حدیث الیوم:
الکاتب – موقع المجلس:
أكاذيب خامنئي و روحاني هي مؤشر على أزمات النظام المميتة
الأكاذيب الوقحة الصارخة هي سياسة الديكتاتوريين في وضع يواجهون فيه أزمات قاتلة ولا مخرج لهم. وخير مثال على ذلك هو جوبلز، وزير دعاية هتلر، الذي حاول في السنوات الأخيرة من الحرب، عندما كانت هزيمة هتلر في ألمانيا مؤكدة، أن يخدع العقول بأكاذيب كبيرة، وكانت نظريته أن الناس يصدقون الأكاذيب الكبيرة أسرع من الصغيرة!
الآن خامنئي وروحاني، اللذان لا حل لديهما لأي من الأزمات الاجتماعية والسياسية العميقة، وهما أكثر وعيًا من أي شخص بالغضب الاجتماعي الكبير على النظام بكامل أركانه وخطر عصيان الجياع، يحاولان حرف انتباه المواطنين عن الحقائق بهذه الطرق الاحتيالية.
دوليا وإقليميا، يدّعي النظام زورا السلام والتفاوض، لكنه يفعل العكس تماما، كما يتضح من تدخلاته في العراق واليمن ولبنان وسوريا، بينما يتحدث عن التفاوض على السلام في اليمن، لكنه يطلق صواريخ على المملكة العربية السعودية و … عبر عملائه في اليمن.
داخليا، على سبيل المثال، يعتبر سوق الأوراق المالية هو إحدى طرق النهب هذه. لدرجة أنه في هذا النهب الكبير للحكومة “فقد نصف الإيرانيين 40٪ من ممتلكاتهم وهم الآن محاصرون عاجزين مغلوب على أمرهم” (رسالة من الجمعية الحكومية لتنمية المستثمرين إلى قادة قوات النظام – 26 ابريل الماضي).
لكن الأسوأ من هذا النهب هو الملح الذي يرشه قادة النظام على الجروح العميقة للشعب الإيراني. وعلى سبيل المثال روحاني، الذي قال ذات مرة: “يجب على الناس أن يتركوا كل أموالهم لسوق الأوراق المالية (6 أغسطس 2020)”، أكد في 8 يوليو، بوقاحة:” يجب على الناس ألا يستثمروا كل رؤوس أموالهم بالبورصة حتى تدمر سوق الأوراق المالية حياتهم! “.
تأتي كلمات روحاني هذه بعد عام من نهب الشعب وبعد ما حصل النظام من خلال هذا النهب في اقتصاده، 680 ألف مليار تومان بحسب رئيس منظمة البورصة دهنوي في 17 ابريل الذي قال، “موّل العام الماضي 680 ألف مليار تومان للاقتصاد (النظام)!”.
طبعا الفظاظة لا تقتصر على البورصة. في هذه الأيام التي أدى فيها انقطاع التيار الكهربائي الطويل والمتواصل في ظل الحر الجائر إلى وضع حياة الشعب الإيراني في أزمة، بدلًا من أن يجيب روحاني عن السبب، وبدلًا من أن يجيب لماذا أنفقوا مئات المليارات من الدولارات على أسلحة نووية وصاروخية وإرهاب وتدخل وأعمال قتل في دول المنطقة، ولم يصرفوا لإصلاح البنية التحتية للبلاد، بما في ذلك نقص الكهرباء، يلقي باللوم على الناس في انقطاع التيار الكهربائي ويقول: “على الناس أن يقللوا من استهلاكهم! (7 يوليو).
وفي مجال كورونا بينما العالم يسيطر على الفيروس بالتطعيم العام والمجاني ولكن بسبب رفض الملالي تطعيم الناس في إيران تضرب البلاد موجات من السلالات المتحورة في فيروس كورونا الواحدة تلو الأخرى؛ لدرجة أنه في زاهدان فقط “نرى ظاهرة مشؤومة في شوارع المدينة” حيث يضطر الناس لشراء أكفانهم من الباعة المتجولين! ولكن مرة أخرى روحاني يرش الملح على جروح الناس بوقاحة ويلومهم: لقد انخفضت مراعاة البروتوكولات الصحية من قبل الشعب “وهذا ما جعل المدن الحمراء تصل إلى 92 مدينة!” (3 يوليو).
ما الغرض من هذه الأكاذيب؟
هذه الأكاذيب الصارخة هي سياسة الديكتاتوريين في وضع يواجهون فيه أزمات قاتلة ولا مخرج لهم. وخير مثال على ذلك هو جوبلز، وزير دعاية هتلر، الذي حاول في السنوات الأخيرة من الحرب، عندما كانت هزيمة هتلر في ألمانيا مؤكدة، أن يخدع العقول بأكاذيب كبيرة، وكانت نظريته أن الناس يصدقون الأكاذيب الكبيرة أسرع من الصغيرة!
الآن خامنئي وروحاني، اللذان لا حل لديهما لأي من الأزمات الاجتماعية والسياسية العميقة، وهما أكثر وعيًا من أي شخص بالغضب الاجتماعي الكبير على النظام بكامل أركانه وخطر عصيان الجياع، يحاولان حرف انتباه المواطنين عن الحقائق بهذه الطرق الاحتيالية.
لكن رد المواطنين على الكثير من الأكاذيب والخيانة الصارخة والخساسة يأتي على شكل رفع شعاراتهم الليلية “الموت لخامنئي”، واتضح مرة أخرى أن هذه الأساليب البشعة تضيف فقط إلى الغضب الاجتماعي الكبير والكراهية وتقرّب يوم الانتفاضة الكبرى والإطاحة بالنظام