الکاتب – موقع المجلس:
إذا نظرنا الى وسائل الاعلام في اواخر سنة 2020 وأوائل سنة 2021 سنرى ونسمع وبشكل متزايد جدا ضجيجا هائلا واصداء تنتشر في الارجاء لجملة (بشرى .. بشرى ..نزف اليكم بشرى انتاج اللقاح الايراني بشرى انتاج مصل ايراني الصنع لمكافحة فايروس كورونا)
ولقراءة وتحليل الواقع لنتأمل معا ما قاله مسعود رجوي قائد المقاومة الايرانية في كلمة أمجدية التاريخية محذرا وموعيا ( “كل من يسعى الى تقييد حرية الانسانية أو الثورية أو الاسلامية” هو لا يعرف الاسلام ولا الثورية ولا هو بإنسان، ولا هو على أدنى درجة من الثورية، فالحرية هي ضرورة بقاء واستمرار الانسان في مقامه كإنسان مكرم وإلا ما فرقه عن الحيوان وقد كرمه الله، حيث يصبح الانسان المقيدة حريته بلا دور ولا واجبات ولا أثر وهنا يحط من قدر ويهبك من منزلة الانسان الذي كرمه الله الى منزلة الحيوان)
ارتال طويلة لتطعيم اللقاح
تعيش ايران باصعب الاوقات واكثرها قسوة وشر واستغلال وفساد على مر التاريخ، ويقود خامنئي البلاد نحو تسارع وتدني وانحطاط المعايير البيولوجية والاخلاقية ولا نعلم الى ماذا يريد أن يوصل الشعب الايراني الذي ضاق ذرعا بهذه العصابة.
من بين هذه الضجة الكاذبة الفارغة حول انتاج اللقاح نأتي أدناه على سبيل الذكر لا الحصر بثلاث نماذج من وسائل الاعلام الحكومية قي 6 يوليو /تموز 2021 :
صحيفة رسالت : وعد وزير الصحة في ديسمبر الماضي ( إننا سنكون احد المنتجين الرواد لمصل كورونا (لقاح كورونا) بالمنطقة في أوائل السنة المقبلة أي في ربيع 2021 وسنلبي إحتياجات البلاد، وفي شهري مايو ويونيو سيكون لدينا قدرة اعلى على تغطية عملية التطعيم باللقاحات المصنعة محليا والمستوردة، وقد وعد سعيد نمكي بوعد آخر مفاده ( في الاشهر المقبلة سنكون قد تخلصنا من النقص الموجود، ليس ذلك فحسب بل من الممكن أن نقوم باهدائه الى الدول الفقيرة) ولم يتحقق أي من تلك الشعارات.
صحيفة مردمسالاری: ( لقد اعلنا مررارا فيما يتعلق بالتدابير المهينة في مواجهة كورونا أنه لا شيء سوى نوعا واحدا من امصال اللقاحات المضادة لكورونا في مقابل عدة انواع اخرى من الامصال التي يخرجون بها علينا كل يوم كاكتشاف جديد ، وما هو الا للاستعراض ليس إلا ؟ واذا كان لديهم 20 مصلا من اللقاح فإننا نقسم أنها إما نسخ وتقليد أو مواد غير علمية وخطيرة ، لا تمت للامصال ولا تصلح الا للاستعراض الدعائي فقط) .
صحيفة جهان صنعت : ( كورونا في اوج انتشارها مرة اخرى في هذه الايام، والايرانيين ليسوا غاضبين فحسب يشعرون أن كرامتهم الوطنية قد اهينت وبشدة،ولا يتوقف غضبهم عند كورونا فحسب بل معاناتهم المستمرة من استمرار ارتفاع الاسعار بالاضافة الى انقطاع المياه والكهرباء الذي يزعجهم بشكل مستمر).
قبل ثلاثة الى اربعة أشهر مضت إنبرت الصحافة الحكومية مغردة كأبواق مأجورة مغنية هنا وهناك بوعود انتاج اللقاح المحلي وذلك بتوجيه من العملاء في ماكينة دعاية نظام الملالي مستخدمين اياهم هم وفايروس في آن واحد كـ آلة دعائية آملين أن تساهم في الاعداد لدعم لمخططاتهم الانتخابية تمهيد مسبقا للانتخابات التي على الابواب، ينثرون البذور من خلال تلك الابواق الدعائية ليلعبوا بها على مشاعر الناس مرة بعد الاخرى من أجل كسب أصواتهم،
وقد رأينا وراى العالم معنا أن نظام الملالي لم يحصد رغم مخططاته ومساعيه اللئيمة سوى ومقاطعة ومعاقبة الانتخابات ورفضوا النظام وانتخاباته رفضا قاطعا بـقولهم لا الناهية المعبرة في العربية عن النهي القاطع (لأ) لأ كبيرة قالها الشعب الايراني في جميع أنحاء ايران.
وتعترف وسائل الاعلام الحكومية اليوم أن الذين وقفوا في وجه نظام ولاية الفقيه هم فقط (الايرانيين الغاضبين من ذوي العزة والكبرياء الوطني)، هذا الغضب وهذا الكبرياء والاعتزاز هما جزءا من الخصائص السياسية والاجتماعية الناقدة والرافضة التي يتحلى ويتصف بها المجتمع الايراني، وهي ايضا الشروط الموضوعية التي بمثابة شواخص وثوابت الانتفاضة الشعبية الايرانية الرامية الى اسقاط وتغيير النظام.