الترکیبة الجدیدة إلى مزید من ضعف الحكومة وعدم استقرارها؟
العديد من الأدلة والحقائق لا تترك مجالاً للشك في أن نظام الملالي يعيش على حافّة السقوط.
ولكن السؤال هو: عندما نقول إن النظام یعیش مرحلته النهائية، فهل هذا التقييم ینبع من مطالب وأهداف المقاومة الإيرانية؟
لا؛ هذا الرأي وهذا الفهم لایخصّ المقاومة، ولا هو شيء اخترعناه نحن بناءً على طموحاتنا ونضالاتنا. وانما الحقائق الدامغة في المجتمع الإيراني جعلت موقع النظام علی حافّة السقوط. خلال العام الماضي، كانت هناك انتفاضة واسعة في إيران كل أربعة أشهر.
على مدار العام، ومع معاناة الشعب الإيراني من انتشار مختلف سلالات كورونا ووفياته التي تجاوزت نصف مليون، عمّت البلاد اضطرابات واحتجاجات وإضرابات.
أهم میزة هذه الاحتجاجات هو أن النظام لا يستطيع کشف توقیت بدایة الاحتجاجات القادمة. وظلت قوات الحرس وغيرها من الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في حالة تأهب دائم، وهي عالقة في حالة توتر وتآكل دائمين. لأنهم إذا تأخروا قليلاً في مواجهة الاحتجاجات، يفقدون السيطرة على الوضع.
اليوم، نری أن التناقضات في المجتمع الإيراني ضد النظام تعاظمت بشكل حاد وأحيانًا بشكل لا تقبل الرجوع . العمال والمزارعون انتفضوا. المعلمون والتربويون نظموا تجمعات احتجاجية. وفي المناطق التي يسكنها مواطنو البلوش والعرب والأكراد، شن الشباب العاصون هجمات مسلحة ضد أفراد الحرس مرارًا وتكرارًا، وفي عشوائیات المدن ، یعیش المواطنون المحرومون في حالة من التوتر المستمر مع النظام. يقوم الحرس بهدم منازلهم باستمرار، وفي المقابل إنهم يتجاوزون القيود والقوانين القمعية التي يفرضها النظام.
النظام عاجز أمام هذا الوضع. يعود هذا العجز في المقام الأول إلى حقيقة أنه يواجه شعباً في حالة عداء مع النظام. الناس يصرخون علانية في الشوارع «عدونا هنا، کذباً يقولون إنه أمريكا». إن العداء الشديد لدی الشعب الإيراني ضدّ النظام هو السبب الرئيسي لعدم استقرار نظام الملالي.
كما يجب أن أذكر حقيقة أن خامنئي، وفي إطار الحفاظ على هيمنته، حاول وجرّب كل السبل الممكنة لمنع وصول النظام إلى مثل هذا الوضع الخطير.
إن استخدام التيارات الإصلاحية المزيفة داخل النظام کان أحد الطرق. ولعب الملالي والعصابات التي تظاهرت لسنوات عديدة بالاعتدال أو الإصلاح دور عازل لمنع سقوط النظام. لكن بعد بدایة مرحلة الانتفاضات في ديسمبر 2017، فقدوا مفعولهم السياسي فأبعدهم وأقصاهم خامنئي عن جميع المناصب.
وكانت مراهنة النظام علی حصول اتفاق نووي مع مجموعة 5 +1 طريقة أخرى. ورغم أن هذا الاتفاق، ومن خلال تنازلات غیر مبرّرة لصالح النظام، وفّر الحاجات السياسية والمالية له، إلا أنه لم يتخل عن مشروع امتلاك القنبلة الذرية، حیث أنه یرى نفسه بحاجة إلى قنبلة للحفاظ على بقائه المتهالك. وإذا تخلّی عن القنبلة الذرية، فإنه يكون قد تخلّی عن متطلباته الأمنية.
الانتفاضات التي حدثت في جميع أنحاء إيران منذ ديسمبر2017 أثبتت أنه على عكس الأوهام التي اختلقها الملالي، لا مكان للنظام بين الفقراء والمحرومین. بل على العكس فأصبح الفقراء في المدن، يشكّلون قاعدة الانتفاضة والتمرد ضد نظام الملالي.
