حدیث العالم – سعاد عزيز:
لايميل المتتبعون للأوضاع في إيران الى إعتبار عدم وجود أية علاقة بين إنتفاضة العطش التي إندلعت في محافظة خوزستان وبين التجمع السنوي للعام للمقاومة الايرانية الاخير الذي عقد في الايام 10 الى 12 من الشهر الجاري، خصوصا وإن إنتفاضة العطش قد تزامنت معه بصورة ملفتة للنظر والذي يلفت هٶلاء المتابعون للأوضاع الايرانية الانظار إليه أيضا، هو الدور والنشاط واسع النطاق لمعاقل الانتفاضة لأنصار مجاهدي خلق في سائر أرجاء إيران، بل وحتى إن النظام الايراني نفسه يعطي لمسألة علاقة إنتفاضة العطش بمجاهدي خلق أولوية ويجعلها المعيار للتعامل معها وإن لجوئه الى إستخدام القوة المفرطة معها وقيامه بقتل أعداد من المنتفضين وإعتقال أعداد کبيرة منهم ، تٶکد ذلك بکل وضوح وجلاء.
منذ تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وطوال 4 عقود فإن عملية الصراع والمواجهة بين هذا النظام وبين منظمة مجاهدي خلق، کانت دائما هي الشغل الشاغل لهذا النظام ولاسيما وإن مجاهدي خلق من دون أطراف المعارضة الايرانية بقيت لوحدها تقارع النظام ولم تترك وتغادر الساحة على الرغم من کل ماقد عانته بسبب ذلك خصوصا وإن النظام قد وظف طاقاته کلها من أجل القضاء على المنظمة بمختلف الطرق والاساليب، وإن صمود وبقاء المنظمة ومواصلة نضالها بوجه النظام قد جعل منها أيقونة لنضال الشعب الايراني من أجل الحرية ولذلك فإن النظام الايراني وعند أي تحرك أو نشاط مضاد له يبحث عن مجاهدي خلق دون غيڕها، وهذا الامر بنفسه ينسحب على إنتفاضة العطش ولايمکن أن يستثنى منها.
إنتشار وتوسع إنتفاضة العطش الى محافظات ومدن إيرانية أخرى وحتى وصولها الى العاصمة طهران والى مدينة کرج، أمر ماکان يمکن لولا مالدور المحوري الذي لعبته وتلعبه معاقل الانتفاضة لأنصار مجاهدي خلق وکذلك مجالس المقاومة بتوعية وتحفيز الشعب الايراني في تلك المحافظات والمدن، ولم تقف منظمة مجاهدي خلق عند هذا الحد بل إنها قامت ودعما لانتفاضة العطشى فقد قامت بتحشيد أنصارها في مدن تورنتو ويوتوبري ومالمو في السويد وتورنتو ومونترال وأوتاوا وونكور في كندا دعما لمواطنيهم العرب في خوزستان.
إنتفاضة العطش حالها حال الانتفاضات العارمة الاخرى بوجه النظام الايراني، حظيت وتحظى بإهتمام غير عدي من جانب منظمة مجاهدي خلق وإنها تمنحها الاولوية لأهميتها ولأنها تساعد على تسريع عملية التغيير السياسي الجذري في إيران من خلال تمهيد الارضية المناسبة لإسقاط هذا النظام الذي أثبت إنه بمثابة مصيبة نزلت على رأس شعوب المنطقة والعالم وليس على رأس الشعب الايراني وحده