مفاوضات فيينا
الکاتب – موقع المجلس :
قال خامنئي في خطابه في 31 يوليو 2020 بشأن التفاوض مع أمريكا: ” لقد ذكرت مرارًا وتكرارًا السبب وراء عدم التفاوض مع الأمريكيين، إلا أن البعض إما أنهم لا يفهمون أو أنهم يتظاهرون بعدم الفهم، … إلخ. إن الهدف الرئيسي للأمريكيين من وراء المطالبة بالتفاوض، هو الاستيلاء على القدرات الحيوية لأبناء الوطن”.
وأكد خامنئي على أن: “السبب في رفضه للتفاوض مع أمريكا هو أن التفاوض يعني التخلي عن جميع القوى الإقليمية، والصناعة النووية، والردع العسكري، وإذا لم نفعل، سيبقى الوضع على ما هو عليه وسيتم فرض العقوبات”.
ومن هذا المنطلق، أصدر صانع السياسة الرئيسي في نظام الملالي فرمانًا في أغسطس 2020 بعدم التفاوض. بيد أنه يتبقى لنا أن نرى إلى أي مدى سيستمر خامنئي في دوامة العقوبات والضغوط الاقتصادية والاجتماعية الناتجة عنها.
كما أن المعمم روحاني، مبيتبلش في بقه فولة، وقال بوضوح في اجتماع مجلس الوزراء المنعقد يوم الأربعاء 19 مايو 2021: ” كل ما نفعله يتم بموجب توجيهات خامنئي. ويدور فرمان خامنئي الآن حول البدء في مفاوضات فيينا وأمرني بذلك، وأعلنت من جانبي عن ذلك”.
وبالتالي، على الرغم من التظاهر بالبطش العلني، بيد أن خامنئي أمر روحاني بالبدء في المفاوضات.
نظرة سريعة على مفاوضات فيينا
بدأت الجولة الأولى من المفاوضات في لجنة الاتفاق النووي في 2 أبريل 2021.
والجدير بالذكر أنه بعد 8 أشهر من إصدار خامنئي الأمر بمنع التفاوض، أعلنت وزارة الخارجية في نهاية المطاف عن مشاركة وفدها في لجنة الاتفاق النووي. ولم يذكر خامنئي بعد ما إذا كان على علم ببدء هذه المفاوضات من عدمه، بيد أن الجولة الأولى من المفاوضات انتهت في 9 أبريل 2021 بدون التوصل إلى أي نتيجة.
وبدأت الجولة الثانية من المفاوضات في 16 أبريل 2021.
وأجريت المفاوضات غير الرسمية مع المبعوث الأمريكي بشكل غير مباشر. وجرت المفاوضات، على الرغم من حظر خامنئي للتفاوض، وأدت إلى أن يرفع عدد من الزمر داخل نظام الملالي أصواتهم ويثيرون الفوضى.
وذكرت وكالة “رويترز” للأنباء، في 17 أبريل 2021 على لسان عباس عراقجي، قوله: “هناك تفاهم آخذ في الظهور في هذه المفاوضات، بيد أن ” الخلافات الخطيرة ” لا تزال قائمة”.
ومن جانبه قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس في 20 ابريل 2021: “من الإنصاف أن أقول إنه لم تحدث أي انفراجة في هذه المفاوضات”.
وأعلن الملالي في أعقاب الانفجار الذي وقع في نطنز وانهيار نظام الملالي أمام اختراق الصناعة النووية؛ وتحديدًا في 18 أبريل 2021 عن أنهم سيبدأون التخصيب بنسبة 60 في المائة بغية زيادة الضغط في مفاوضات فيينا.
وبدأت الجولة الثالثة من المفاوضات في فيينا في 27 أبريل 2021.
واستمرت حتى 1 مايو 2021. وحول نتائج هذه الجولة من المفاوضات قال عباس عراقجي: “أستطيع القول إن المفاوضات وصلت إلى مرحلة النضج في كل من المجالات المتنازع عليها والمتفق عليها”.
بيد أن وكالة “رويترز” للأنباء، ذكرت نقلًا عن مصدر أوروبي بعد انتهاء الجولة الثالثة من المفاوضات إنه لم يتم التوصل بعد إلى تفاهم بشأن أصعب القضايا، على الرغم من كثرة العمل وقلة الفرص.
وبدأت الجولة الرابعة من المفاوضات في فيينا في 8 مايو 2021.
وذكرت وكالة “أسوشيتد برس” للأنباء أن : القوى العالمية عقدت يوم الجمعة الجولة الرابعة من المفاوضات رفيعة المستوى بهدف إعادة أمريكا إلى الاتفاق النووي مع نظام الملالي، وأبدى الجانبان استعدادهما للعمل على تذليل العقبات الرئيسية.
وتعليقا على نتائج هذه الجولة من المفاوضات، ذكرت وكالة “رويترز” للأنباء، يوم الجمعة أن : ” بايدن قال في رده على سؤال حول مدى جدية نظام الملالي في المفاوضات الحالية في فيينا : ” نعم، إنهم جادون، بيد أن مدي هذه الجدية وما هم مستعدون للقيام به موضوع آخر”.
والجدير بالذكر أن المعمم روحاني قال في اجتماع مجلس الوزراء في 5 مايو 2021 : ” بصفتي رئيسًا للحكومة، أعلن للشعب أن العقوبات قد فشلت، وإذا اتحدنا مع بعضنا البعض، فسيتم رفعها في القريب العاجل”.
كما قال المعمم روحاني في ختام مفاوضات الجولة الرابعة في فيينا: ” لقد اتخذنا الخطوة الرئيسية والکبیرة وتم التوصل إلى الاتفاق الرئیسی”.
الموعد النهائي للمفاوضات
كان 21 مايو 2021 هو الموعد النهائي الأول المحدد للمفاوضات النووية في فيينا، بيد أنه اتضح مع تقدم المفاوضات أنه من غير الممكن التوصل إلى اتفاق خلال هذا الإطار الزمني.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس في مؤتمره الصحفي المنعقد يوم الإثنين 10 مايو 2021 بشأن مفاوضات فيينا: ” تقييمنا للوضع هو أننا سنواجه تحديات كبيرة وأن هناك فجوة كبيرة بين نظام الملالي وما نتطلع إلى تحقيقه”.
ووصف ميخائيل أوليانوف، مندوب روسيا الدائم بالمنظمات الدولية في فيينا، في تصريحات أكثر تفاؤلًا؛ تحقيق تقدم في مفاوضات الاتفاق النووي في فيينا أمر صعب ولكنه ممكن بحلول الموعد النهائي في 21 مايو 2021.
وما بات واضحًا كالشمس هو أنه لم يتم التوصل إلى أي اتفاق في فيينا حتى اليوم 21 مايو 2021.
يتبع