كما قلت، بعد فشل كل هذه الأساليب والمخططات، باتت لعبة خامنئي في الشطرنج السياسي الإيراني تعيين رجل مكروه بین الجمیع ومعروف على نطاق واسع في المجتمع الإيراني بأنه سفّاح مذبحة عام 1988 ولم يتعلم درساً سوى شنق الشباب.
فماذا يعني توظيف هذا الجلاد؟
أولاً، هذا يعني أن النظام غير مستقر سياسيًا وهشّ لدرجة أنه لا يسمح حتى لأعضائه الأكثر ولاءً، مثل علي لاريجاني، بالترشح للانتخابات الرئاسية على الرغم من رئاسته لمجلس شورى النظام لمدة 12 عامًا. لأنه يخشى أن في الاضطرابات السياسية المستقبلية یؤدي وجود مثل هذه العناصر إلى شقاق قاتل على رأس الحكومة. بينما رئيسي، ولكونه متورطًا في سفك دماء ثلاثین ألف سجين سياسي من مجاهدي خلق والمناضلين، لا يجد مكانًا في الساحة السياسية سوى التمسك بالولي الفقيه.
ثانيًا، معنی هذا الإجراء أن النظام أغلق كل الطرقات أمام أي تغيير وإصلاح، سواء في المجال السياسي أو الاقتصادي، ولا يعرف سوى تصعید القمع والتحريض على الحروب والإرهاب والاستمرار في المشاریع النووية والصاروخية.
باختصار، مجيئ رئيسي إلى السلطة یدرّ بفائدتین لخامنئي.
أولا – إغلاق الطريق أمام الانتفاضات
وثانياً، فتح المجال بفراغ البال في المشاريع النووية والسياسة الخارجية.
إذن، يُعدّ رئيسي أبرز مؤشر على مرحلة السقوط.
والميزة الخاصة لعهد رئيسي هي أنه سواء تخلى النظام عن برنامجه النووي أو ذهب إلى حيازة القنبلة، فإنه في جمیع الحالات سيواجه اندلاع انتفاضات تلعب فيها مجاهدي خلق ووحدات المقاومة دورا كبيرا.
کان خامنئي علی اعتقاد بأنه من خلال إقامة نظام بلون واحد ودعمه الكامل لرئيسي السفّاح، يمكنه على الأقل احتواء الوضع البائس للنظام.
لكن اليوم، بعد ستة أشهر، أصبحت حكومته الأعجز في النظام منذ أربعة عقود. وتفاقم تدهور الوضع الاقتصادي خلال هذه الفترة أكثر مما كان علیه في عهد روحاني. على سبيل المثال، يبلغ عجز الميزانية 50٪ ؛ النمو الاقتصادي هذا العام أقل من الصفر كما في السنوات السابقة، معدل التضخم وصل ما بین 50 إلى 60٪. الفقر منتشر، الجزء الأكبر من الطبقة الوسطى أصبح فقيرا، ويعيش ما لا يقل عن 40 مليون من سكان البلاد البالغ عددهم 85 مليون نسمة تحت خط الفقر المطلق. دمّرت سياسات النظام الموارد البيئية للبلاد. تجفّفت معظم الأهوار ، وأصيبت مناطق واسعة من المحافظات بالجفاف أو التوتر من حيث المياه، ودمّرت الغابات وأصبحت المدن الإيرانية من بين أكثر المدن تلوثًا في العالم.
وتحویل البلاد إلی أنقاض یعدّ في الحقيقة أنقاض الهزائم الكبرى للنظام في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. نعم، نری أن الملالي وصلوا إلى نهاية المطاف من كل جانب.
اتساع نطاق المقاومة في المجتمع الإيراني
أصدقائي الأعزاء،
المقاومة الإيرانية تقف في وجه دكتاتورية دينية منذ 43 عامًا. ومن دون وجود هذه المقاومة التاريخية، لكانت الأصولية والاستبداد الديني تحکم الآن جميع أنحاء المنطقة.
لولا هذه المقاومة التي كان يصفها خاتمي بأنها أكبر موجة عاصفة وأخطرها وقال أحمدي نجاد بشأنها أنها تكفي لإسقاط عدة دول، لكانت الأصولية والاستبداد الديني تحكم الآن جميع أنحاء المنطقة.
