الثقة بنظام الملالي وتأهيله دولية أکبر خطأ يمکن إرتکابها بحق الشعب الايراني-في الوقت الذي أسفر فيه نظام الملالي عن وجهه الحقيقي البالغ القبح بعد قيام جلاد الشعب الايراني الاکبر بعمل کل مامن شأنه من أجل تنصيب السفاح ابراهيم رئيسي کرئيس للنظام فإنه وتزامنا مع ذلك تبذل جهود ومحاولات هنا وهناك من أجل تطبيع العلاقات مع نظام الملالي وإعادة تأهيله دوليا والسعي لإظهاره وکإنه أحد أعضاء المنظومة الدولية حيث يلتزم بالقوانين والمقررات الدولية ويسعى من أجل السلام والامن والاستقرار ومافيه خير وصلاح شعوب العالم.
لکن هذه الجهود ومع الترکيز عليها من قبل عواصم قرار دولية، إلا إنها تصطدم بالکثير من العقبات والعراقيل والمعوقات التي تٶکد بإنه ليس من السهل أبدا الثقة بإعادة تأهيل هذا النظام والبناء على اساس ذلك.
نظام الملالي ومنذ قيامه قبل 42 عاما، أصبح إضافة الى مايشکله من مصيبة وکارثة کبرى للشعب الايراني فإنه يعتبر أيضا أکبر خطر وتهديد يحدق بالامن والاستقرار في العالم عموما ومنطقة الشرق الاوسط خصوصا بعدما أثبت وطبقا للغة الأدلة والارقام بأنه بمثابة البٶرة الرئيسية للتطرف والارهاب ومرکزه ومرجعه الاساسي في العالم کله، ولاسيما بعد أن أثبت أيضا ومن خلال تجربة التعامل الدولي معه والسعي للتأثير عليه إيجابيا عبر القنوات الدبلوماسية والحوار بأنه من النوع الذي لايمکن أبدا أن يذعن ويرضخ من خلال هکذا قنوات لأنه أساسا لاينتمي لهذا العالم ولايٶمن بمفاهيم الحرية والديمقراطية ومبادئ حقوق الانسان والمرأة بل حتى إنه يجاهر بکراهية المرأة والاستهانة بکرامتها وإعتبارها الانساني.
نظام الملالي الذي صار معروفا وشائعا عنه بحکم تجارب کثيرة سابقة معه بأنه يقوم بتوظيف أي تواصل خارجي معه ضد شعبه الذي يناضل من أجل الحرية ويزعم بأن العالم لايزال يعترف به ويريد التواصل معه ويعتبره نظام شرعي يعتد به، وهذا هو الامر الذي أثر سلبا على مسيرة النضال الذي يخوضه الشعب الايراني من أجل الحرية ولاسيما إذا ماتذکرنا الخطأ الشنيع الذي إرتکبته إدارة الرئيس الامريکي الاسبق بيل کلينتون بإدراجها منظمة مجاهدي خلق، طليعة الشعب الايراني من أجل النضال في سبيل الحرية، ضمن القائمة السوداء، وهو الذي أثر سلبا على الشعب الايراني وعلى قضيته الاساسية، خصوصا وإن العالم کله قد عرف وبالادلة القطعية بأن نظام الملالي هو بٶرة التطرف والارهاب وإنه الذي يجب وضعه ضمن القائمة السوداء وليس منظمة مجاهدي خلق المناضلة من أجل الحرية والکرامة الانسانية.
قضايا التطرف الديني والاختلافات والانقسامات الحادة المنطلقة من الاعتبارات الطائفية إضافة الى العمليات والنشاطات الارهابية، لم تکن أبدا معروفة قبل مجئ هذا النظام ولم تکن تشکل من أي تهديد للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، لکن وبسبب ماقد قام ويقوم به هذا النظام وبصورة مستمرة من نشاطات وتحرکات مشبوهة جعلت المنطقة برمتها أمام منعطف إستثنائي بالغ الخطورة حيث إن الامن الاجتماعي لمعظم الدول بات وبسبب من تدخلات طغمة الفاشية الدينية الحاکمة في طهران وسياساتها الخبيثة والمشبوهة في معرض الخطر کما إن الاوضاع المتدهورة والوخيمة في العراق وسوريا واليمن ولبنان والتي وصلت الى حافة الهاوية، إنما کلها بسبب من سياسات هذا النظام وتدخلاته السافرة في شٶون المنطقة، ناهيك عن إنه يقوم بإظطهاد شعبه وقمعه ويصادر حرياته وحقوقه الاساسية، وإن نظاما بهکذا مواصفات ومتورط في معظم الاحداث والتطورات السلبية بالمنطقة والعالم، لايمکن أبدا الوثوق به والرکون إليه من أجل أن يصبح عضوا نافعا في المجتمع الدولي.
نظام الملالي الذي هو وکما أکدت المقاومة الايرانية وصار بمثابة البديهية للعالم کله، بٶرة تصدير التطرف الديني والارهاب ومصرفه ومرکزه الرئيسي، فإن إنتظار تأهيله والتعويل على ذلك هو أشبه باللهاث خلف السراب أو حتى أشبه بأن يغدو الضبع أليفا ولايعود لطبعه الوحشي الاساسي، وإن التجربة الحية المتمثلة بستة جولات من المحادثات معه في فيينا من أجل ثنيه عن مساعيه السرية لإنتاج الاسلحة الذرية والتي أثبتت وبصورة ساطعة فشلها وعدم جدواها، قد أکدت بأن الثقة بنظام الملالي وتأهيله دولية أکبر خطأ يمکن إرتکابها بحق الشعب الايراني والانسانية.