بحزاني- محمد حسين المياحي:
عند التدقيق في المشهد الايراني والتمعن ملية في الاوضاع السائدة في ظل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، فإن الذي يلفت النظر کثيرا هو إنه من الصعب أن تجد هناك مجالا في هذا النظام لم يکتوي بسعير الازمة الحادة التي يعاني تواجهه والتي تزداد وطئتها عاما بعد عام وبلغت ذروتها في الوقت الحاضر، مع ملاحظة إن هذه الازمة التي تتفاقم على مر الاعوام الماضية وإشتدت خلال عهد الرئيس الامريکي السابق ترامب، لکن لم يساهم مجئ بايدن کرئيس للولايات المتحدة بالتخفيف من وطأة الازمة کما کان النظام يتصور، بل إن تأثيراتها وتداعياتها السلبية على النظام قد إزدادت حتى إن العديد من القادة والمسٶولين في النظام الايراني قد أکدوا بأن عهد بايدن لايختلف عن عهد ترامب وإن الامور کلها على حالها والاوضاع تزداد سوءا.
التخوف من إندلاع ليس إنتفاضة عارمة جديدة من جانب الشعب الايراني صارت تشغل بال القادة والمسٶولين في النظام الايراني وإنما إندلاع ثورة من شأنها أن تطيح بالنظام کله، ولذلك فإن لجوء النظام الايراني الى تشديد قبضته أکثر من أي وقت مضى وإنه سيضرب بيد من حديد أي تحرك أو نشاط معادي له، بل وإن الملاحظ الان في الاوضاع في داخل إيران من الاجراءات والاحتياطات الامنية تشتد وحتى إن قادة النظام وفي مقدمتهم خامنئي يراهنون عليها، ومن دون شك فإن ماقد جرى خلال إنتخابات الرئاسة من عمليات إقصاء وإبعاد للغالبية العظمى للمرشحين وتإييد ودعم خامنئي لذلك يجسد مسار النظام بهذا الصدد.
أکثر مايعاني النظام الايراني منه هو نشاطات معاقل الانتفاضة لأنصار مجاهدي خلق والتي باتت تلف سائر أرجاء إيران مع ملاحظة إن الاجهزة الامنية للنظام قد ضاعفت من إجراءاتها القمعية الى أقصى حد في سبيل السيطرة على هذه النشاطات وکبح جماحها، لکن من دون جدوى، ومع إن الابواق الاعلامية للنظام قد مارست کل مافي وسعها من أجل أن تخلق حاجزا بين هذه المعاقل وبين الشعب الايراني، غير إنها لم تتوفق في خداع الشعب الايراني وجعل الامور تنطلي عليه وبل وعلى العکوس من ذلك فإنه العلاقة قد إشتدت وترسخت أکثر فأکثر بين الطرفين.
المهمة التي قام خامنئي بنفسه إختياره لها، هي دفع الشعب الايراني لکي ينأى بنفسه عن منظمة مجاهدي خلق، لايوجد هناك من يمکن أن يتصور بنجاحها، بل إن حظفا في النظام معدوم تماما ويخطئ من يظن العکس من ذلك، بل وإن التغيير الذي طرأ على نبرة حديث خامنئي خلال الاسبوع الاخير، إنما هي من أجل إستدرار عطف الناخبين وجعلهم يقبلون على صناديق الاقتراع لکي لاتتکرر تجربة إنتخابات العام الماضي فيتم فضح النظام على کل الاصعدة.