ويعتبر الملالي المجاهدين والمقاومة الإيرانية الخطر الرئيسي لکیان نظامهم، ويعتبرون مواجهة هذا التهديد من أهم أولويات سياستهم الخارجية والأمن والإعلام والحرب النفسية. وكان ولايتي يقول لسفراء الدول الأوروبية عليكم أن تختاروا واحدا بين علاقة الصداقة معنا وبين الدعم للمجاهدين. وكان خرازي وزير آخر في خارجية النظام يقول إن المعيار الجدي والحاسم لتقييم صدق الدول الأوروبية هو نوع علاقاتها مع المجاهدين.
قبل أيام، أعلنت وسائل الإعلام الرسمية للنظام، أن رئيسي في محادثته الهاتفية الأخيرة مع الرئيس الفرنسي، طلب صراحة طرد مجاهدي خلق من الاتحاد الأوروبي.
وعندما كان روحاني رئيسًا للنظام، بعد يوم واحد من الانتفاضة الكبرى في ديسمبر2017، وفي محادثة هاتفية مماثلة دعا الرئيس الفرنسي إلى اتخاذ إجراءات ضد مجاهدي خلق. في ذلك الوقت، ذكرت صحيفة لوفيغارو نقلا عن قصر الإليزيه: “لم نجر أي مفاوضات مع الإيرانيين إلا وأن طرحوا فيها موضوع مجاهدي خلق”.
نعم، موضوع طلب الضغط على مجاهدي خلق في المفاوضات بين قادة النظام ومسؤوليه مع الحكومات الغربية، هو مسألة دائمة متواصلة وليس موضوعا جديدا وله تاريخ طويل. كما أن إلحاق ضربة ضد هذه المقاومة کان ولایزال أحد الأهداف الدائمة لماکنة النظام الإرهابية.
في نوروز من العام1397، بعد شهرين ونصف من انتفاضة ديسمبر، حاول النظام تفجير شاحنة مليئة بالمتفجرات بجانب موقع احتفال المقاومة بالعيد. وعندما فشلت العملية، قام بالتدبیر لتنفيذ هجوم إرهابي آخر بقيادة دبلوماسي يعمل في النمسا، بهدف تفجير كبير في المؤتمر السنوي للمقاومة الإيرانية في فيلبينت، بباريس. وفشلت العملية أيضا واعتقل الدبلوماسي التابع للنظام وحكم عليه بالسجن 20 عاما في بلجيكا.
حقا لماذا النظام يرتكب هذه الاعمال الاجرامية؟
لأن النظام یشعر دائماً بالخطر بأن هناك مقاومة وبديل ديمقراطي یحوّل السخط الكبير في المجتمع الإيراني إلى النضال الهادف للإطاحة بالنظام. لكن هذا التهديد تصاعد منذ تنامي الانتفاضات والاحتجاجات في إيران. شبكة عناصر مجاهدي خلق، التي أخذت طابعاً تنظیمیاً في معظم محافظات البلاد، باتت تشكل خطرا حقيقيا وفعلا لحكم الملالي. تحدث خامنئي عن دور مجاهدي خلق في خطاب عام حول انتفاضة يناير2017 وانتفاضة نوفمبر 2019.
وحدات المقاومة التي تشكل جزءًا من شبكة مجاهدي خلق في المدن الإيرانية تنخرط في حملة واسعة النطاق ضد أجواء القمع بشکل يومي، وإعداد وتوجيه المجتمع للانتفاضات القادمة. من میزات هذه الأنشطة هي أنها لا يمكن إيقافها وتجري في جميع أنحاء البلاد.
أدى التوقف المفاجئ لعشرات قنوات النظام التليفزيونية والإذاعية، في الأيام الأخيرة، وبث صور ورسائل المقاومة الإيرانية من هذه القنوات، إلى إصابة النظام بالذعر. وصرّح المتحدثون باسم النظام ووسائل الإعلام عدة مرّات بأنهم يشعرون بالتهديد من نوعیة وتعقيد العملية. وأصیب النظام بالصدمة من أبعاد المقاومة في المجتمع الإيراني.
