الکاتب – موقع المجلس:
في حين أن الأطفال والمراهقون والشباب في أي بلد هم الآمال الصانعة لمستقبل تلك البلدان، بيد أنه لا يُطلق على ملايين الإيرانيين الذين يعيشون في إيران في هذه السنوات تحت وطأة سلطة الملالي للنهب واللصوصية؛ عبارة “أمل المستقبل” فحسب، بل إنهم أنفسهم ليس لديهم بصيص من الأمل في مستقبلهم في دوامة الفقر والبطالة والتسرب من الدراسة وغيرها من الأضرار الاجتماعية الناجمة عن أداء سلطة الجهل والجريمة.
إن تسريح مجموعة كبيرة تقدر بالملايين من الموظفين من العمل اضافة الخريجين العاطلين عن العمل وانضمامهم إلى جيش الملايين من الجياع؛ مؤشر على جانب من جوانب الجريمة التي ترتكبها هذه السلطة الفاشية في إيران، والغريب أن هذا يحدث في إيران المليئة بالثروات الطبيعية والنعم الإلهية.
ونشرت صحيفة “آرمان” الحكومية في غضون ذلك خبرًا تحت عنوان رئيسي بالبنط العريض؛ في اعترافها بعدم معرفة المصير التعليمي لـ 6 ملايين طالب، وكتبت: ” واجهت بلادنا في السنوات الماضية تسرب عدة مئات الآلاف من الطلاب من الدراسة لأسباب تتعلق بالفقر الاقتصادي والثقافي للأسر، لاسيما بين الطالبات، ويزداد عدد المتسربين من الدراسة كل يوم اعتبارًا من الربع الأول من عام 2020، ومع بداية العام الدراسي 2020 – 2021 عندما تفشى وباء كورونا في البلاد وتزامنًا مع أكتفاء ملايين الطلاب بالتعليم الأكثر محدودية”.
وبإلقاء نظرة سريعة على آلاف الفصول الدراسية التي لا تحمل سوى اسم “الفصل الدراسي” فقط، وميزانية التعليم في إيران البلد الغني بالثروات الإلهية ومقارنتها إجمالًا بالبلدان الأخرى ينكشف النقاب عن كل شيء. وتشير هذه المقارنة البسيطة إلى أن هناك نظام حكومي ناهب ولص يستهدف الأطفال والمراهقين الإيرانيين في المقام الأول.
نعم، في حين أن ميزانية التعليم لعام 2021 تبلغ على الورق أكثر من 113,000 مليار تومان، كتبت وسيلة الإعلام الحكومية “اقتصاد آنلاين”: ” أن متوسط نصيب الفرد من التعليم في العالم، يبلغ استنادًا إلى إحصاء “منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية” 9313 دولارًا أمريكيًا.
ويبلغ نصيب الفرد من الطلاب الإيرانيين 8 ملايين تومان، أي ما يعادل 322 دولارًا أمريكيًا، أي أقل من المتوسط الدولي بمقدار 28 مرة.
والحقيقة هي أن تسرب ملايين الطلاب من الدراسة كارثة تحدث في وقتٍ تُنفق فيه رؤوس الأموال الوطنية الإيرانية على الإرهاب وتتدفق في جيوب القادة الفضفاضة وعلى الحياة الطفيلية لأبناء الذوات من أبنائهم. ومن المؤكد أن الملالي سوف يحصدون ما يزرعونه. فالكراهية الاجتماعية الكبيرة لنظام الملالي هي نتاج ممارسات هذا النظام الفاشي المناهضة للشعب في جميع المجالات، ومن بينها التربية التعليم. كراهيةٌ سوف تُبيد سلالة الملالي، وهذا هو المصير الحتمي الذي يعترف به أحد العناصر الحكومة بتعبير ما كل يوم. وكتبت صحيفة “إيران” الحكومة في هذا الصدد، في 6 يناير 2021، ما يلي:
لقد أظهرت أحداث السنوات الـ 3 الماضية بوضوح أن المجتمع الإيراني قد يكون حافلًا بالأحداث المدمرة الخطيرة. أحداثٌ لا يتوقف اندلاعها على تحديد مصير الخلافات الداخلية وانتخابات 2021 وقضايا من هذا القبيل، بل إنها أحداث مرهونة بالأفق والوضع الذي يشعر به المجتمع.