حدیث الیوم:
الکاتب -موقع المجلس:
قدم مؤتمر إيران الحرة يوم الخميس 28 أكتوبر في واشنطن العاصمة، صورة واضحة للغاية وتقييم مفصل للوضع الحالي للمسألة الإيرانية. تم إجراء هذا التقييم من قبل أعلى مستوى في المجتمع السياسي الأمريكي وشخصيات بارزة من كلا الحزبين الرئيسيين، سواء من حيث مكانة النظام أو موقف المجتمع والشعب الإيراني، وكذلك من حيث المقاومة الإيرانية المنظمة والبديل للنظام. شخصيات مثل مايك بنس، الذي شغل منصب نائب الرئيس حتى يناير2021، والسناتور جوزيف ليبرمان، المرشح الديمقراطي للرئاسة في عام 2000؛ ومايكل موكيسي، الذي شغل منصب وزير العدل حتى عام 2009؛ والقائد السابق لسلاح مشاة البحرية الأمريكية الجنرال كانواي.
اللافت أن هذه الشخصيات متفقة على قضية إيران، في حين كل واحد منهم ينتمي إلى فصائل وتوجهات مختلفة من المجتمع السياسي الأمريكي، وقد تختلف مواقفهم وتحليلاتهم من قضايا أخرى داخلية أو خارجية للولايات المتحدة 180 درجة ؛ لكنهم متحدون بشكل استثنائي ومدهش في قضية إيران. ومن أهم نقاط هذا الإجماع ما يلي:
o الشعب الإيراني يريد التغيير ومستعد للتغيير، وقد بدأ العد التنازلي للنظام الاستبدادي في إيران.
o النظام في أضعف نقاطه ومجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية كبديل سياسي للنظام هم في أقوى موقف وأكثر استعدادًا سياسيًا واجتماعيًا ومحليًا ودوليًا.
o منظمة مجاهدي خلق ملتزمة بالديمقراطية وحقوق الإنسان والحرية لجميع الإيرانيين وتقودها امرأة فذة، مريم رجوي، التي تلهم العالم.
o كل المؤشرات تدل على أن المقاومة الإيرانية قوية جدا وأن وحدات المقاومة هي نقطة أمل الشعب الإيراني
o يقف الشعب الإيراني بحزم إلى جانب المقاومة الإيرانية
كما اتفقت الشخصيات التي حضرت المؤتمر على السياسة التي يجب على الولايات المتحدة اتباعها تجاه النظام الإيراني من جهة والشعب الإيراني والمقاومة من جهة أخرى.
والسؤال الآن كيف ولماذا نشأ هذا التنوير وهذه النظرة الاستثنائية في القضايا الإيرانية. هذه الظاهرة هي نتاج أساس وشرط حاسم.
الأساس والعنصر الأساسي هو الظروف الموضوعية للمجتمع الإيراني. قلما تجد من الأصدقاء أو الأعداء الذين يشككون في حقيقة أن الغالبية العظمى من الإيرانيين لا يريدون هذا النظام ويتوقون إلى تغييره. إنها حقيقة أثبتها الشعب في سلسلة من الانتفاضات الوطنية منذ ديسمبر 2017 من خلال تقديم دماء الآلاف من أفضل أبنائهم، وخاصة في انتفاضة نوفمبر 2019.
لكن العنصر الذي أوصل المقاومة الشعبية كشرط ضروري خلال أكثر من 40 عامًا من النضال ودفع الثمن الغالي بالدم وتحمل المعاناة، ونظمها وقادها إلى مسار إسقاط النظام، هو مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة. مقاومة لها دعم اجتماعي قوي، ومنظمة فولاذية، ومكانة دولية، وقيادة كفوءة.
نفس المقاومة المنظمة في الخارج، عملت بفضل كوادرها ونشطاءها الذين واصلوا العمل التنويري بلا كلل وبشكل حثيث ومتواصل، قد أطلعت لسنوات عديدة الرأي العام والمجتمعات في الدول الغربية على حقائق إيران. كما تعبر شعوب هذه الدول عن تضامنها العميق مع الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية وتعارض أي سياسة استرضاء وتنازل للفاشية الدينية التي تحكم إيران من قبل حكوماتها، وهذا عنصر مهم في توجه الحكومات الغربية.
يتزامن مؤتمر إيران الحرة وبكل إنجازاته القيمة مع محكمة ستوكهولم ومحاكمة أحد المتآمرين المتورطين في مذبحة 30 ألف معتقل سياسي وكذلك يصادف الذكرى السادسة لاستشهاد 24 بطلا من مجاهدي خلق الذين سقطوا شهداء اثر القصف بالصواريخ الذي كان قاسم سليماني المجرم يديره من جهة، كما يصادف الذكرى الثانية لانتفاضة نوفمبر 2019 واستشهاد ما لا يقل عن 1500 شخص في تلك الانتفاضة النارية من جهة أخرى. ..
نعم، ما نشهده اليوم في الساحة السياسية هو ثمرة غليان الدماء الطاهرة التي قُدمت منذ غداة 20 حزيران 1981 بشكل مستمر ولحد الآن من أجل تحقيق الحرية.