
أشرنا في المقالة السابقة إلى مهزلة المناظرات والانتخابات الرئاسية في إيران, وقلنا أن الشرخ في رأس النظام أثار البهجة في نفوس الايرانيين في شتى أنحاء البلاد.. ومن المقرر ان تجري مهزلة الانتخابات الرئاسية يوم الجمعة 12 يونيو. ويتحدث الاعلام العربي والأجنبي عن "سلسلة بشرية بطول 18كيلومترا في طهران هتفت "باي باي أحمدي نجاد", وعنوان جريدةأخرى عربية هو: "إيران تهدئ من العواصف الدعائية". ولكن الحقيقة هي ان السلسلة البشرية بطول 18 كيلومترا لا تنبئ بخير ولم تهدئ العاصفة بعد, بل هناك عواصف اخرى كثيرة جاثمة على الطريق.
وفي يوم 11 يونيو أي قبل اجراء الانتخابات بيوم واحد, تكشف مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية خطة ومؤامرة "هندسة الانتخابات" التي خطط لها الخامنئي من خلال ضخ الاصوات المزورة والتكبير النجومي للمشاركة وإخراج أحمدي نجاد من صناديق الاقتراع في المرحلة الأولى قائلا: "أن الخامنئي أمر ليتم الاعلان عن حجم المشاركة في مسرحية الانتخابات ب¯ 35 مليونا واكثر من 75 في المئة, وأنه طلب من مسؤولي النظام في وزارة الداخلية ووزارة المخابرات وقوات الحرس و البسيج وكثير من المؤسسات الأخرى, بتمهيد الترتيبات اللازمة للإعلان عن مثل هذه المشاركة, من خلال ضخ الاصوات المزورة والتكبير النجومي للمشاركة ويحاول الخامنئي من خلال هندسته الخاصة للانتخابات,ان يحسم الامر لأحمدي نجاد فائزا في المرحلة الأولى منها, عبر التهديد والتزوير". وهناك غرفة تسمى بغرفة "تجميع الاصوات" في مقر وزارة الداخلية في خدمة إخراج محمود احمدي نجاد من صناديق الاقتراع كفائز في المرحلة الأولى.
نعم, إن اعادة تعيين أحمدي نجاد لرئاسة الجمهورية النظام واخراجه من صناديق الاقتراع يعد بلوغا وتكاملا لمسار جعل نظام الملالي احادي القطب وسيعقب ذلك المزيد من العمليات الجراحية في هيكلية النظام بتداعياته الداخلية وامتداداتها الدولية وعلى نطاق واسع ويعد تأجج نار الصراعات الداخلية على السلطة وفضح اسرار النظام الداخلية, ضربة حاسمة على رأس النظام برمته, وبغض النظر عن من يتم اخراجه من الصناديق مؤهلا, سيكون محكوما عليه حتما بدفع ضريبة تلك التداعيات الشاملة والمستنزفة.
في اليوم نفسه أي قبل اجراء الانتخابات بيوم, يعلن عدد من العاملين في وزارة داخلية النظام تمهيدا لعمليات تزوير واسعة والاعلان عن آراء مليونية زورا في مهزلة الانتخابات. وهناك 12 مليون بطاقة اقتراع زائدة تم طبعها. واخيرا الحرس الثوري الايراني يحذر من "ثورة مخملية".وتتحدث مقالة في صحيفة "السياسة" عن: "لا فرق بين اصلاحي ومعتدل في انتخابات الرئاسة الإيرانية رئيس الجمهورية في نظام "ولاية الفقيه" يفتقر إلى أي صلاحية في تنفيذ الدستور".
وتبدأ المهزلة يوم 12 يونيو. وتمهيداً لعمليات التزوير والتلاعب بالاصوات بأرقام فلكية, يبدأ النظام بقطع خدمة (SMS) عن الهواتف الخلوية منذ الليلة السابقة. وفي حين أن عملية الاقتراع لاتزال جارية تعلن وكالة أنباء "فارس" التابعة للحرس الثوري الإيراني: "أن احمدي نجاد سيخرج فائزا من صناديق الاقتراع بفارق 60 في المئة من الاصوات!" وتزامنا مع الانتخابات تجرى "مناورة الاقتدار" لارعاب المعارضين, ورغم ذلك فمراكز الاقتراع خالية تماما. وتتدخل السلطات للتغطية على الفضيحة. ولتبرير خلو مراكز الاقتراع من المواطنين فيدعي "آية الله جنتي" خطيب جمعة طهران في صلاة الجمعة في اليوم نفسه "إن حضور المواطنين سيبدأ بعد الظهر وإن المواطنين قبل الظهر مشغولون باعمالهم الشخصية والاستحمام والنظافة وامثالها وسيحضرون بعد الظهر" وهكذا دأب جنتي كدأب الاسكافي الخارج عن الأُطر!
