حدیث الیوم:
الکاتب – موقع المجلس:
تتراجع قيمة الريال وتنخفض، ويشهد الاقتصاد الإيراني المتقلب ارتفاعا بالدولار مقابل الريال كل يوم حتى وصل سعر الأوراق النقدية الخضراء إلى عتبة 29000 تومان في 12 نوفمبر 2021.
يعزو خبراء حكوميون الموقف إلى “مخاوف بشأن مستقبل المحادثات النووية ورفع العقوبات” إلى جانب عوامل خارجية ودولية أخرى.
لكننا شهدنا صعودا حادا ومستمرا في سعر الدولار حتى قبيل الجولة السادسة من محادثات فيينا بأربعة أشهر حيث لم يحدد النظام موعدا محددا لعودة المحادثات؛ والآن وقد تم تحديد موعد الجولة السابعة من المحادثات وبعد أن التقى باقري نائب وزير خارجية النظام مع الترويكا الأوروبية لا يزال الريال في سوق العملات في حالة انكسار امام سعر الدولار.
إلى جانب ذلك ألا توجد لدى دول أخرى تناقضات وتحديات في سياستها الخارجية؟ لكن من النادر أن تنخفض عملتها بشكل مستمر إلى هذا الحد في بلد يمكن مقارنة عملته بالريال، وعلى الرغم أنه من الممكن أن يكون للتطورات والتحديات آثار طفيفة، إلا أنها ليست بالأسباب الجذرية.
إذن ما هو السبب الحقيقي وجذر الانخفاض السريع للريال وانخفاض قيمته؟
سبب تدمير الإنتاج الكلي في إيران على نطاق واسع خلال العقود الأربعة الماضية لدرجة إعترافهم مرارا ” بإغلاق 14000 مصنع في إيران” (أبريشمي نائب وزير الصناعة في النظام آنذاك – ديسمبر 2014) كما “أُغلقت 37٪ من المراكز الصناعية في الأشهر الستة الأولى فقط من عام 2016 بحسب قول الموقع الحكومي(سايت حكومتي راه دانا – أكتوبر 2016)) وبتدمير الإنتاج أصبح اقتصاد النظام يدور حول الاستيراد والتهريب والسمسرة.
ويحتاج النظام إلى العملة الأجنبية لأرتفاع حجم الواردات، ولذلك يتعين عليها إنفاق معظم أرصدة البلاد من العملات الأجنبية على الواردات، بالإضافة إلى التكاليف الفلكية للبرنامج النووي والصاروخي والتدخلات الإقليمية والإرهاب وهي أسباب أخرى للتدهور والإنهيار.
ومن ناحية أخرى يتعين عليها دفع رواتب ملايين الموظفين شهريا، والتي بلغت وفقا للإحصاءات الحكومية 14 ونصف مليار تومان شهريا في عام 2018 (وهي الآن أكثر من ذلك بكثير).
لكن الأموال سحقتها الواردات، ولم تتبقى أموال لدفع الرواتب والمصاريف الأخرى. وهنا يلجأ النظام إلى حلول مضرة بالوطن كعملية طباعة الأوراق النقدية غير المدعومة والتي هي في تزايد سنوي، ووصلت الأوضاع من التردي الى درجة إعترافهم بطباعة: “4800 مليار تومان في اليوم، 200 مليار تومان في الساعة و 3.3 أعشار مليار تومان في الدقيقة” يتم إنشاء الأموال في إيران (صحيفة اعتماد الحكومية – 10 نوفمبر2021).
تعد طباعة النقود غير المدعومة السبب الرئيسي للانخفاض السريع في قيمة الريال، ولانخفاض قيمة الريال نتيجتان:
أولاً: خفض قيمة النقد ورأس المال وعلى سبيل المثال ( معونة بقيمة 45000 تومان كانت تعادل حوالي 46.58 دولارا في عام 2008، وانخفضت قوتها الشرائية إلى واحد/ 30 أو واحد من ثلاثين أي حوالي 1.57 دولار في عام 2021ــ)
ثانيا: ارتفاع معدلات التضخم والتضخم
ومن هذا المنطلق نرى اليوم في إيران الملالي حركة كارثية مفجعة في الاقتصاد: تدمير الإنتاج، وتوجيه الإقتصاد معتمدا على الإستيراد، وطباعة النقود غير المدعومة، وانخفاض قيمة الريال، وانخفاض قيمة رأس المال، وارتفاع التضخم واستعار الغلاء.
أضف إلى هذا الاتجاه التدميري الفساد المؤسساتي المستشري، وكبار حيتان المضاربة الحكوميين، ومافيا النهب التي تعمل بشكل متزايد على تسريع انهيار اقتصاد النظام المحطم أساسا.