جفاف نهر کارون
صوت کوردستان -سعاد عزيز:
لايمکننا القول بأننا سنفاجئ قرائنا الکرام إذا ماقلنا بأن النظام الايراني يکذب نفسه عن قصد أو دون قصد، ذلك إن دأب هذا النظام على تکرار تکذيب نفسه وبصورة ملفتة للنظر، جعل من هذا الامر صفة وميزة خاصة ينفرد بها من دون کل الانظمة السياسية في العالم، ولو راجعنا العقود الاربعة من عمر النظام لوجدنا الکثير من هذا الامر، على الرغم من إن الاکثر لفتا للنظر هو إن النظام الذي طالما رکز على إن مجاهدي خلق ليس لها من أي دور وتأثير في الاوضاع الداخلية لکنه وبنفسه يعود لإتهام المنظمة بأي نشاط معادي أو مضاد له!
التصريح الذي أدلى به مدير الشرطة الايراني وقال فيه:” على مجاهدي خلق و معاندي النظام أن يعلموا أن الخط الأحمر للشرطة هو حفظ الأمن.”، يأتي بالسياق الذي ذکرناه آنفا، والذي يجب الانتباه له وأخذه بنظر الاعتبار، إن توجيه الإتهامات الى مجاهدي خلق لايقتصر على منطقة معينة أو شريحة أو عرق أو طائفة محددة في إيران بل إنه يشمل سائر أرجاء إيران وبمختلف مکوناتها وأعراقها وبإختلاف إتجاهاتها، وهو مايثبت بأن مجاهدي خلق لاتتعلق بفئة أو طيف أو عرق أو مذهب أو دين معين وإنما للشعب الايراني برمته وهذه هي الحقيقة التي أثبتها ويثبتها النظام الايراني من خلال مواقفه وتصرفاته المتکررة.
إنتفاضة العطش التي تکاد أن تشمل مناطق ذات أغلبية عربية، فإن منظمة مجاهدي خلق قد وقفت منها نفس ماقد وقفت فيه من إنتفاضات وتظاهرات مضادة للنظام في مناطق أخرى نظير إصفهان أو طهران أو کرمانشاه أو مهاباد أو يزد، ذلك إن مجاهدي خلق قد أکدت على الدوام بأنها تناضل من أجل حرية جميع أبناء الشعب الايراني دونما أي فرق أو إختلاف وهي تريد أن تعمل مابوسعها من أجل رفع الظلم عن جميع مکونات الشعب الايراني وإنهاء هذه الحالة الشاذة ولاريب من إن النظر الى مجاهدي خلق کبديل للنظام والتعامل معها على هذا الاساس إنما يأتي لکونها تعبر عن کل أطياف ومکونات الشعب الايراني دونما أي فارق.
إنتفاضة العطش التي هي من نتائج وإنعکاسات السياسات الخاطئة لهذا النظام وعن عدم وجود رٶية مستقبلية صائبة له بخصوص البرامج والمشاريع التنموية وجعله البلد کله تحت رحمة الحرس الثوري الذي يحاول من خلال المشاريع الاروائية والاقتصادية الفاشلة حرف مجاري الانهار أو تغييرها بصورة غير منطقية الحصول على أرباح سريعة وکبيرة من دون الاهتمام للآثار والتداعيات السلبية لذلك، ولسنا نذيع سرا بأن الجفاف الذي يضرب مناطق شاسعة من إيران، هو بسبب المشاريع الاروائية الفاشلة التي قام بها هذا النظام والتي ثبت بأنها کانت غير مفيدة وذات نتائج عکسية.