المؤتمر السنوي للمجموعات البرلمانية الأوروبية أصدقاء إيران حرّة
سياسة المهادنة
یتساءل كثيرون لماذا لا تغطي وسائل الإعلام الغربية الأنشطة الواسعة للمقاومة الإيرانية داخل إيران.
الجواب واضح: الإعلام الغربي الضخم يتجاهل نشاطات وحدات المقاومة، التي هي تعكس حقيقة النضالات الكبيرة للمجتمع الإيراني، لأنهم يتبعون سياسة المهادنة التي تنتهجها خارجيات الدول الغربية لإسكات قضية مجاهدي خلق، التي هي الخط الأحمر الرئيسي للملالي.
بالطبع، من دواعي الأسف أن نظاما مكروها، يعرف في العالم اليوم بأنه مصدر الإرهاب والتحريض على الحرب والأصولية، يتمتع بمثل هذه المساحة والتسهيلات وفسح المجال في الدول الغربية لدرجة أنه يشن حملات لنشر الأكاذيب والافتراءات ضد مجاهدي خلق في صحف هذه الدول.
وهناك حالات كثيرة تم فضحها قام فيها النظام بتقديم مبالغ طائلة لبعض الصحفيين أو الكتاب الذين تنازلوا عن شرفهم الصحفي وضميرهم الإعلامي، لينشروا كل أنواع الأكاذيب الشائنة ضد المجاهدين.
يا ترى لماذا يحتاج النظام باستمرار إلى نشر الافتراءات والقصص المفبركة ضد المقاومة الإيرانية وداعميها؟ لماذا ينفق الكثير من الأموال على حملات الشيطنة ضد المجاهدين؟ ولماذا يبذل قصارى جهده لمنع حتى برلماني واحد من حضور مؤتمرات المقاومة الإيرانية؟
أعتقد أن سبب ذلك واضح أنه يريد تشويه صورة البديل الديمقراطي لهذا النظام وجعله غير مهم وغير موثوق من أجل إقحام الكذبة الكبيرة القائلة بأنه لا بديل للديكتاتورية الدينية في إيران. وليس هناك سوى هذا النظام الكهنوتي المتخلف والقمعي، ولا خيار أمام الحكومات الغربية سوى التعامل مع هذا النظام.
لأكثر من ثلاثة عقود، كانت سياسة الحكومات الغربية التعامل مع الفاشية الدينية والرضوخ لسياسة الابتزاز وطلب الفدية من قبل الملالي. لهذه السياسة تاريخ مذهل تم دفع ثمنه بالكامل من دماء ومعاناة الشعب والمقاومة الإيرانية، وطبعا دفع ويدفع الغرب نفسه ثمنا استراتيجيا باهظا لهذا الخطأ.
فعلى سبيل المثال، كشفت المقاومة الإيرانية قبل عقدين من الزمن عن المواقع النووية السرية للنظام في نطنز وأراك. وبدلاً من إبداء الحسم وإجبار النظام على تفكيك برنامجه النووي منذ البداية، كانت الحكومات الغربية تمنح الملالي رزمات حوافز. وأهم رزمة حوافز بالطبع كانت المشاركة في قمع وتضييق الخناق على المجاهدين.
كما أن المقاومة الإيرانية هي التي كشفت في تسعينيات القرن الماضي لأول مرة عن الأصولية كتهديد عالمي جديد. لكن منذ النصف الثاني من ذلك العقد، بدأت سياسة وضع مجاهدي خلق على قوائم الإرهاب، الواحد تلو الآخر، نزولا عند طلب النظام. وكان هذا أكبر حافز للنظام لتكثيف نشاطه لتصدير الإرهاب.
إنكم تعلمون بالتأكيد أن المقاومة الإيرانية هي كانت أول مصدر للكشف عن قوة القدس الإرهابية. في الوقت الذي لم يسمع فيه سوى قلة من الناس اسم هذه القوة الإرهابية، كشف المجاهدون عن قائمة أكثر من 30 ألف مرتزق وعميل لها في العراق. لكن بدلاً من القضاء على عصابات النظام، سلمت الولايات المتحدة حماية مدينة أشرف إلى حكومة عميلة لخامنئي في العراق.
علاوة على ذلك، طوال العقود الثلاثة الماضية، التزمت الحكومات الغربية الصمت حيال مذبحة 30 ألف سجين سياسي، وهي أكبر جريمة ضد الإنسانية بدون عقاب منذ الحرب العالمية الثانية.
