صورة لانتفاضة الشباب في نوفمبر 2019:
الکاتب – موقع المجلس:
نشهد هذه الأيام تحذيرات وتصريحات من قبل المسؤولين والإعلام الحكوميين من مخاطر تنامي الكراهية الشعبية لسلطة الملالي والتهديد بانتفاضة عامة ضد نظام ولاية الفقيه برمته.
وكتبت صحيفة “ابتكار” الحكومية بافتتاحيتها في 25 سبتمبر 2021 تحت عنوان “عدم الثقة”: ” لم تعد هناك وقت وفرصة لإنجاز الأمور غير الناضجة والمتسقة أو لكسب التجربة من خلال الاختبار والخطأ على حساب الشعب، ونرى إطلاق مصانع وإنتاج عدم الثقة في جميع المجالات.”
صورة لانتفاضة الشباب في نوفمبر 2019
من الواضح جدا أن هذا الوضع هو نتاج للقمع والسلب والنهب الفلكي الذي تقوم به عصابات النظام لترمي بالشعب إلى تحت خط الفقر، وجعله يكتووي بنار الفقر المدقع.
وهذه هي الحقيقة التي يعترف به القادة والمسؤولون الحكوميون، ويعربون عن قلقهم بشأن الانتفاضة مستقبلا.
واعترف إيماني زاده محافظ فارس بحضور رئيسي وعلى مسمعه بفقر الناس قاطني الضواحي ومشاركتهم الواسعة في الانتفاضات الماضية في شيراز، وقال: ” بقي هناك موضوعان آخران أحدهما هو موضوع ضواحي مدينة شيراز وضواحي المدن الكبرى وللأسف لديهم الكثير الكثير من المشاكل الاجتماعية، وفي أحداث نوفمبر 2019 تلك اكتشفنا للأسف أن عددا كبيرا من الذين أثاروا المشاكل على أي حال قد جاءوا من ضواحي المدينة، وعلى أي حال قد يكونوا محقين ذلك لأن لديهم كم هائل من المشاكل.”
حسين زاده عضو مجلس شورى النظام عن لارستان قال في هذه الجلسة أيضا: تم ربط “720 قرية في محافظة فارس بخطوط الإمدادات للمياه بالصهاريج في شهر يوليو، وقد عانت أكثر من 20 مدينة من نقص المياه، وأكثر من مليون شخص من تعداد خمسة ملايين في المحافظة كانوا يعانون من أزمة المياه. ونحن قلقون من تؤدي أزمات المياه (لا سمح الله) إلى إيجاد أزمات اجتماعية.”
هذه الاعترافات هي مجرد مقتطفات قليلة من الحالة الكارثية لحياة ومعيشة الشعب في ظل سلطة الملالي الإجرامية. الشعب الذي ينتهز كل فرصة وتحويلها إلى أعمال احتجاجات وانتفاضات شعبية جماعية تستهدف نظام ولاية الفقيه برمته.
وجاءت انتفاضة أهل بلوشستان في أعقاب مجزرة ناقلي المحروقات والشعب المحروم، وانتفاضة ابناء الشعب عطاشى الماء والحرية بخوزستان في يونيو الماضي وانتشارها إلى مدن ومحافظات أخرى حيث هزت أركان النظام، ومن بينها قيام سلسلة من الاحتجاجات اليومية في جميع أنحاء البلاد.
وصفت صحيفة آرمان الحكومية في عددها الصادر يوم الاثنين 25 أكتوبر خوف النظام من اندلاع الغضب وفوران المطالب المكبوتة للشعب المحروم وجيش الجياع بالوصف التالي:
“قد يعتقد المرء أن إنتحار شخص بحرق نفسه كأن يكون ابن شهيد أو عامل مصفاة أو فتاة محبة للرياضة، أو هجوم شخص عسكري على محافظ جديد لإحدى المحافظات أو أنواع التجمعات النقابية أمر طبيعي ويمكن أن يحدث في أي بلد ولا يبعث على القلق،أما إذا كانت أسباب الفوضى والاضطراب واسعة فإنه يمكن لأصغر الحوادث أن تتسبب في خلق أكبر الأزمات في مجتمع يتفشى فيه التضخم ضاغطا على حياة جماهير الشعب بسطوته فإن كل حادثة مهما كانت صغيرة هي كقدح شرارة تشعل النار عندها لن تتمكن الإطفائيات من صنع شيئٍ حيالها، فالحوادث التي تصنع شرارة المخاطر تبهر أعين الواقعيين وتقلقهم وتخيفهم .
هذه الأمثلة ليست سوى مقتطفات من الأوضاع الكارثية للشعب تحت سلطة الملالي، الأوضاع التي تُظهر الظروف المتفجرة والمهيأة لقيام إنتفاضة شعبية لاقتلاع جذور نظام الملالي مصدر كل الجرائم والكوارث وبؤس وسواد حياة المحرومين في إيران.