صوت کوردستان – سعاد عزيز:
تضارب التصريحات والمواقف بشأن مفاوضات فيينا ودخولها المرحلة السادسة من دون أن يکون هناك أي تأکيد على إمکانية توصلها لنتيجة حاسمة بإذعان ورضوخ النظام الايراني للمطالب الدولية ووضع حد للمراوغة واللف والدوران الذي يقوم به وفده على مر ليس في الجلسات الخمسة من مفاوضات فيينا وإنما طوال العقدين الماضيين.
الدول الغربية وبعد عثور المفتشين الدوليين على جزيئات اليورانيوم في ثلاثة مواقع، وعدم تقديم النظام الايراني أية تفسيرات مقنعة لذلك، فإنها يجب أن تعلم جيدا بأن هذا النظام غير جدير بالثقة ولايمکن الاطمئنان والرکون إليه خصوصا وإنه قد أثبت على مر العقود الاربعة المنصرمة من إنه لايکف عن نشاطاته المريبة ولايتخلى عن نهجه المشبوه المعتمد على الرکائز الثلاثة المعروفة؛ قمع الشعب الايراني وتصدير التطرف والارهاب والسعي من أجل الحصول على الاسلحة النووية، وإن هذا النظام لايمکن أن يکف عن دوره ونشاطاته ومساعيه المشبوهة طالما بقي متمسکا بنهجه هذا.
إن الذين يعتقدون بإمکانية التوصل الى إتفاق نووي يمکن أن يضع حدا للمساعي السرية للنظام الايراني لصنع القنبلة النووية من دون أن أن يتخلى عن نهجه وسياساته المشبوهة، إنما ذلك غير ممکن أبدا إلا شريطة أن يکون ذلك الاتفاق صارما وحازما ويفرض شروطا حدية لايمکن للنظام أن يقوم بخرقها وإنتهاکها ولاسيما من حيث عمليات التفتيش المستمرة المفاجئة لمواقعه، لکن من الواضح إن النظام الايراني سيقوم برفض ذلك ولکن لايجب الاکتراث لهذا الرفض بل إن المطلوب من المجتمع الدولي ازاء ذلك الاستمرار في العقوبات والعمل على مضاعفتها وتشديدها، وإن النظام الايراني ليس في وضع يمکنه أن يتحمل ذلك طويلا ولايجب على إدارة بايدن خصوصا والبلدان الاوربية التفريط بتلك الجهود التي بذلتها إدارة ترامب والاستفادة القصوى منها.
الحقيقة الصادمة التي يجب على المجتمع الدولي أن لايغفل عنها أبدا هي إن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية المبني على أساس نظرية ولاية الفقيه الاستبدادية المتطرفة، يعتمد على القوة ويعتبرها أساسا في تعامله وتعاطيه ليس مع العالم بل وحتى مع الشعب الايراني بحد ذاته، وهو يعلم جيدا بأن تصدير التطرف والارهاب الذي يعتبر الاساس المبدئي للنظام، يتطلب أن يکون لديه ثمة قوة رادعة في سبيل ضمان هذا الامر، ولأنه”أي النظام الايراني”يعلم بأن المجتمع الدولي رفض ويرفض نشاطه هذا وسيتصدى له عاجلا أم آجلا، فإنه يجد في السلاح النووي والصواريخ البالستية ملاذا له ولايمکن أن يتخلى عن ذلك تحت أي وضع وشرط!