احتجاجات في ایران – ارشیف
صوت کوردستان – سعاد عزيز:
منذ تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية على أثر مصادرته للثورة الايرانية من أصحابها الحقيقيين، فقد کانت کلمة هذا النظام وأموره على مختلف الاصعدة تجري بصورة سريعة وعلى أحسن مايرام وکان کل شئ لصالحه حتى أخذه الغرور بعيدا کأي نظام مستبد وديکتاتوري، معتقدا بأن هذه الحالة وبهذه الصورة ستدوم، لکن وکما يقول المثل”تجري الرياح بما لاتشتهي السفن”، فإن الاوضاع والامور قد إنقلبت رأسا على عقب، خصوصابعد أن صار هناك ندا ذو بأس وعزم للنظام متمثلا في منظمة مجاهدي خلق المعارضة التي ظلت ليس تقاوم النظام وتصمد بوجهه فقط وانما تواجهه أيضا بإمکانياتها المتواضعة ولکن وکما هو معروف فإن لصبر المناضلين والمناضلين من أجل حرية شعوبهم والکرامة الانسانية، نتيجة إيجابية لامناص منها، ولذلك فإن نضال المنظمة وتحرکاتها ونشاطاتها السياسية الدٶوبة، قد صارت عقبة کبيرة جدا بوجه مخططات النظام ومشاريعه المشبوهة داخليا وخارجيا ولذلك فإن سرعة النظام في تنفيذ مخططاته ومٶامراته ضد الشعب الايراني وشعوب المنطقة قد خفت وصارت أبطأ أکثر من أي وقت مضى.
النشاطات والتحرکات الخارجية وعلى المستوى الدولي لمجاهدي خلق، أسفرت عن فضح النظام وکشفه وإدانته على أکثر من صعيد، وإذا ماوضعنا ملف حقوق الانسان جانبا بعد أن تلقى 68 قرار إدانة دولية في مجال إنتهاکات حقوق الانسان بسبب من دور وتأثير مجاهدي خلق، فإن إلقاء القبض على مسٶولين في النظام الايراني ومحاکمتهم في بلجيکا والسويد على خلفية قضيتين لها عاقة جوهرية بمنظمة مجاهدي خلق، يٶکد بأن المنظمة باتت تمسك النظام من موضع الالم وتوجه ضربات موجعة له.
الممارسات القمعية والسياسة غير الوطنية للنظام والتي إتخذت إتجاها مناقضا ومضادا للشعب الايراني، أعطت مبررات کثيرة جدا لکي ينهض بوجه هذا النظام ويعلن رفضه القاطع له من مختلف النواحي ولأن هذا الشعب لم يجد طرفا سياسيا وطنيا معارضا في مستوى منظمة مجاهدي خلق، فکان طبيعيا أن يکون لهذه المنظمة دور و حضورا في کل أنحاء إيران ولاسيما بعد إندلاع إنتفاضة إصفهان و إنتفاضة المعلمين اللتان کانتا إمتدادا لإنتفاضتي أواخر عام 2017 وأواخر عام 2019، وهذا جعل النظام يتيقن بأن عهد سطوته وسرعته الاستثنائية في حسم الامور لصالحه قد ولى الى غير رجعة، وإن عليه أن يقوم بإعادة النظر في مختلف أموره وتدارك الامور قبل أن تخرج من بين يديه نهائيا.
منظمة مجاهدي خلق ومن خلال نضالها المستميت المتواصل، نجحت في أن تٶسس لعهد ومرحلة تأريخية جديدة يتم فيها وضع الامور في أماکنها المناسبة والمحددة، وهو ماقد سحب البساط من تحت أقدام النظام وأعاده الى حجمه الحقيقي وإنه اليوم يقف في مواجهة أحداث و تطورات لاقبل له بها وإن معظم المراقبين و المحللين السياسيين يرجحون بأنه لايمکن للنظام الايراني أن يتجاوز ويتخطى الاحداث والتطورات المختلفة التي تعصف به والتي قد وصلت الى أوجها الان وإن إنتهاء العام 2021، بتلك الاحداث والتطورات العاصفة فإن العام 2022، من الممکن أن يکون أسوأ بکثير من العام الذي سبقه.