حدیث الیوم:
الکاتب – موقع المجلس:
أطل خامنئي، الولي الفقيه للنظام، علينا يوم أمس دون سابق إنذار هلعا، وأقر في خطاب متلفز بتفشي “مرض كورونا المتوحش” وقال إن هذا الوباء تحول إلى “قضية البلاد الأولى والمستعجلة”. في حين سبق وأن قال إن قضية كورونا لا يجب “المبالغة فيها” وأن “هذه القضية ستختفي” وكان يسميها “إنجازًا”! (3 مارس2020).
من الواضح أنه في ذلك الشتاء، عندما تلقى خامنئي للتو ضربة انتفاضة نوفمبر 2019 المؤلمة، وبعد ذلك تعرض لضربة قوية من انتفاضة يناير 2020، كان وصول كورونا نعمة وفرصة وإنجازا له. لهذا السبب، انتهز الفرصة المشؤومة وحاول التقليل من أهمية القضية الخطيرة لكورونا حتى يتمكن، بموجب هذا الادعاء، من تمهيد الطريق لانتشار الفيروس بين الشعب الإيراني.
وعندما حقق العالم إنتاج اللقاح، قلق خامنئي من سقوط حليفه، حظر رسميًا إدخال اللقاحات الصالحة حتى يبقى الشعب الإيراني أعزل وغير محمي من كورونا.
ولكن ابتداء من كانون الأول (ديسمبر) 2020، رويدًا رويدًا، أدار المجتمع الإيراني ظهره لكورونا.
بدأت الاحتجاجات والإضرابات الاجتماعية للطبقات المختلفة وتوسعت وتعمقت، وبلغت ذروتها في يوليو وأغسطس 2021 في انتفاضة خوزستان النارية التي امتدت إلى لرستان وتبريز وطهران.
مع ذلك خامنئي لا ينوي التخلي عن كورونا الذي يعتبره حليفا له في الحرب ضد الشعب الإيراني. وعلى الرغم من نصائح الأطباء والمختصين، ورغم تجربة العام الماضي الرهيبة، إلا أنه لا يزال يصر على إقامة مراسيم العزاء في شهر محرم في ذروة كورونا، قائلاً: “نحتاج إلى هذه التجمعات، يجب أن تكون مراسم العزاء لسيّد الشهداء (ع) مصدرٌ للبركة والرحمة الإلهيين”.
وهذا يشير إلى أنه رغم خوف خامنئي من التبعات الاجتماعية لكورونا، لكن خوفه من الانتفاضة وظروف المجتمع المتفجرة يصل إلى درجة لا يزال لا يريد التخلي عن كورونا لاستغلاله ضد الانتفاضة.
نفس الخط الذي أوصل بالوضع إلى مرحلته الكارثية الحالية، سواء برفض الحجر الصحي أو عدم التطعيم، أو من خلال خلق سوق سوداء للأدوية واللقاحات. لدرجة أنه حتى خبراء النظام يسمونها “مجزرة” و “قتل جماعي” ويعترفون في مجلس شورى النظام أن “الوضع سيء للغاية”.
وتنقل وسائل الإعلام الحكومية “إحصائيات حقيقية” عن وفيات كورونا، وهي “1500 شخص في اليوم، وربما أكثر” حسب صحيفة اعتماد يوم 11 أغسطس والخبراء يسمونه تسونامي الموت.
الآن، يوجه المجتمع الإيراني، الذي هو في حالة انتفاضة وعلى وشك الانفجار، اللوم في هذا الوضع أكثر من أي وقت مضى إلى خامنئي نفسه النظام بأكمله. وفي اليوم الذي رأى فيه خامنئي أن كورونا “فرصة” و “نعمة” و “إنجاز” وحظر اللقاح، زرع بذور الكراهية والاستياء في قلوب وعقول 80 مليون إيراني. هذا ما يقوله خامنئي “الخطر الرئيسي” و “القضية الأولى في النظام”.
يقال إن الديكتاتوريين وفي نشوة السلطة يقتلون الناس ويعتمدون على قوتهم القمعية، وكأنهم يتمتعون بالسيطرة الكاملة على الموقف، لكنهم يزرعون الرياح في تلك الأيام وسرعان ما يُحكم عليهم بجني العاصفة الناتجة.
والآن، خامنئي في طور جني عاصفة رهيبة، وهو يعيش كل لحظة في كابوس هذا الطغيان الناري العظيم. كابوس رهيب يبرر ظهوره هلعا يوم أمس.