لسوء الحظ، لم تقتصر هذه السياسات على السنوات السابقة، بل تستمر في أشكال أخرى.
والجميع على علم بمحاكمة دبلوماسي إرهابي تابع للنظام وثلاثة مرتزقة آخرين من وزارة المخابرات لمشاركتهم في مؤامرة إرهابية ضد المؤتمر السنوي للمقاومة الإيرانية في فيلبينت بباريس.
وحُكم على دبلوماسي النظام، وهو دبلوماسي عامل، في هذه المحكمة بالسجن 20 عامًا، وهو حدث غير مسبوق في العالم اليوم. أتاح الحكم فرصة ممتازة للحكومات الأوروبية لملاحقة مرتزقة النظام والخلايا الإرهابية النائمة من أوروبا وطردهم، وهي فرصة مهمة لإغلاق سفارات النظام، والتي تعتبر وفقًا للتقارير السنوية الصادرة عن أجهزة الأمن الألمانية والهولندية مراكز تجسس للنظام. لكن ما حدث كان للأسف تقاعس الدول الغربية.
يا ترى، أليست مجموعات تابعة لقوات الحرس تهاجم أمام أعين العالم كله الإمارات أو السعودية أو العراق اليوم؟ فلماذا لم يُدرج الحرس في قائمة الجماعات الإرهابية في الاتحاد الأوروبي ومختلف الدول الأوروبية؟
ألا يهدد إرهاب هذا النظام أوروبا؟
ألم يصل برنامجه الصاروخي إلى النقطة التي يستهدف فيها جزءًا من أوروبا؟
ألم ينتهك النظام، وفقًا لتقارير متكررة لوكالة الطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، معظم بنود الاتفاق النووي وتجاوز جميع الخطوط الحمراء، فلماذا لا يُعلن مجلس الأمن هذا النظام باعتباره الخطر الرئيس على السلام والأمن العالميين؟ ولماذا لا يتم إعادة ستة قرارات لمجلس الأمن ضد النظام التي ألغيت عام 2015؟ ومئات من الأسئلة الأخرى.
دعوات المقاومة الإيرانية للمجتمع الدولي
أصدقائي الأعزاء
تدعو المقاومة الإيرانية المجتمع الدولي، ولا سيما الحكومات الغربية، إلى تبني سياسات تشكل، في ظلّ الوضع الحرج الراهن، مسؤولية حتمية لهذه الحكومات.
سياسات في اتجاه الديمقراطية وسيادة الشعب الإيراني وفی خدمة السلام والهدوء في أوروبا والمنطقة.
يجب محاسبة النظام الإيراني على جرائمه، باعتباره الداعم الأكبر للإرهاب والتطرف والذي ینفّذ أكبر عدد الإعدامات.
يجب وضع حدّ لحالة الصمت واللامبالاة من الحكومات الغربية في مواجهة هذه الجرائم
يجب إدراج قوات الحرس ووزارة المخابرات في قائمة الکیانات الإرهابية وطرد مرتزقتهم وعملائهم من أوروبا. ويجب إلغاء جنسيتهم وجوازات سفرهم على غرار الإرهابيين والعملاء المحكومين بالسجن في محكمة بلجيكا.
يجب الاعتراف بمذبحة 1988 باعتبارها “إبادة جماعية وجريمة ضد الإنسانية” وإدانتها من قبل البرلمانات والحكومات.
والاعتراف بنضال الشعب الإيراني من أجل إسقاط النظام وإقرار الديمقراطية وحكم الشعب.
ذكرى الثورة المناهضة للشاه
أصدقائي الأعزاء، أيها المواطنون
في ذكرى الثورة ضدّ نظام الشاه، نحيي كل الشهداء والجرحى ونعظم شأن كل المعارك والانتفاضات والمعاناة وسفك الدماء التي أدت إلى انتصار تلك الثورة العظيمة. وننحني إجلالا واحتراما أمام الثوار المتفانين المخلصين والقادة الحقيقيين للثورة ضد الشاه.
