
کوردستان – سعاد عزيز:
مع التوتر الحاصل على صعيد محادثات فيينا وإصرار نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية على التعنت في مواقفه وتقديمه لمطالب تعجيزية فإنه تتزايد التقارير الواردة من داخل إيران التي تلقي الأضواء على الأوضاع المعيشية المتردية للشعب الإيراني، حيث يزداد الفقراء بؤسا وحرمانا فيما تلتحق أعداد كبيرة من المواطنين بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية وعدم تمكن النظام من معالجتها إلى جيوش الفقراء، وتأکيدا لمعلومات وتقارير سابقة واردة من إيران، فإن الطبقة الوسطى آخذة في التلاشي وأن الأوضاع المعيشية صعبة جدا، علما أن قادة النظام والأوساط المنتفعة منهم وأتباعهم يعيشون في نعيم وكأنه لم يتغير أي شيء بالنسبة لهم.
أغلبية الشعب الايراني باتت تعيش تحت خط الفقر، ولم يعد بوسع العائلة الايرانية أن تجد کفافها اليومي خصوصا بعد أن أصبحت المائدة الايرانية خالية من الکثير من الاصناف من الاطعمة والاغذية ، وبطبيعة الحال فإن من لا يعلم شيئا أو لديه معلومات متواضعة عن الأوضاع في إيران، فإن هذه المعلومات تؤكد أن الأحزمة المشدودة على بطون أبناء الشعب يجب الضغط عليها أكثر، وكمثال بسيط بهذا السياق، فإن الميزانية الترقيعية الايرانية للعام المقبل لاتخلو من حقائق صادمة حيث تتيح الوقوف عند تفاصيل آلية الاستبداد الاقتصادي الذي يمارسه النظام في البلاد، وتعزز من القناعة بخطورة قيام الموازنة على السرية وانعدام الشفافية ـ ثلثيها مستثنى من قانون الموازنة و الثلث الباقي مخفي اويشوبه غموض متعمدـ ، وهذا يعني بأن الاوضاع الاقتصادية والمعيشية للعام المقبل ستسوء أکثر من أي عام آخر.
النظام الايراني الذي هو نظام طفيلي يعيش على حساب الشعب الإيراني، لم يتمكن أبدا من بناء اقتصاد قوي وبنية تحتية يمكن الاعتماد عليها، بل ظل منهمكا بنهب وسرقة ثروات الشعب الإيراني وحتى أن التقارير الحالية المتواترة من إيران والتي تتحدث عن تزايد الفقر، فإن هناك بموازاتها تنتشر يوميا أخبار عن حالات النهب والسلب التي يقوم بها قادة مؤسسات النظام، حيث تشير، قبل كل شيء، إلى الفساد المنظم في هذا النظام. هذا الفساد المؤسسي نفسه سيؤدي إلى مزيد من إفلاس الاقتصاد الإيراني المنهار، لذلك لا يوجد أي أمل بهذا النظام من جانب الشعب الإيراني مع ملاحظة أن المقاومة الإيرانية كانت قد حذرت منذ فترة طويلة من المستقبل الأسود الذي ينتظر اقتصاد النظام، وانهياره في أية لحظة وأن الأوضاع المعيشية ستزداد سوءا ولا يمكن لهذا النظام أن يتدارك هذه الأوضاع، إنما هناك حل وحيد فقط هو أن يتم إسقاطه وتغييره.