الکاتب – موقع المجلس:
N. C. R. I : الجولة السادسة من مفاوضات فيينا التي لايبدو إنها توحي بالامل والتفاٶل، بل وبموجب العديد من المٶشرات فإن أجواء التشاؤم تخيم عليها، وليس هناك من بإمکانه أن يتأمل حدوث تقدم ما فيها، بل وعلى الارجح ان هناك رأي يميل الى أنها ستظل تراوح في مکانها وتضع العالم في حالة إنتظار وترقب، علما بأن نظام الملالي يحاول من جانبه الإيحاء بطرق مختلفة من إن هناك معوقات يمکن تذليلها وذلك من أجل الاستفادة من ذلك کعامل تهدئة للأوضاع الداخلية المتفاقمة.
البرنامج النووي لنظام الملالي الذي بدأ به في عهد خاتمي وصرف عليه أموالا طائلة جدا حتى إن الخبراء قدروها في الاعوام الماضية بأنها تجاوزت ماقد کلف الحرب العراقية الايرانية ـ العراقية بکثير، فإن تلك الاموال لو کان مقدرا صرفها في مجالات الصناعة والزراعة والخدمات وماإليها، فإنه کان يمکن أن تحدث طفرات في الواقع الايراني وتنقل الشعب الى حالة من الرفاهية التي لاتقل شأنا عن حالة البعض من شعوب البلدان النفطية بالمنطقة، لکنه وبسبب هذا البرنامج الذي يمتص أموال الشعب الايراني إمتصاصا، صار الشعب الايراني واحدا من الشعوب الفقيرة التي يعيش أکثر من 80% منه تحت خط الفقر، بل وحتى إن “قاعدة بيانات موقع استاتيستا” في عام 2020 أن إيران احتلت المرتبة الـ 8 في مؤشر البؤس العالمي بمؤشر 92,1 في المائة. لکن الملفت للنظر إن هذا النظام القمعي ولأنه يجد في المضي في مساعيه السرية من أجل إنتاج القنبلة الذرية فإنه لايهتم لما يعانيه الشعب وإنما يهمه أن يحصل على الاسلحة الذرية کي يجعل من نفسه أمرا واقعا ويضمن بحسب ظنه عدم إسقاطه.
نظرية ولاية الفقيه التي يسعى نظام الملالي منذ 42 عاما الى تنفيذها والهيمنة من خلالها وبواسطتها على بلدان المنطقة وتقاسم النفوذ تبعا لذلك”وکما يريد ويرغب هذا النظام” مع الدول الکبرى، هي التي أجبرته للبدء ببرنامجه النووي وذلك لکي يمتلك اسلحة استراتيجية يضمن له دخول النادي النووي وبذلك يحسب له حساب خاص ويصبح أمرا واقعا بحسب ظنه، لکن هذه المغامرة التي يقف على الضد منها تماما الشعب الايراني والمجلس الوطني للمقاومة الايرانية، سرعان ماإصطدمت بجدار الرفض الدولي، خصوصا عندما أعلنت المقاومة الايرانية وقوتها الطليعية الاولى منظمة مجاهدي خلق خلال الاعوام الماضية معلومات خطيرة وحساسة عن الجانب السري من المشروع وبينت للعالم کيف أن النظام يمارس سياسة مغرقة في التضليل والکذب والخداع مع العالم، والذي يثير الانتباه أن المقاومة الايرانية عندما أعلنت تلك المعلومات للعالم، کان المجتمع الدولي غير منتبه لمايجري خلف ستارة النظام الايراني، وکان منخدعا بمزاعم وإدعائات واهية أطلقها مسؤولون للنظام ولاوجود لها على أرض الواقع.
العديد من الاوساط السياسية وخصوصا الذين تابعوا عن کثب مجريات الامور فيما يتعلق بالبرنامج النووي لنظام الملالي، يشککون في نجاح التفاوض معه، ويعتقدون بأن هذا النظام لايمکن أن يتخلى عن برنامجه النووي بل وکما إن إتفاق عام 2015، لم يثنيه عن عزمه وظل يواصل مساعيه السرية قدما فإنه حتى لو فرضنا جدلا بالتوصل الى إتفاق جديد فإن ذلك ليس بکفيل ولاضامن لإسدال الستار على الحلم النووي للنظام فهو سيجد ألف طريق وطريق من أجل ذلك خصوصا إذا مارفعت العقوبات عنه وصار متيسرا له الحصول على الاموال کما يريد، لذلك فإنه من الواضح أن البرنامج النووي لايمکن أبدا حسمه عبر طاولة المحادثات خصوصا بعدما أثبتت الجولات المنصرمة کلها أنها لن تقود الى نتيجة مفيدة وواضحة أبدا، وان الطريق الوحيد الذي يمکن أن يقود الى نتيجة حاسمة ومفيدة هو دعم نضال الشعب الايراني من أجل الحرية والديمقراطية و کذلك الاعتراف بالمقاومة الايرانية کممثل للشعب الايراني ولاسيما وإنها تناضل من أجل إحداث التغيير الجذري والحقيقي في إيران، وإن تغيير النظام الايراني هو وحده الکفيل بحل المعضلة النووية وهو مايناضل من أجل الشعب والمقاومة الايرانية وإن مفاوضات فيينا أو غيرها مع نظام الملالي هو طريق ملتو وغير آمن ولانهاية له!