الموت لمبدأ ولاية الفقيه:
الکاتب – موقع المجلس:
تتزايد معدلات الانتحار في إيران في ظل سلطة حكم الملالي مع اشتداد الأزمات الاقتصادية والاجتماعية وخاصة خلو موائد معيشة الشعب.
وكذلك ترتبط زيادة معدلات الانتحار بعوامل كالبطالة والمشاكل الاقتصادية والأزمات الاجتماعية المسببة لها ارتباطا مباشرا ووثيقا، هذا في وقت يحاول فيه قادة الحكومة تحديد المشاكل الفردية والنفسية أو إدخال عدة عوامل غير ذات أهمية، وصرف النظر عن المشاكل السياسية والتدهور الاقتصادي وتفشي على اعتباره السبب الرئيسي لانتشار الانتحار بين الناس وخاصة الشباب والمراهقين وتعليل ذلك بطريقة أو بأخرى، وإنكار علاقة الانتحار ، والتستر على علاقة سلطة نظام الملالي الشرير المتسلط على المجتمع والتهرب من مسؤولية ذلك.
وفي الواقع يمكن للمشاكل الفردية والعائلية أن تكون سببا في حالات معدودة من الانتحار، ولكن لا يمكن لهذه المشاكل أن تُساق كغطاء للتستر على جرائم النظام في قمع الشعب ونشر الفقر بينهم ودفعهم إلى الانتحار.
يتزايد انتشار حالات الانتحار بين المراهقين عاما بعد عام بحيث وصل المعدل السنوي لانتحارهم وباعتراف الطب الشرعي بالنظام الذي يقلل عادة في احصائياته المعلنة إلى نسبة 7 بالمئة.
من الواضح جدا أن الأزمات الاجتماعية التي تشير إليها وسائل الإعلام والشخصيات الحكومية على أنها شذوذ اجتماعي، لكنها أضرار تسببت في فقدان الناس وخاصة الشباب الذين هم الأمل في المستقبل والحياة.
وكتبت صحيفة جهان صنعت في هذا الصدد بتاريخ 4 أكتوبر2021: ” تظهر الإحصائيات زيادة في مضاعفات الاكتئاب لدى الشباب، وإحباط يقود إلى الانتحار لدى الفتيات اللواتي حاول البعض منهن الانتحار بالقفز من السلالم، والسلالم المتحركة أو من فوق أسطح المنازل، وفي تقدير متوسط قُتلت 15 فتاة يوميا بهذه الطريقة المميتة خلال العام الماضي، ويظهر الرقم هذا العام زيادة أكثر إثارة للقلق،
ومعظم الذين حاولوا الانتحار من العام الماضي إلى الآن كانوا من المراهقين بين طلاب المدارس الابتدائية والإعدادية، وكان عدد الفتيات اللائي حاولن الانتحار أكثر من الفتيان، وتراوحت أعمارهم بين 12 و 18 عاما.”
في مجتمع ذكوري، منكوب بالملالي تتعرض الفتيات للاضطهاد الجنسي”التمييز بين الذكور والإناث” بشكل مضاعف أكثر من النساء الأخريات، وتتأذى أرواحهن ولا يجدن في النهاية طريقة للتحرر من هذا الوضع إلا بالانتحار.
حتى أن الفتيات الصغيرات المضطهدات اللواتي ينشدن العدالة في الأمور الأسرية البسيطة يتم خنق صرخاتهن وتوبيخهن لإعتراضهن على هيمنة الفكر والعقيدة الذكورية العنصرية.
أعلن عضو مجلس إدارة جمعية منع الانتحار في إيران في يوم السبت 9 سبتمبر2021 أن متوسط معدل الانتحار في بلادنا يبلغ حوالي 7.2 بالمائة لكل 100 ألف شخص، وفي بعض المحافظات تتراوح الإحصائيات من 10 إلى 15 وحتى 20 في المائة لكل 100 ألف شخص مشيرة إلى زيادة مقلقة”(صحيفة دنياي اقتصاد 10 سبتمبر2021).
قالت صحيفة مردم سالاري الحكومية في 11 سبتمبر2021 في مقال تحت عنوان “كورونا” و آثار جروح ” انتحارية” على أجسام كوادر الفرق الطبية نقلا عن عضو في المجلس المركزي لمنظمة علم النفس والإرشاد قوله: ” واجه المرضى وحتى العاملين بالمستشفيات الموت في فترة وباء كوفيد19 أكثر من ذي قبل، ويمكن لهذا الأمر أن يرفع من درجات الإكتئاب والتفكير بالانتحار لديهم..”
وعلى هذا النحو يقوم النظام الملالي القاتل بقتل الشعب الإيراني بشكل مباشر أو يقتلهم بشكل غير مباشر من خلال نشر كورونا وحظر اللقاح، أو يقودهم إلى الانتحار بسبب القمع والإذلال ونشر الفقر القاتل بين الناس.
وبالطبع هناك حقيقة أخرى ناجمة عن نهض هذا النظام الفاشي، وهي أن الانتفاضات والاحتجاجات الواسعة والمستمرة لمختلف الشرائح تظهر أن الناس قد وجدوا الطريق الصحيح لإنهاء كل هذه الأزمات والضغوط والمشاكل من أي نوع، وجدوا طريقا للخلاص شعاره: الموت لمبدأ ولاية الفقيه.