بقلم سعاد عزيز
لعبة العصا والجزرة لاتنفع مع طهران – بقدر ماقد بذل المجتمع الدولي من جهود ومحاولات مختلفة من أجل ضبط تصرفات نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية والامساك بلجامه وردعه عن القيام بالکثير من الامور، لکن لايبدو إن المجتمع الدولي قد توفق في جهوده هذه، بل إن النظام الايراني وعشية کل ضغوطات أو عقوبات دولية مٶثرة عليه، فإنه يتصرف تماما کالذي أعطوه مهدئ أو مسکن حيث سرعان مايعود الى ماکان عليه من حال، وقطعا فإنه وعلى مر الاعوام الطويلة من التواصل والمحادثات الدولية مع هذا النظام، حيث تم إستخدام سياسة العصا والجزرة وکان الذي يجري على الدوام أشبه بلعبة القط والفأر وبقي الوضع في خطه العام على حاله وکأنه يدور في حلقة مفرغة فيما يتعلق بالمجتمع الدولي، في وقت يعمل هذا النظام على قدم وساق ليس من أجل تطوير برنامجه النووي والمضي قدما بإتجاه إنتاج الاسلحة النووية فقط بل وحتى فيما يتعلق بتدخلاته في المنطقة برامج صواريخه وماإليها.
قادة النظام الذي طفقوا في الآونة الاخيرة يواظبون على إطلاق تصريحات إستفزازية فيما يتعلق ببرنامجه النووي وبشأن عودتهم لمحادثات فيينا، بحيث إنهم ومن فرط تکرارهم لتلك التصريحات وإصرارهم عليها، ظهروا وکأنهم قد حسموا أمرهم وإستعدوا للمواجهة مع المجتمع الدولي، غير إن کل ذلك”النفخ”و”العنتريات”و”إظهار العضلات”، قد تبدد بعد الضغوط والحديث عن خطة بديلة في حال تعثرت المفاوضات. إذ وبحسب وكالة “إيسنا” الإيرانية، أعلن وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، أن إيران ستعود “قريبا جدا” إلى المفاوضات الرامية إلى استئناف الالتزام بالاتفاق النووي المبرم عام 2015، لکن الذذي يجب أن ننتبه له هنا ونأخذه بنظر الاعتبار إن عبداللهيان هذا الذي صرح في بداية تنصيبه کوزير للخارجية بأن سيلتزم بنهج قاسم سليماني في مجال السياسة الدولية، قد قال في سياق تصريحه بأنه: “ستعود الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى طاولة المفاوضات. نراجع حاليا ملفات مفاوضات فيينا، وقريبا جدا ستستأنف مفاوضات إيران مع دول (الأربع زائد واحد)” وکذلك ماذکره بأن:” طهران تشك في جدية حكومة الرئيس بايدن في العودة إلى الاتفاق.”، وذلك يعني بأن عبداللهيان يلمح الى ومن خلال مايقوله بشأن”مراجعة ملفات مفاوضات فيينا”و”التشکيك بجدية حکومة الرئيس بايدن”، من إنه يضع مجددا عصا في الطريق وکذلك يوحي للشعب الايراني ولحلفائه بأن النظام يفاوض من منطلق القوة وهو يقف کند أمام المجتمع الدولي!
فظاظة عبداللهيان المستمدة أساسا من فظاظة النظام وإصراره على التمسك بنهجه المراوغ والمخادع الذي يهدف لتحقيق الاهداف والغايات في ظل وتحت غطاء مواصلة محادثات فيينا، فإن على المجتمع الدولي أن يعلم بأن لعبة العصا والجزرة لم تعد تنفع مع هذا النظام وإن عليهم أن يغيروا من قواعد اللعبة والتعامل مع هذا النظام بمستوى أکبر من الجدية والحرص، وإننا نرى بأن إدخال العامل الايراني الى دائرة ممارسة الضغط الجدي على النظام أکثر من ضروري خصوصا وإن الشروط والمستلزمات لهذا الامر متوفرة أکثر من أي وقت آخر، فهناك مقاومة رئيسية فعالة تتجسد في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية وله دور وتواجد في داخل وخارج إيران وإن النظام بنفسه قد إتهم هذا المجلس بضلوعه في الانتفاضات العارمة التي إندلعت ضده في أواخر ديسمبر2017 و15 نوفمبر2019، فهل سيفعل المجتمع الدولي ذلك أم يبقى على هذه الحالة التي أثبتت سقمها!
ص