حدیث العالم – سعاد عزيز:
لئن کانت هناك شبهات وکلام وشکوك بشأن ثمة أدوار سلبية لبعض دول الجوار العراقي، لکن الامر عندما يصل للنظام الايراني فإن القضية تختلف وبصورة جذرية، إذ أن دول الجوار الاخرى التي تتحاشى ذکر أي دور أو تورط لها بالشأن الداخلي العراقي وحتى ترفضه وتنفيه، لکن النظام الايراني يعلن وبصورة سافرة تمسکه بالتدخلات ومن إنه لايسمح بکذا حالة وبکذا حالة، وإن زيارة قائد فيلق القدس الارهابي اسماعيل قاآني لبغداد يوم الاربعاء الماضي تأتي بهذا السياق.
قاآني الذي تقول المصادر المختلفة بأنه وبعد وصوله بغداد يعتزم لقاء قادة الميليشيات لبحث التصعيد الأخير بينها وبين الحكومة، وهو بذلك يوحي بأنه مجرد وسيط وفاعل خير وحلال عقد ومشاکل لکن، وکما يعرف مبتدئ في السياسة بأن قادة هذه الميليشيات ليسوا إلا مجرد دمى وبيادق يتم توجيهها وتحريکها من جانب قاآني نفسه، وإنه عندما يزور العراق فإنه يقوم بالزيارة من أجل تشذيب التحرکات التي قامت بها هذه الميليشيات وعدم السماح بأن تتجاوز السقف المحدد لها في السقف الزمني المحدد لها، خصوصا بعد أن يرى بأن هناك رفضا شعبيا لها وکذلك إدانة إقليمية ودولية ضدها أيضا.
فيلق القدس الارهابي، إرتبط اسمه بماض دموي في العراق منذ عام 2003، ولحد الان وإن أصابع الاتهام توجه إليه على خلفية إرتکابه أو تورطه في الکثير من الجرائم والمجازر الدامية، وليس من السهل بل وحتى من المستحيل على قاآني إقناع الشعب العراقي بشکل خاص من إنه يلعب دور الوسيط وفاعل الخير، إذ أن الشعب العراقي لايمکن أن ينسى أبدا تلك المخططات الاجرامية التي أشرف على تنفيذها سلفه سليماني وطالت البنية الديموغرافية للشعب العراقي الى جانب قائمة طويلة عريضة من الجرائم والانتهاکات الاخرى التي نفذها بدم بارد، ولايمکن أبدا أن يکون خليفة سليماني ملاکا کما يحاول قاآني أن يصور نفسه، بل إنه على خطاه على الرغم من إنه يعرف بأن الاوضاع والظروف قد تغيرت بعد تصفية سليماني ولايمکن أن يتم السماح له بأن يمارس ويلعب نفس الدور، لکنه وکما يبدو ومن خلال قيامه بتحريك بيادقه ودماه بين الفترة والاخرى من أجل الإيحاء بقوته وإرسال رسائل لمن يعنيه الامر في العراق والمنطقة والعالم، يحاول جاهدا أن يستعيد شيئا من ذلك الدور.
زيارات قاآني المتکررة للعراق منذ أن إستلم زمام الامور في فيلق القدس الارهابي، لم تلعب ولايمکن أن تلعب ثمة دور إيجابي في تهدئة الامور والمحافظة على الامن والاستقرار ورعاية مصالح الشعب العراقي بل وعلى العکس من ذلك تماما وهذه حقيقة لايمکن إنکارها أو التمويه عليها!