موقع اهلاَ العربیة – سعاد عزيز:
مع قيام إبراهيم رئيسي، بتسمية وتحديد أعضاء حکومته والتي کما أکدت التقارير التي قيمت أولئك الاعضاء، فإنه جلهم من العناصر المعروفة بماضيها العريق في خدمة نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومن التي ربطت مصيرها بمصير النظام ولم تبق من أي خط رجعة لها. فهل هذه هي الحکومة التي وعد بها خامنئي؟
إبراهيم رئيسي، أو قاضي الموت الذي ذاع صيته بدوره البارز في لجنة الموت التي قامت بتنفيذ فتوى الخميني وأعدمت ٣٠ ألف سجينا سياسيا، لم يعد سرا بأن مجمل خطة ترشيحه للإنتخابات وتنصيبه کرئيس للنظام، کان مجرد سيناريو أعده وأشرف على تنفيذه المرشد الأعلى للنظام، وتنصيب رئيسي لم يکن إلا بداية لتشکيل “الحکومة الإسلامية الفتية” التي سبق وأن وعد بها خامنئي وإدعى بأنها ستتصدى للمشاکل والأزمات وستقوم بمعالجتها، وأن الاعضاء الذين إختارهم رئيسي لحکومته لو دققنا فيهم لوجدنا إنهم يجسدون بصورة وأخرى الحکومة التي وعد بها خامنئي.
ترشيح أمير عبد اللهيان، لوزارة الخارجية، من قبل رئيسي، والذي کان أحد قادة الحرس الثوري لأعوام طويلة، أماط اللثام عن الوجه الحقيقي لحکومة رئيسي، ذلك أنه بموجب تصريح له نقلته وكالة فارس للأنباء، القريبة من الحرس الثوري، فقد أکد بأنه “سينتهج أسلوب قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني في مجال السياسة الخارجية الإيرانية” إذ قال أمام نواب البرلمان الإيراني وبکل صراحة بأن: “معظم تجاربه تعود للفترة التي كان يتعاون فيها مع قاسم سليماني وإنه سيواصل نهج قاسم سليماني في مجال السياسة الخارجية”.
ما يسميه مرشح رئيسي لوزارة الخارجية الايرانية بإسم “نهج قاسم سليماني” الذي سيتبعه في السياسة الخارجية للنظام الايراني، لا يمکن أن يکون تصريحا يبعث على الطمأنينة والراحة لبلدان المنطقة والعالم، خصوصا وأن قاسم سليماني، الذي تم إغتياله بإعتباره کان أحد أبرز الوجوه الارهابية في النظام الإيراني، هو المشرف على التدخلات في بلدان المنطقة والعالم وله الدور الابرز في تفعيل نهج النظام بتصدير التطرف والارهاب، ومن دون شك فإن ذلك يبين بوضوح أية حکومة من شأنها أن تکون حکومة رئيسي، ولا سيما وإنها تتشکل في خضم أکبر أزمة سياسية إقتصادية إجتماعية عميقة يعاني منها النظام الايراني.