الأبطال الشهداء محمد حنيف نجاد وسعيد محسن وأصغر بديع زادكان ومسعود أحمد زاده وأمير برويز بويان وبيجن جزني وشكرالله باك نجاد وفاطمة أميني ومرضية أحمدي أسكويي وأعظم روحي أهنكران وآية الله طالقاني، الروح الصادقة الحقيقية للثورة ضد الشاه وكذلك أشرف رجوي وموسى خياباني شهداء 8 فبراير 1982.
من خلال المعارك الشجاعة وتحدي مراكز تعذيب السافاك وميادين الإعدام، حوّل المجاهدون والفدائيون فكرة إسقاط ديكتاتورية الشاه إلی المطلب الرئيسي للشعب الإيراني.
بينما لم يكن لخميني الدجال وقطیع الوحوش الذين سرقوا ثمار نضالات الشعب وقيادة الثورة المناهضة للشاه، أدنى توجّه وطبع يتلائمان مع المثل الديمقراطية للشعب الذي انتفض ضد الشاه.
قضى خميني سنوات عديدة في حفظ نفسه ولزوم البيت في النجف بالعراق، متخذًا موقفًا ضد الحركات الثورية في سبعينيات القرن الماضي، وكانت أكبر مطلبه من الشاه أن يتسلم وزارة الأوقاف فی حکم الشاه. إن قمع الشاه للحركات الوطنية والديمقراطية والثورية هو الذي فتح الطريق لخمیني، الذي كان، بحسب زعيم المقاومة مسعود رجوي، ولي العهد الحقيقي للشاه.
إن عمله وعمل خلفائه، كما أظهروا منذ عام 1979، کان التدمير والنهب. تدمير ونهب نتاج معاناة ودماء شعب وتدمير ونهب التراث الوطني والقومي وتدمير ونهب الثقافة والاقتصاد والبيئة والعلاقات الاجتماعية.
يعد إعدام مائة وعشرین ألفًا من خيرة أبناء إيران، بما في ذلك مذبحة ثلاثین ألف مجاهد ومناضل في عام 1988، جزءًا من هذا السجلّ الكارثي.
لكن هذه المقاومة التي أسسها زعيم المقاومة مسعود رجوي منذ يوم وصول خميني إلى السلطة، عملت من أجل الدفاع عن قیم الحرية، وإقامة حملات متتالية للدفاع عن شرف وحرية إيران والإيرانيين، وتدريب جیل من الرواد، و بناء بديل ديمقراطي أمام الاستبداد الديني.
هذه المقاومة، التي استمرت لمدة 43 عامًا، هي في الواقع استمرار تطوري للثورة ضدّ الشاه.
الشعب الإيراني، كما أطاح بديكتاتورية الشاه الجاثمة علی صدر الشعب وطرده من التاریخ، هذا الشعب یهتف الیوم بشعار: الموت للظالم، سواء كان ملكًا أو زعيمًا.
الشعب الإيراني يريد حكومة قائمة على صوت الشعب، وعلى فصل الدين عن الدولة كما أن أبناء الشعب يريدون احترام جميع الحريات السياسية والاجتماعية والفردية.
ويرون هذا المستقبل في البديل الديمقراطي للنظام، المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.
البديل الذي أسسه زعيم المقاومة مسعود رجوي منذ البداية برسم حدود “لا للشاه ولا للملالي” خطوة بعد خطوة ومرحلة تلو مرحلة وهو يمضي قدما إلى الأمام.
وما یقوله البعض بعدم وجود بديل لهذا النظام هو كذب يروق للملالي. يريدون لهذا النظام أن يستمر في الوجود وأن يتاجروا معه.
أغرق خميني تطلعات “السعي إلى الحرية” لثوار عام 1979 في حمام دم.
لكن مقاومتنا فخورة بأنها حوّلت تلک الصرخة المحتبسة في الحلق إلی بديل ديمقراطي وحركة قوية قادرة على تحقيق التطلعات التاريخية للشعب الإيراني.
نجدد العهد مع جميع قادة وشهداء تلك الثورة، ونؤكد على التزام المقاومة الإيرانية بإقرار الحرية والديمقراطية والمساواة في إيران، متحررة من اضطهاد الملالي أعداء الإنسانیة.
عاش الشعب الإيراني
والتحية للحرية
المصدر: موقع مريم رجوي