انتفاضة خوزستان:
الکاتب -موقع المجلس:
هزت انتفاضة أهل خوزستان الشجاعة مفاصل نظام ولاية الفقيه صغيرة وكبيرة، مما دفع بعض المسؤولين الحكوميين من ذعرهم الى إظهار انعكاس ذلك عليهم والاعتراف بمشاكل الوفود الخاصة التي تم إرسالها إلى المنطقة.
وقد أرسلت حكومة الملالي وفدا خاصا برئاسة جهانكیری النائب الاول للملا روحاني إلى الأهواز لربما يتمكن من السيطرة على الوضع بالوعود والوعيد وبعض الإجراءات، وبالطبع بات من الواضح أن قطعان الحرس الإجرامي توجهت أيضا إلى تلك المنطقة لضمان السيطرة على الوضع وفق خطتهم.
أما جهانگیری فقد واجه في لقائه مع شيوخ العشائر صيحاتهم الرافضة لكلمات النظام ووعوده العقيمة وتهديداته وانقلبت طاولة المفاوضات على رأس النظام.
كان إنعدام المياه مجرد شرارة
وفي تقرير ورد من ذلك الاجتماع: أن الموضوع الأساسي هو أن مشاكل خوزستان أكبر من أن تُطرح تحت عنوان إنعدام المياه، وللناس مشاكل آلام كثيرة، وما كان إنعدام المياه إلا الشرارة التي أشعلت نيران الانتفاضة، والحرمان والعنصرية في خوزستان من بدايات الثورة وحتى الان رغم ثراء الموارد والأراضي الخصبة مع قلة المرافق والبطالة خاصة في المناطق التي تعمل فيها شركات مختلفة مثل شركات النفط وقصب السكر، ناهيك عن فقدان الماشية وتهميش ثلث الأهواز، ووجود حفارات النفط في القرى ولا توجد تأسيسات للمياه، وكان موضوع شبكات نقل المياه الى المناطق الاخرى من النقاط الاخرى المُثارة في هذا الإجتماع.”همشهري 25 يوليو 2021″
لصوص متجذرين يائسين وعاجزين
كان للوجود المخجل لـ جهانكیری وعملاء آخرين من نظام الملالي في محافظة خوزستان ورد الفعل السكان المحليين الصادم لهم إنعكاس واسع في وسائل إعلام مختلف عصابات نظام الملالي “إسحاق جهانكیری الذي كلفه روحاني بمعالجة قضايا ومشاكل خوزستان واجه الكثير من العدوان والغضب خلال رحلته لدرجة أنه اعترف أخيرا بعدم تجاوبه مع صرخات الشعب وقال إن مطالبكم ورغباتكم علينا حق وصحيحة تماما ونحن غير مستجيبين تماما لصرخات الناس. “جهانصنعت 25 يوليو2021″
كانت وسائل الإعلام هذه التي تديرها الدولة قلقة من عدم قدرة ممثلي النظام على تخفيف حدة غضب واحتجاج الناس وموجهة تحذيراتها ” انتبهوا إن غضب الناس يتزايد يوما بعد يوم، وفي كل مرة نعود لفتح الأعذار والأسباب ذاتها.
من الواضح أنه ومنذ سنة 2017 أنه تمت مواجهة كل احتجاج بالعنف، وبنظرة إلى الفضاء السيبراني الذي هو انعكاس للعالم الحقيقي يتضح لنا أن حكاية الأزمة والغضب تزداد من كبير إلى أكبر.
والسؤال ما هي الإجراءات والاستراتيجيات التي تحتاجها حكومة رئيسي حتى لا يقع عليها مصير كمصير حكومة روحاني ولا تضطر للاعتراف بالأخطاء والاعتذار في أيامها الأخيرة؟ (نفس المصدر)
ومن اللافت للنظر أن مسؤولين معروفين من العصابة الغالبة يشاركوننا هذا القلق ويقولون: ما جعلنا نرى هذه المشاهد شخص مثل جهانگیری الذي يظهر العجز والإحراج وهذا لا يحل أيا من مشاكل الناس.، ويضيف أحدهم أن “حكومة روحاني لم تضع لنفسها خطة تهتم بحل مشاكل الشعب”.
