
بحكم الظروف التي سادت بعد سقوط النظام العراقي السابق، تمكنت القيادة الإيرانية من الحصول على مزايا المبادأة، ووضعت الآخرين أمام خيارات ردود الأفعال. فظهرت كقوة إقليمية مؤثرة دفعتها إلى غلو لا سابق له على مستوى الدول الإقليمية. بيد أن وضعاً كهذا لا يمكن أن يستمر طويلاً، لأنه يؤدي إما إلى إذعان الأطراف الأخرى- وهو حلم غير قابل للتحقق- أو إلى صدام حتمي.
وأخيراً قرر مجلس الأمن فرض حلقة جديدة قوية من العقوبات، أهم ما فيها تفتيش الشحنات المتجهة إلى إيران والخارجة منها، وإعطاء الحق في اتخاذ إجراءات إضافية. وهو حق يبقى تفسيره اجتهاديا، بعيداً عن القيود والمعرقلات.
العقوبات الجديدة غيّرت قواعد اللعبة، فالمزايدات الفارغة انتهى زمنها، وكبلّت أياديهم هذه المرة فعلياً، وليس صورياً في عديد من المجالات. ولم تعد محاولات الخداع النووي والصاروخي تنطلي على أحد. فاتفاق طهران النووي فقد قيمته الضعيفة أصلاً، سواء استمر الإيرانيون عليه أم ألغوه. لأن 1200 كيلوغرام من اليورانيوم فقط ليست إلا ذراً للرماد في عيون القلقين من برامج التسلح النووية، وإلغاؤه سيقدم خدمة للبشرية، لأنه سيدفع نحو الحلول الجذرية.
المعارضة الإيرانية لا تزال حية ونشطة، وستستغل القرار الجديد في إلقاء اللوم على نظام ولاية الفقيه، حتى لو أعلنت معارضتها الشكلية لمبدأ العقوبات، التي ستزيد من أعباء النظام داخليا وخارجيا، عسكرياً، وأمنياً، واقتصادياً، وسياسياً. وكلما مر الوقت سيزداد تأثيرها في الوضع الإيراني العام.
في المقابل، فإن أمام طهران خيارين، أحلاهما مر. فإما اللجوء إلى منطق العقل خارج المعتاد هناك، فتحبط المشاريع غير المشروعة، وإما التصعيد هنا وهناك، وقد كبلت أياديهم. وكلما تقدم على التصعيد تجابه بردود فعل تختلف عن القواعد السابقة.
قد تلجأ إلى اتباع سياسة تحد، خصوصاً في مجال تفتيش السفن الذي يفقدها جزءا من سيادتها، وفي هذه الحال سيبقى التصرف مقيداً بحدود معينة. وقد تلجأ إلى البحث عن رئات تنفس تساعدها على ديمومة نشاطاتها المخالفة للإرادة الدولية. بيد أن بحثها سيكتشف بسرعة، ومن الجنون أن يساعدها أحد في بلوغ غايتها، لأنه سيتعرض لإجراءات دولية مؤذية.
والآن، بدأ العد التنازلي لوقف العنجهية والغلو، على الرغم من الحاجة إلى الوقت. وستنشغل القيادة الإيرانية في مشاكل عويصة. ولم تعد هناك قيمة مهمة لردود الفعل الفورية، بما في ذلك تقليص مستوى التعاون مع الوكالة الذرية. فقد ولى زمن الفعل المبني على البلطجة والعنجهية والتمادي في عمليات التخريب الإقليمي من دون ردود.
القبس
المعارضة الإيرانية لا تزال حية ونشطة، وستستغل القرار الجديد في إلقاء اللوم على نظام ولاية الفقيه، حتى لو أعلنت معارضتها الشكلية لمبدأ العقوبات، التي ستزيد من أعباء النظام داخليا وخارجيا، عسكرياً، وأمنياً، واقتصادياً، وسياسياً. وكلما مر الوقت سيزداد تأثيرها في الوضع الإيراني العام.
في المقابل، فإن أمام طهران خيارين، أحلاهما مر. فإما اللجوء إلى منطق العقل خارج المعتاد هناك، فتحبط المشاريع غير المشروعة، وإما التصعيد هنا وهناك، وقد كبلت أياديهم. وكلما تقدم على التصعيد تجابه بردود فعل تختلف عن القواعد السابقة.
قد تلجأ إلى اتباع سياسة تحد، خصوصاً في مجال تفتيش السفن الذي يفقدها جزءا من سيادتها، وفي هذه الحال سيبقى التصرف مقيداً بحدود معينة. وقد تلجأ إلى البحث عن رئات تنفس تساعدها على ديمومة نشاطاتها المخالفة للإرادة الدولية. بيد أن بحثها سيكتشف بسرعة، ومن الجنون أن يساعدها أحد في بلوغ غايتها، لأنه سيتعرض لإجراءات دولية مؤذية.
والآن، بدأ العد التنازلي لوقف العنجهية والغلو، على الرغم من الحاجة إلى الوقت. وستنشغل القيادة الإيرانية في مشاكل عويصة. ولم تعد هناك قيمة مهمة لردود الفعل الفورية، بما في ذلك تقليص مستوى التعاون مع الوكالة الذرية. فقد ولى زمن الفعل المبني على البلطجة والعنجهية والتمادي في عمليات التخريب الإقليمي من دون ردود.
القبس