حدیث العالم – سعاد عزيز:
تزايد التعاطف والتإييد الدولي لنضال الشعب والمقاومة الايرانية من أجل الحرية لم يأت إعتباطا وإنما جاء لأسباب وعوامل أوجبت ذلك، ولعل من أهمها إن هناك تقاطع وإختلاف جذري بين الشعب والمقاومة الايرانية من جانب وبين النظام الحاکم في إيران من جانب ثاني، والذي زاد من مصداقية هذا النضال لدى المجتمع الدولي وجعله موضع ثقة کاملة، هو الميثاق ذو العشرة بنود الذي أعلنته السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية والتي أکدت فيه بأن الشعب والمقاومة الايرانية وبعد إسقاط النظام الايراني فإنهم سيجعلون من إيران خالية من أسلحة الدمار الشامل وإن إيران ستکون مٶمنة بمبادئ التعايش السلمي ورفض التدخلات في شٶون الاخرين والعمل من أجل ضمان السلام والامن والاستقرار في المنطقة والعالم.
عشية انعقاد المؤتمر السنوي العام لايران حرة، فإن مبادرة 59 من اعضاء البرلمان الفدرالي السويسري وبرلمان جنيف، بإصدار بيان أعلنوا من خلاله عن تقديم الدعم لانتفاضة الشعب الايراني وبرنامج المواد العشر للسيدة مريم رجوي. يمکن إعتباره بمثابة مسمار آخر يتم دقه في نعش النظام الايراني، هذا البيان الذي أدان انتهاكات حقوق الانسان، والارهاب، وصناعة القنبلة النووية فإنه طالب الامم المتحدة والمجتمع الدولي بالعمل على ضرورة التوصل الى حل بخصوص مجزرة سنة 1988 التي أودت بحياة سجناء سياسيين في ايران. ومن دون شك فإن إثارة موضوع مجزرة عام 1988، يعني تسليط الاضواء على قاضي الموت رئيسي الذي تم تنصيبه کرئيس للجمهورية والمطالبة تبعا لذلك بمحاسبته على دور البارز في هذه الجريمة.
أکثر مايثير حفيظة النظام الايراني هو إن هذا البيان الذي تزامن مع عقد التجمع السنوي العام للمقاومة الايرانية فإنه وعندما يٶکد البيان وبشکل خاص على دعم وتإييد الميثاق الذي أعلنته السيدة رجوي بالقول:” نعتقد أن برنامج المواد العشر للسيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المجلس الوطني للمقاومة الايرانية الذي ينص على قيام جمهورية قائمة على الانتخابات الحرة العادلة، وعزل الدين عن الدولة، والمساواة بين الجنسين، وحظر العنصرية القومية والدينية،وايران غير نووية . برنامج جدير بالحماية.”، فإن ذلك يعني التأکيد على تإييد المقاومة الايرانية کبديل سياسي قائم للنظام، ولاسيما وإن هذا البديل يقدم برنامجه للعالم والذي يٶسس لإيران حرة مٶمنة بالتعايش السلمي وخالية من أسلحة الدمار الشامل أي بعکس النظام الايراني تماما، والذي يزيد قلق وخوف النظام الايراني أکثر من اللازم إن صدور هکذا بيانات وبهکذا صيغ فإنها إضافة الى کل شئ، تساهم في رفع معنوية الشعب الايراني في مقارعته ضد هذا النظام وتضاعف من عزيمته لکي يواخل مواجهته للنظام حتى إسقاطه.