الحوار المتمدن- سعاد عزيز – کاتبة مختصة بالشأن الايراني:
أکثر من خمسين وعدا معسولا کان قد وعد به ابراهيم رئيسي في الانتخابات الرئاسية الايرانية السابقة، ولايجب أن ننسى سهام إتهاماته لسلفه روحاني بالتقصير والتقاعس وعدم تمکنه من أن يقدم مافيه الخير للشعب الايراني، والذي يلفت النظر، إن رئيسي رکز على الاوضاع الاقتصادية والمعيشية السيئة للشعب الايراني ووعد بتحسينها، لکن وبعد مضي أقل من ثلاثة أشهر على مباشرته لمهام منصبه، فإنه ليس لم يتم لحد الان تحقيق ولو وعد واحد من وعوده التي ألمحنا إليها بل وحتى إن الاوضاع تزداد سوءا بحيث يمکن القول بأن الاوضاع المزرية في عهد روحاني کانت أفضل من هذا العهد.
الاوضاع الاقتصادية وبحسب تقارير واردة من جانب مٶسسات النظام الايراني لاتبشر بالخير أبدا بل وحتى إنها قد تنذر بحدوث عواقب غير عادية من جرائها، حيث وبحسب (وكالة أنباء فارس) المحسوبة على الحرس الثوري الايراني، فإن البنك المركزي الايراني قد أعلن في 5 أكتوبر أن التضخم في شهر أغسطس قد بلغ 58٪ وهو أعلى معدل تضخم في الـ 78 عاما الماضية منذ عام 1943 أبان الحرب العالمية الثانية، وبالطبع فإن الواقع أكثر مرارة من ذلك، والتضخم أعلى بكثير بالنسبة للمواد الحيوية والغذائية اللازمة التي تشكل الحاجات الأساسية واليومية للعمال والكادحين.
التقرير الهام أعلاه يتوضح مدى خطورته أکثر إذا ما سلطنا الاضواء على غلاء الاسعار الذي صار ينهش بالشعب الايراني والذي بات أغلبيته يعيشون تحت خط الفقر، إذ إرتفع سعر الخبز المادة الغذائية الرئيسية للشعب الايراني الى 40%، ولعل مانقلته وکالة الانباء ذاتها عن ربة بيت في مدينة كرج قولها “ليس ببعيد عندما نذهب إلى المخابز ونشعر بالصدمة لأننا نرى أن المال لشراء بضعة أرغفة من الخبز قد تجاوز رواتبنا اليومية”، يعطي إنطباعا کاملا عن هذا التطور المٶثر سلبا على الشعب الايراني، ذلك إن سعر الخبز قد إرتفع في أكتوبر مرة أخرى، وكان سعر الخبز قد ارتفع قبل ثلاثة أشهر في أواخر يوليو.
وحمى إرتفاع الاسعار قد شمل أيضا الرز، وهي المادة الاساسية على المائدة الايرانية حيث وصل سعر الكيلوغرام الواحد من الأرز في الوقت ذاته إلى 50000 تومان بينما كان سعر كيلو الأرز الإيراني العام الماضي في حدود 25000 تومان وقد تضاعف سعر هذه السلعة قياسا بالعام الماضي ليصبح 50000 تومان، و وصل” سعر طبقة البيض 20 بيضة إلى 70 ألف تومان” بحسب ماأوردته صحيفة جهان صنعت.
إستمرار وإشتداد حدة هذا التضخم الرهيب الذي بدأ قبل بضع سنوات في نهاية يوليو 2021، وتم الإعلان عنه: “وبمقارنة متوسط سعر المواد الغذائية في هذا الشهر مع الشهر نفسه من العام الماضي نلاحظ أن التغييرات التي طرأت على بعض المواد الغذائية كانت بأكثر من 100٪، فالزبدة المبسترة (121.4٪)، دجاج المزارع الآلية (118.8٪) والزيت السائل (89.0٪)” وهکذا دواليك بحيث إن کل ذلك يٶکد بأن رئيسي حتى ليس بمقدوره أن يکون سيئا کأسلافه فقط بل وحتى يتفوق عليهم بأن يصبح أسوأهم على وجه الاطلاق!