حدیث العالم- سعاد عزيز:
الضجة الداخلية والخارجية التي رافقت عملية الموافقة على مرشحي إنتخابات الرئاسة الايرانية من قبل مجلس صيانة الدستور، ولاسيما بشأن قيام النظام وفي شخص الولي الفقيه خامنئي، بهندسة الانتخابات وتحديد مسارها ونتيجتها النهائية، فإن النظام قد نفى ذلك ساعيا الى إظهار نزاهة الانتخابات وعدم التدخل فيها، وهو أمر شکك فيه المراقبون السياسيون لکن المقاومة الايرانية من جانبها شددت عى إن هذه الانتخابات وغيرها من الانتخابات الاخرى يتدخل فيها النظام دائما وطبقا لحاجته ليجعلها تسير وتتجه کما تتطلب مصالحه.
من المثير للسخرية إنه وفي الوقت الذي أکدت فيه العديد من الاوساط السياسية والاعلامية تحدثت عن هندسة الانتخابات الحالية لصالح قاضي الموت ابراهيم رئيسي وجعله يفوز فيها في وسط إستهجان داخلي وخارجي من العملية من أساسها، وفي غمرة تأکيدات النظام على نزاهة الانتخابات، فإن الاعتراف الملفت للنظر الذي أدلى به مصلحي، وزير المخابرات في عهد أحمدي نجاد بشأن عملية هندسة رفض أهلية المرشحين للرئاسة واستبعاد رفسنجاني كان بسبب “ظروف النظام”. قد جاءت بمثابة فضيحة مدوية للنظام خصوصا وإن هذا الاعتراف قد فضح النظام عموما وخمانئي خصوصا أكثر فأكثر بشأن هندسة الانتخابات من خلال مجلس صيانة الدستور. والملفت للنظر أن رفسنجاني هو من قاد مجلس خبراء النظام بعد وفاة خميني، ليتفقوا على جعل خامنئي خلفا لخميني. وعندما تم استبعاد رفسنجاني كان على رأس مجلس تشخيص مصلحة النظام. وهو مايدل على إن خامنئي والنظام الايراني من خلفه الى أي حد يذهبون بهذا الصدد وکيف إنهم يضعون مصلحة النظام فوق کل إعتبار.
الجدل والفوضى الذي أثاره إعتراف مصلحي، کشف مرة أخرى حقيقة زيف وعدم نزاهة الانتخابات الجارية في ظل نظام ولاية الفقيه ومن إنها مجرد ستار أو غطاء لإضفاء الشرعية على النظام وإظهاره بمظهر ديمقراطي يجسد إرادة الشعب الايراني، ولکن ماقد جرى في هذه الانتخابات والاصرار على تمهيد الطريق أمام قاضي الموت رئيسي وعدم الاکتراث لمدى رفض وکراهية الشعب الايراني لماضيه الاجرامي الاسود بحق السجناء السياسيين، أثبت مرة أخرى أن هذه الانتخابات ليست سوى مجرد مسرحية تم إعداد فصولها مسبقا وليس هناك أي أمل في تغيير أي شئ فيها، وقد جاءت هذه الانتخابات لتٶکد ذلك وتثبته بوضوح ولاسيما بعد أن شهد العالم کله مدى مقاطعة الشعب لهذه الانتخابات حيث کانت نسبة المشارکة فيها وکما أکدت مصادر منظمة مجاهدي خلق قرابة 10%.
الازمة الحادة للنظام الايراني ووصول الامر به الى منعطف خطير ولاسيما وإن الصراع والانقسام والتجاذب بين أجنحته وأقطابه قد وصل الى حد ومستوى غير عادي بما يٶکد من إن النظام صار يسير في طريق لايمکن أن تبشر نهايته بالخير أبدا، وإن نتيجة هذه الانتخابات المخطط لها سلفا وتنصيب رئيسي لن يکون إلا مجرد حدث غير ذو أهمية وإنه لن يغير من الامر شيئا.