وقال محمد صادق كوشكي مسؤول إعلامي في العصابة الغالبة يضربون الميت بالعصا “عملت هذه الحكومة لصالح قاعدتها الاجتماعية فقط ” وكانت قاعدتها الاجتماعية أرستقراطية من المستأجرين الإنتفاعيين أيضا وتابعة للحكومة وهم الرأسماليون الذين وصلوا إلى رأس المال والثروة من خلال الإيجارات الحكومية “جهانصنعت25 يوليو 2021″
وقال أحد المتظاهرين في نفس الاجتماع قال: كيف يتلقى مديرو صناعة الصلب دعما أرباحهم من المياه التي تحتاجها صناعتهم، وبالمقابل لم يفكروا في أدنى دعم لشخص قام بزراعة خمسة هكتارات من الأرز أو الحصير أو وصياد السمك أو مزارع أو مربي ماشية وجاموس ، لا حزمة دعم في لم يفكروا فيه ” مهر25 يوليو2021 “.
والأكثر إثارة للقلق بالنسبة لنظام الملالي هو مصير رئيسي الذي لم يصل بعد وينتظر المغادرة، وقال أحد مسؤولي ما يسمونهم بالاصلاحيين المزيفين “أنا قلق حقا لأن التيار المؤيد للرئاسة قدم وعودا للشعب يصعب الوفاء بدون النظر الى قدرات الحكومة ومواردها” لهذا السبب هناك قلق من أن الإحباط الذي نشهده الآن سوف ينتشر على نطاق أوسع ويوجد مزيدا من المشاكل.”جهان صنعت 25 يوليو2021″
إن أساس تلك المشاكل داخلي بغض النظر عن توقعات قادة النظام، وعقوبات الولايات المتحدة وغيرها هذا بحسب إعتراف إعلام النظام ، ومخاطر ما يعرف بالاستياء في تزايد.
“من المهم أن نلاحظ أن معظم مشاكل البلاد الاقتصادية أساسها داخلي ولا علاقة لها بالعقوبات، وبحسب الاستطلاعات فإن عدم ثقة الناس بالمسؤولين وبلغت حالة عدم رضاهم عن الاوضاع الحالية نسبة 75٪ تقريبا وهي في تزايد مقارنة بالسنوات السابقة.
“جهان صنعت 25 يوليو 2021”
ما هو الحل ؟
في الحقيقة أن وجود الثوار وشباب الانتفاضة في الشوارع بشعارات مثل “الموت لخامنئي” و «ليرحل الملالي لا ينفعهم الدبابة والمدفع» تشير إلى أن الجميع على دراية بالألم والتحديات والأوبئة التي أصلها ومنشأها وراعيها نظام ولاية الفقيه.
وهم يعرفون أن وجود هذا النظام لن يؤدي إلا إلى استمرار الوضع الحالي وازدياده سوءا، فالنهب مستمر والقنابل والصواريخ لا تتوقف، والميليشيات الموالية في المنطقة كلها تعتاش على أصول وموارد وثروات الجياع والعطشى في إيران.
يبدو الأمر على هذه الحالة أن الداء واضح وكذلك العلاج، فقد أصبحنا اليوم في دولة تكون فيها المشاكل وأسبابها واضحة.
ونحن نعلم أن خوزستان عطشى ونعرف أسباب هذا العطش، من ناحية أخرى نعلم أن طهران ملوثة ونعرف أيضا أسباب هذا التلوث، ونعلم أن الفقر قد ازداد وارتفع التضخم وأن صحة الناس وحياتهم مهددة.
ونعلم أن المجتمع عانى كما لو أن سعادتنا قد تعرضت للقمع، ونعرف أيضا أسباب كل هذا، وهذه هي بديهيات وشكل المشكلة، أصبحنا جميعا خبراء في بهذه الحالات. ” وهنا يجب أن يخرج علينا أحدهم ويقول بصوت عالٍ ” لماذا لا تعملون ما دمتم تعرفون الداء والدواء؟” “همدلى 25 يوليو 2021”
الجواب واضح: فالسكين لا تقطع يدها أبدا، وكيف يمكن للمتسببين في خلق مثل هذه الحالة الخطيرة والحرجة للغاية أن يكونوا شفاءا ذاتيا وحلا؟
الحل هو ما يصرخ به الثوار وشباب الانتفاضة في الشوارع بدعم من طليعة المقاومة الذين يعرفون أن هذا هو الحل “ليسقط مبدأ ولاية الفقيه” و “الموت لخامنئي” و “الموت للديكتاتور”