إلام آلت مفاوضات فيينا؟:
لا يزال المعمم روحاني يدَّعي منذ عدة أشهر أن المفاوضات قد انتهت وأنه تم رفع العقوبات أيضًا. بيد أنه على الرغم من بداية الجولة الـ 6 من المفاوضات لم ترد أي أنباء عن التوصل إلى اتفاق.
وكان المعمم روحاني قد قال في 20 مايو 2021: “إن الغرب يتفاضون في فيينا ووافقوا على رفع جميع العقوبات الأساسية، وأنهم الآن يتفاوضون حول القضايا الثانوية البسيطة، ووافقوا على رفع العقوبات على النفط والبتروكيماويات والملاحة البحرية والبنك المركزي، … إلخ. وكل شيء على ما يرام”.
وفي المقابل، كتبت صحيفة “كيهان”، في مقال في عددها الصادر يوم الأربعاء 9 يونيو 2021، على لسان عزيزي، رئيس اللجنة الأمنية في مجلس شوري الملالي، قوله: ” أعلن مساعد وزير الخارجية عن أنه بحلول نهاية المرحلة الـ 5 من المفاوضات تم رفع 1000 عقوبة، من بين 1500 عقوبة طبيعية واعتبارية تتعلق بالمجال النووي وما ينص عليه الاتفاق النووي، ولا تزال هناك 500 عقوبة نوعية باقية على ما هي عليه. وبالإضافة إلى ذلك، لا تزال العقوبات الأولية والثانوية قائمة أيضًا”.
بيد أنه كما نعلم، فإن التفاوض يكون بين طرف واحد والأطراف الدائنة الآخرين، ويجب أن ندرك الحقيقة من بين هذه التصريحات. فعلي سبيل المثال، قال وزير الخارجية الأمريكي في جلسة استماع مجلس الشيوخ المنعقدة في 10 يونيو 2021: “أتوقع أن تظل مئات العقوبات، ومن بينها العقوبات التي فرضتها إدارة ترامب سارية المفعول حتى لو عادت أمريكا إلى الاتفاق النووي”.
المشاكل التي لم يتم حلها بعد؟
إذا كان نظام الملالي مستعدًا حقًا للتخلي عن القنبلة النووية والمغامرة النووية، ويعتبر أيضًا الاتفاق النووي اتفاقًا في الأطر المحددة، فلماذا لا تنتهي المفاوضات؟
وقال ميخائيل أوليانوف، الممثل الروسي في مفاوضات فيينا، في 11 يونيو 2021: من غير الواضح هل الجولة المقبلة من المفاوضات في فيينا ستكون الجولة النهائية من عدمه.
وأصدرت الإدارة الأمريكية بيانًا يوم الثلاثاء 8 يونيو 2021، دعت فيه نظام الملالي إلى السماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بمراقبة الأنشطة النووية. وورد في هذا البيان إن عدم تعاون نظام الملالي من شأنه أن يعرقل المحادثات والمفاوضات الهادفة إلى إحياء الاتفاق النووي.
وورد في البيان الأمريكي أن عدم تعاون نظام الملالي من شأنه أن يؤدي بجدية على أقل تقدير إلى تعقيد عودة إيران إلى الوفاء بالتزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق النووي ورفع أمريكا للعقوبات. (موقع “وزارة الخارجية الأمريكية”، 10 يونيو 2021).
ويمكننا أن ندرك من البيان الأمريكي أن مغامرات نظام الملالي النووية، وتخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المائة، وإلغاء مراقبة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، من بين أسباب التوتر في هذه المفاوضات.
كما كتبت وكالة “رويترز” للأنباء، في 8 يونيو 2021 في تقرير عن مفاوضات فيينا: “يقول المحللون والدبلوماسيون قبل مفاوضات هذا الأسبوع بين نظام الملالي والقوى العالمية أن الطريق لا يزال طويلًا للوصول إلى الامتثال بالاتفاق النووي لعام 2015”.
وأضافت وكالة “رويترز” للأنباء: ” أن الدبلوماسيين والمحللين قالوا إن مطالب نظام الملالي لرفع العقوبات والمخاوف الغربية مطروحة في الأسئلة التي قد تتطلب أسابيعًا أو ربما شهورًا من المزيد من المفاوضات.
وبالإضافة إلى المشاكل المذكورة أعلاه، فإن السلوك المدمر للملالي في التدخلات الإقليمية وانتشار صناعة الصواريخ أيضًا أدى إلى فرض جزء من العقوبات ضد هذه الإجراءات التي يتبناها نظام الملالي.
وكتبت صحيفة “جلف نيوز” حول تهديد هجمات الميليشيات التابعة لنظام الملالي، ونقل صواريخ هذا النظام الفاشي وطائراته المسيرة الانتحارية في المنطقة: ” الأمر الآخر الذي توليه أمريكا اهتمامًا هو سياسات نظام الملالي العدائية في المنطقة، خاصة في العراق واليمن”.
فعلي سبيل المثال، كثفت الميليشيات المدعومة من إيران في العراق هجماتها بالطائرات المسيرة على القواعد التي تضم القوات الأمريكية والعراقية.
وتواصل مليشيات الحوثيين المدعومة من نظام الملالي في اليمن هجماتها على الأراضي السعودية بطائرة مسيرة تبرعت بها طهران”.
وذكرت وكالة “أسوشيتيد برس” في 12 يونيو 2021، على لسان آلان ماتون ممثل الاتحاد الأوروبي في مفاوضات فيينا، قوله: “لا يزال هناك عدد من القضايا، من بينها ما يتعلق بكيفية المضي قدمًا في الجولات المتبقية.
وكتبت وكالة “رويترز” للأنباء: “قال إنريكي مورا كبير منسقي المفاوضات إنه يتوقع التوصل إلى اتفاق خلال هذه الجولة من المفاوضات. ومع ذلك، يقول ممثلون آخرون إن العديد من القضايا الصعبة لم يتم حلها بعد”.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، جون كيربي، في 12 يونيو 2021: ” سنواصل التركيز على أنشطة نظام الملالي الخبيثة في المنطقة وفيما أبعد من المنطقة”. وأضاف: ” إن زيادة قدرة الصواريخ الباليستية، ودعم التنظيمات الإرهابية، ومحاولة عرقلة حرية الملاحة البحرية في المنطقة وما حولها؛ من أولويات وزير الدفاع التي بدأ العمل عليها بالفعل”.
وكتب موقع “فرارو” في 13 يونيو 2021: ” إن من بين التحديات الرئيسية في هذه الجولة من المفاوضات هو أن أمريكا والقوى الأوروبية ليس لديهم رغبة في العودة إلى الاتفاق النووي الرئيسي المنعقد في عام 2015. ويسعون عمليًا إلى تمهيد الطريق لكسب المزيد من التنازلات من إيران”.
نتيجة الجولة السادسة من المفاوضات
على الرغم من جهود روحاني وخامنئي لكي تسفر هذه الجولة من المفاوضات عن نتيجة، بيد أنه يبدو أن هذه الجولة أيضًا لن تسفر عن أي نتيجة. ففضلًا عن المغامرات النووية للملالي، هناك 500 عقوبة أمريكية تتعلق بتدخلات نظام الملالي في بلدان المنطقة، وتوسع هذا النظام الفاشي في برنامج الصواريخ، وإرسال هذه الأسلحة إلى دول أخرى. وإذا أراد الملالي رفع هذه العقوبات، فلا مفر لهم من الخضوع لاتفاق يذهب إلى ما هو أبعد من الاتفاق النووي.