حدیث العالم – سعاد عزيز:
عندما أعلن ابراهيم رئيسي، رئيس السلطة القضائية في إيران والمعروف بقاضي الموت لکونه أحد أعضاء لجنة الموت في مجزرة السجناء السياسيين في عام 1988، عن ترشيح نفسه لإنتخابات الرئاسة، فقد إعترف وبصورة ملفتة للنظر بضعف النظام وحاجته للتطور، ولکن ليس التطور الذي يريده شخص محسوب وليس مقرب فقط على المرشد الاعلى للنظام، هو التطور بالمعنى والمفهوم الحقيقي والواقعي للکلمة، بل إن معناه ومفهومه بحسب قاموس خامنئي السياسي يختلف تماما بل وحتى إنه على العکس من ذلك.
التطور في قاموس خامنئي يعني المزيد من الانغلاق والمزيد من ممارسة التضييق في النظام، وهذا مايريده خامنئي تحديدا من سياسة”الانکماش الکامل”على الصعيد السياسي – الاجتماعي لإيران، الأمر الذي سيؤدي في نهاية المطاف إلى مزيد من القمع والضغط. ولاريب ليس هناك من يمکنه القيام بهکذا مهمة کما هو الحال مع ابراهيم رئيسي الذي يعتبر من الحرس القديم للنظام ومن الذين يٶمنون بالممارسات القمعية الى أبعد حد، ومن دون شك فإن رئيسي يسعى من خلال ترديده لکلمة”التطور”، واللجوء الى القسم والاستشهاد بالايات القرآنية، أن يکسب ويقنع قوات الحرس الثوري والباسيج، غير إن الموضوع ليس بالسهولة التي يتصورها رئيسي وحتى خامنئي نفسه ولاسيما بعد دخول لاريجاني لحلبة المنافسة وترشيحه نفسه وقد کان من القادة السابقين في الحرس الثوري وله باع في الاعمال والنشاطات المشبوهة للنظام، ولأنه”أي لاريجاني”محسوب أيضا على خامنئي فإن ذلك يضعف من قوة رئيسي من جهة ومن مخطط خامنئي لتحقيق”الانکماش” والسعي من خلال ذلك لإنقاذ النظام من أزمته ومأزقه الحالي.
الدعوة الى أحادية القطبية في النظام والتضييق الاستثنائي على التيارات والاجنحة الاخرى في النظام ولاسيما جناح”الاعتدال”المزعوم، يعني إطلاق رصاصة الرحمة عليه، هو من أجل تدارك الاوضاع والعمل من أجل أخذ زمام المبادرة وعدم السماح بالمزيد من التباعد بين الشعب وبين النظام، حيث يتصور خامنئي بأنه ومن خلال سعيه بإتجاه تحقيق حکومته الفتية سوف ينتشل النظام من مستنقع الرمال المتحرکة الذي إنتهى إليه ولکن، لاتبدو المهمة سهلة أبدا بل وإنها تتفاقم مع مرور الزمن أکثر فأکثر.
هناك سٶالان مرتبطان ببعضهما البعض، الاول؛ هو ستولد حکومة خامنئي الفتية؟ والسٶال الآخر هو؛ هل يمکن لهذه الحکومة أن تحقق التغيير الذي يتحدث عنه خامنئي وينقذ النظام؟ بحسب المٶشرات وسير الامور والاحداث والتطورات الجارية، فإنه ليس هناك من أي أمل لکي يتحقق ذلك بل وإن العکس هو المحتمل!