الکاتب – موقع المجلس:
ما هو مصير مفاوضات فيينا؟ هل سيطيل خامنئي المفاوضات حتى توَلي المعمم رئيسي رئاسة الجمهورية أم أنه لم يُظهر اهتمامه بالمفاوضات بعد؟
وبدأت الجولة الـ 5 من المفاوضات في فيينا في 25 مايو 2021، وسوف تعود الوفود إلى عواصمها في يومي 2 و 3 يونيو لبدأ جولة جديدة من المفاوضات .
نتائج الجولة الـ 5 من مفاوضات فيينا
كتبت صحيفة “سياست روز” الحكومية يوم الثلاثاء 1 يونيو 2021 حول تقدم المفاوضات في الجولة الـ 5 : “أن بعض المسؤولين الحكوميين ومسؤولي وزارة الخارجية أبدوا ملاحظات مبشرة حول مفاوضات فيينا حتى أنهم أشاروا تلميحًا إلى إمكانية الإعلان عن التوصل إلى اتفاق وشيك، … إلخ. وقالت مصادر مطلعة حول المفاوضات النووية إن ما يجري حاليًا في فيينا بعيد كل البعد من حيث المبدأ عن كونه اتفاق جيد ومناسب للإيرانيين.
وقالت هذه المصادر: ” إذا كانت الحكومة تريد أن تصنِّف ما يحدث في ظل الوضع والأجواء الحالية في المفاوضات وتصفه بأنه اتفاق نهائي، فمن المؤكد أننا لن نتوصل إلى اتفاق جيد، … إلخ.”.
وأضاف عراقجي: “أنا شخصيًا لست متأكدا من أن المفاوضات ستنتهي في هذه الجولة. وقد يكون من الضروري للوفود أن تعود إلى العواصم مرة أخرى لإجراء مزيد من المشاورات”. (وكالة “فارس” الحكومية للأنباء، 31 مايو 2021).
وكتب أوليانوف، ممثل روسيا في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في 1 يونيو 2021 حول الجولة الـ 5 من مفاوضات فيينا: “من المؤسف أن كل شيء في العلاقة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية معقد للغاية. ومع ذلك، فإننا نقدر استمرارهما في التعاون على المستوى المطلوب”.
والجدير بالذكر أن الأنباء التي كانت تفيد التوصل إلى اتفاق في الجولة الـ 5 قد هدأت بالفعل، واتضح في النهاية أن هذه الجولة من المفاوضات أيضًا لم تسفر عن التوصل إلى أي نتيجة.
وكتب لورنس نورمان، مراسل صحيفة “وول ستريت جورنال” في بروكسل، في رسالة على تويتر، في 1 يونيو 2021: “لقد أدركنا أنه من المقرر في الخطة الحالية أن يعود ممثلو الدول إلى عواصمهم غدًا الأربعاء أو الخميس. ومن الممكن أن يتغير هذا القرار، بيد أن هذه هي الخطة في الوقت الراهن. وأضاف: ” لم يُبتُّ في الأمر حول السؤال المهم المتعلق بموعد استئناف القمة وفيما إذا كانت ستستمر قبل انتخابات نظام الملالي من عدمه”.
تتبع آثار اليورانيوم وتقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الجديد
وصف رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية – تزامنًا مع بدء مفاوضات فيينا – مماطلة نظام الملالي في الرد على اكتشاف اليورانيوم في موقعين غير معلن عنهما بأنها مشكلة كبيرة. وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الأربعاء 26 مايو 2021، إن نظام الملالي لا يمكنه العودة في الوقت الراهن إلى الاتفاق النووي على أساس نفس المبادئ المتفق عليها في عام 2015، إنطلاقًا مما حصل عليه من علم وأجهزة الطرد المركزي.
ومضى رافائيل غروسي قائلًا: ” لقد وجدنا آثارًا لليورانيوم المعالج بأبعاد صناعية في أماكن مختلفة ؛ بيد أن نظام الملالي لم يعلن عن هذا الأمر. وهذه مشكلة كبيرة، ويجب علينا معرفة التفاصيل. ونحن نعلم ما حدث هناك. ولا سبيل للإنكار فقد اكتشفنا الأمر.
وأفادت وكالة “فرانس برس” للأنباء في 31 مايو 2021، نقلًا عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن هناك زيادة كبيرة في معدل احتياطي اليوارينوم المخصب لنظام الملالي ووصوله إلى 16 ضعف السقف المحدد في الاتفاق النووي.
وصرحت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقرير جديد أنها لم تتوصل إلى بيانات أجهزة مراقبة الصورة التلفزيونية للتخصيب على الإنترنت والأختام الإلكترونية منذ 23 فبراير. وفضلًا عن ذلك تقول الوكالة المذكورة إنها لم تحصل أيضًا على معلومات القياس التي يتم الحصول عليها بواسطة الأجهزة المثبتة.
وذكرت وكالة “بلومبرج” للأنباء في 1 يونيو 2021: ” أن التوترات مع نظام الملالي سوف تتصاعد بعد أن كشف مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن انتهاك هذا النظام الفاشي لالتزاماته.
وأضافت وكالة “بلومبرج” للأنباء أن “مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية وزعوا تقريرين سريين بين الدبلوماسيين في فيينا يقدمان صورة غير سارة عن استعداد نظام الملالي للرد على المخاوف المتعلقة بأنشطته السابقة والحالية. وقد تؤدي اكتشافات الوكالة إلى انتقادات رسمية لنظام الملالي في اجتماع مجلس المحافظين الأسبوع المقبل”.
مصير مفاوضات فيينا
يكشف تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الجديد النقاب عن القضايا التي لم تُحل من قبل، وأسرار نظام الملالي، بعد انتهاء الجولة الـ 5 من المفاوضات . والجدير بالذكر أن هذه الخطوة من جانب الوكالة المذكورة سوف تزيد من تعقيد المفاوضات سواء شاءت أم أبت، ومن حيث المبدأ لن يقدم نظام الملالي إجابة مقنعة ولن تسفر المفاوضات عن التوصل إلى أي نتيجة أيضًا.
بالإضافة إلى ذلك، یشکل سيرك انتخابات نظام الملالي المشهد الآخر الذي یحاول فیه خامنئی مد نتيجة المفاوضات إلى الحکومة المقبلة لكي يستفيد منه نظامه المسمى بالموحد. والحقيقة هي أن التوصل إلى اتفاق، وتحديدًا قبل سيرك انتخابات خامنئي مكتنف بالغموض في ضوء سلسلة الأحداث الأخيرة، وسيظل نظام الملالي يعاني من تداعياته.