صوت کوردستان – سعاد عزيز:
عدم تمکن الجولة الخامسة من مفاوضات فيينا من حسم المشاکل والعراقيل التي تقف أمام إبرام إتفاق مع النظام الايراني، لايعني بأن الجولة السادسة ستکون هي الحاسمة بل والاکثر ترجيحا بأنها ستکون کسابقاتها، ذلك إن أساس المشکلة والعقدة الرئيسية في طهران وإنها مربط الفرس کما کانت ولازالت وستبقى الطرف الاکثر غموضا والاکثر ميلا للتمويه والمناورة والتسويف واللف والدوران، وإن مراجعة تأريخ المفاوضات معه النظام الايراني يحفل بالکثير من الامثلة والحقائق الدامغة التي تٶکد ذلك.
الاتفاق الذي أراده ويريده النظام الايراني هو ذلك الاتفاق الفضفاض المريح الذي يضمن له إلتزام المجتمع الدولي السکوت ازائه وفي نفس الوقت مواصلة مساعيه السرية من أجل إنتاج القنبلة النووية، وإن تجارب مفاوضات أکثر من عقدين مع هذا النظام من أجل ثنيه عن مساعيه السرية قد أثبتت بأنها کانت مخيبة للآمال وإن النظام لم يتوقف فعليا عن مساعيه وهذه حقيقة يجب على المجتمع الدولي عموما ومفاوضي النظام في فيينا أن لاينسونه أبدا، ذلك إن تکرار ماحصل في عام 2015، سيکون بمثابة فشل ذريع جديد وتقديم خدمة إستثنائية لهذا النظام في وقت يبدو ظاهرا بأنه يمر بمرحلة هي من أکثر مراحله ضعفا، وإن على المجتمع الدولي أن يدرك لماذا يصر النظام على مسألة رفع العقوبات ويوليها أهمية إستثنائية ويرکز عليها بصورة ملفت للنظر، ذلك لأن النظام برمته يمر بأزمة خانقة وقاتلة وهو بحاجة لرفع العقوبات من أجل إلتقاط أنفاسه وإستعادة قوته لکي يقف بصورة أکثر أقوى من وقفته الحالية ولاسيما عندما يقوم بإعادة القوة لمفاصله المترهلة ويجعلها تستعيد قوتها ونشاطها.
النقطة المهمة التي يجب أيضا على المجتمع الدولي عموما وعلى مفاوضي النظام في فيينا أن يجعلونها نصب أعيهم وأن لاينسونها على وجه الاطلاق، هي إن المفاوضات الحالية التي يقوم بها وفد النظام الايراني تتم تحت إشراف ونظارة مرشد النظام الاعلى خامنئي بنفسه، وإن الاخير وکما هو واضح قد بادر الى إنتهاج سياسة جديدة يهدف من ورائها الى تقليص دائرة السلطة وجعلها تنکمش الى أبعد حد ولعل ماقد جرى في إنتخابات الرئاسة من عمليات إقصاء للمرشحين وحصر الترشيح بسبعة وجوه معظمها مکروهة ومرفوضة من جانب الشعب الايراني، فإن وفد النظام ليس لديه من أي صلاحية تذکر سوى اللف والدوران والمراوغة وکسب الوقت من أجل إحداث تغيير في موقف المفاوضين وإن ترکيز الوفود المفاوضة على إن هناك الحاجة للمزيد من الوقت يعني فيما يعني عدم رکون وفد النظام الايراني للإممتثال للمطالب الدولية وسعيه للتهرب منها أو المراوغة بشأنها، ذلك إن خامنئي يعلم بأن أي إتفاق مثالي کالذي يريده المجتمع الدولي سيکون بمثابة رصاصة الرحمة بالنسبة له ولذلك فإنه من الطبيعي إستمرار موقف النظام السلبي ومن إن هذه المفاوضات هي مجرد هرطقة وجدل بيزنطي عقيم ليس إلا!