وغداة الانتخابات أي يوم السبت 13 يونيو تعلن وزارة الداخلية بشكل مستعجل ومذعور: "أن احمدي نجاد فاز في المرحلة الأولى باكثر من 24 مليون صوت". عناوين الصحف العربية والعالمية تنذر بتطور على الطريق: " ثورة غضب في طهران وسائر المدن الايرانية", وتكتب جريدة أخرى: "احتشد الآلاف وهم يهتفون "ديكتاتورية.. ديكتاتورية" ويدعون الى اسقاط حكومة "الانقلاب".. والموت للديكتاتور, وذلك في احياء عدة من طهران قبل ان تتصدى لهم الشرطة".
يصف أحمدي نجاد فوزه بالنصر العظيم وموسوي يدعو انصاره إلى تجنب العنف. وهل سيستمر العنف ? ومن يجب أن يُدعو الى تجنب العنف والاستفزاز? المواطنون أم الحكومة الجائرة الظالمة? وهل المواطنون غاضبون من النتائج المعلنة? هل هناك ثورة غضب ورفض? وهل من اعلن من مؤيدين لموسوي سيستمعون لندائه وما يدعو اليه, هو يعتقد ذلك? أم لا يوجد هناك من يؤيده? سنجيب على هذه الأسئلة في الحلقة القادمة باذن الله.
نعم, إن اعادة تعيين أحمدي نجاد لرئاسة الجمهورية النظام واخراجه من صناديق الاقتراع يعد بلوغا وتكاملا لمسار جعل نظام الملالي احادي القطب وسيعقب ذلك المزيد من العمليات الجراحية في هيكلية النظام بتداعياته الداخلية وامتداداتها الدولية وعلى نطاق واسع ويعد تأجج نار الصراعات الداخلية على السلطة وفضح اسرار النظام الداخلية, ضربة حاسمة على رأس النظام برمته, وبغض النظر عن من يتم اخراجه من الصناديق مؤهلا, سيكون محكوما عليه حتما بدفع ضريبة تلك التداعيات الشاملة والمستنزفة.
في اليوم نفسه أي قبل اجراء الانتخابات بيوم, يعلن عدد من العاملين في وزارة داخلية النظام تمهيدا لعمليات تزوير واسعة والاعلان عن آراء مليونية زورا في مهزلة الانتخابات. وهناك 12 مليون بطاقة اقتراع زائدة تم طبعها. واخيرا الحرس الثوري الايراني يحذر من "ثورة مخملية".وتتحدث مقالة في صحيفة "السياسة" عن: "لا فرق بين اصلاحي ومعتدل في انتخابات الرئاسة الإيرانية رئيس الجمهورية في نظام "ولاية الفقيه" يفتقر إلى أي صلاحية في تنفيذ الدستور".
وتبدأ المهزلة يوم 12 يونيو. وتمهيداً لعمليات التزوير والتلاعب بالاصوات بأرقام فلكية, يبدأ النظام بقطع خدمة (SMS) عن الهواتف الخلوية منذ الليلة السابقة. وفي حين أن عملية الاقتراع لاتزال جارية تعلن وكالة أنباء "فارس" التابعة للحرس الثوري الإيراني: "أن احمدي نجاد سيخرج فائزا من صناديق الاقتراع بفارق 60 في المئة من الاصوات!" وتزامنا مع الانتخابات تجرى "مناورة الاقتدار" لارعاب المعارضين, ورغم ذلك فمراكز الاقتراع خالية تماما. وتتدخل السلطات للتغطية على الفضيحة. ولتبرير خلو مراكز الاقتراع من المواطنين فيدعي "آية الله جنتي" خطيب جمعة طهران في صلاة الجمعة في اليوم نفسه "إن حضور المواطنين سيبدأ بعد الظهر وإن المواطنين قبل الظهر مشغولون باعمالهم الشخصية والاستحمام والنظافة وامثالها وسيحضرون بعد الظهر" وهكذا دأب جنتي كدأب الاسكافي الخارج عن الأُطر!
وغداة الانتخابات أي يوم السبت 13 يونيو تعلن وزارة الداخلية بشكل مستعجل ومذعور: "أن احمدي نجاد فاز في المرحلة الأولى باكثر من 24 مليون صوت". عناوين الصحف العربية والعالمية تنذر بتطور على الطريق: " ثورة غضب في طهران وسائر المدن الايرانية", وتكتب جريدة أخرى: "احتشد الآلاف وهم يهتفون "ديكتاتورية.. ديكتاتورية" ويدعون الى اسقاط حكومة "الانقلاب".. والموت للديكتاتور, وذلك في احياء عدة من طهران قبل ان تتصدى لهم الشرطة".
يصف أحمدي نجاد فوزه بالنصر العظيم وموسوي يدعو انصاره إلى تجنب العنف. وهل سيستمر العنف ? ومن يجب أن يُدعو الى تجنب العنف والاستفزاز? المواطنون أم الحكومة الجائرة الظالمة? وهل المواطنون غاضبون من النتائج المعلنة? هل هناك ثورة غضب ورفض? وهل من اعلن من مؤيدين لموسوي سيستمعون لندائه وما يدعو اليه, هو يعتقد ذلك? أم لا يوجد هناك من يؤيده? سنجيب على هذه الأسئلة في الحلقة القادمة باذن الله.