حدیث الیوم:
الکاتب – موقع المجلس:
في إيران اليوم، لا معنى لكلمات أخرى مثل “الذروة” أو “قمة الموجة” بالنسبة لكورونا. حتى داخل النظام، يستخدمون الآن كلمات لوصف حالة كورونا في إيران كانت تستخدمها المقاومة الإيرانية سابقًا لفضح المأساة، في حين كان قادة النظام، بمن فيهم روحاني، يشكون بقولهم: هذه دعايات الأعداء والمعارضين واولئك الجالسين ماوراء البحار ويريدون من خلال مؤامراتهم “إغلاق البلاد عن طريق إلقاء الرعب في المجتمع! ” (روحاني مارس/ آذار2020).
لكن الآن يتحدثون هم أنفسهم عن “أعلى مستوى من الأزمة” و “وفيات غير مسبوقة” و إطلاق “صفارات الإنذار الجماعي والموت الجماعي” كما جاء على لسان محبوب فر، نقلته صحيفة أرمان الحكومية – 8 أغسطس. أو قال عضو مقر كورونا الحكومي مرداني في أغسطس إن “معدل وفيات كورونا آخذ في الارتفاع”.
وتأكيدا لذلك يعلن رئيس مقر مكافحة كورونا في طهران “علي رضا زالي” أن جميع مدن المحافظة بلون أحمر.
كما تعلن المستشفيات واحدة تلو الأخرى أنه لا يوجد بها سرير فارغ وأن السرير يصبح فارغًا فقط في حالة وفاة المريض.
تظهر الصور المنشورة في الفضاء الإلكتروني لمستشفى الإمام الرضا في مدينة مشهد أن المرضى مستلقين على بطانيات وورق مقوى في زوايا المجمع وتحت الأشجار.
وفي مدينة بابل شمالي إيران، يتعين على المواطنين تلقي المصل عند التقاطعات وداخل السيارات، إذا تم العثور على مصل.
وصورة لأم بلوشية منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي مثال بالآلاف، تؤذي قلوب كل إيراني وكل إنسان، حيث تصرخ الأم قائلة “ابني توفي بسبب كورونا لمجرد أنهم لم يعطوا الأكسجين. ذهبت إلى كل غرفة في المستشفى وقلت أحتاج الأكسجين، لكن لم يجبني أحد”.
وكذلك تنشر ممرضة صورا عن داخل أحد المستشفيات حيث يرقد عدد كبير من المرضى رجالا ونساء مستلقين على بطانيات في ممرات وسلالم المستشفى ولا يعرف الأطباء والممرضات كيفية علاج هذا العدد الكبير من المرضى.
وأحد المواطنين ينشر صورة لمقبرة بهشت زهراء بطهران ويقول “هنا في بهشت زهراء يوم القيامة … هذا العدد من المواطنين يموتون … إنها كارثة”.
هذا هو واقع إيران اليوم. وهذه الحالة تحصل في وقت تم فيه السيطرة على كورونا في العالم، حتى من نوع فيروس دلتا المتحور، إلى حد كبير عن طريق التطعيم العام.
لذلك، فإن حالة “القتل الجماعي” و”الوفيات الجماعية” في إيران ليس لها سبب سوى سياسة النظام المتعمدة لقتل الناس، وعلى وجه الخصوص حظر اللقاحات الصالحة من قبل خامنئي لقمع الانتفاضة بمساعدة كورونا.
لكن الواقع المتفجر للمجتمع كان أبعد بكثير من الاتحاد الأسود لكورونا مع فيروس ولاية الفقيه ليتمكن النظام من إسكات المجتمع الإيراني.
ومنذ ديسمبر 2020 بدأت الاحتجاجات وكان المتقاعدون المغلوب على أمرها في طليعتها، ومع استمرار الاحتجاجات التي توسعت وتعمقت جذورها، بلغت ذروتها بانتفاضة خوزستان النارية في يوليو وأغسطس 2021، وسرعان ما امتدت إلى محافظات لرستان وأذربيجان، وطهران مما أحدث هزات ارتعدت بسببها فرائص قادة النظام.
وحتى الآن، يحاول خامنئي منع استمرار الانتفاضة من خلال نشر كورونا من سلالة دلتا في المجتمع وحرمان الناس من الأدوية واللقاحات.
لكن الانتفاضة الأخيرة، التي بدأت في خوزستان، أظهرت أن سياسة صد الانتفاضة الشعبية من خلال كورونا بدأت تفشل، وأن تحرك خامنئي لن يؤدي إلا إلى صب الزيت على نار الغضب الاجتماعي، الذي ستشتعل نيرانه أكثر فأكثر لتبتلع عباءة الولي الفقيه.