بحزاني – منى سالم الجبوري:
بعيدا عن کل الذين رشحوا أنفسهم في إنتخابات الرئاسة الايرانية، فإن إعلان إبراهيم رئيسي، رئيس السلطة القضائية، عن ترشيح نفسه، لفت الانظار إليه بقوة لأسباب مختلفة من أهمها وعلى رأسها إن هذا الرجل قد شارك في مجزرة عام 1988، مالتي تم خلالها تنفيذ أحکام الاعدام بأکثر من 30 ألف سجين سياسي من أعضاء وأنصار مجاهدي خلق في محاکمات لم تستغرق أکثر من بضعة دقائق ومن دون محام، ورئيسي الذي صار معروفا بلقب”قاضي الموت” لأنه کان أحد أعضاء لجنة الموت التي قامت بتنفيذ أحکام الاعدام بحق السجناء السياسيين مع ملاحظة من المهم أخذها بنظر الاعتبار وهي إن ابراهيم رئيسي المکروه جدا بين أوساط الشعب الايراني، فإن اللقب الشائع عنه من جانب الشعب هو”الجزار”، ويجب أن لاننسى إنه وعندما قام الولي الفقيه بترشيحه في إنتخابات الرئاسة لعام 2013، فإنه فشل فشل ذريعا بسبب دوره في مجزرة عام 1988، بشکل خاص وتأريخي الدموي في خدمة النظام بشکل عام.
مايلفت النظر کثيرا ويبعث على السخرية والاستهزاء هو إن رئيسي عندما قام بإعلان ترشيح نفسه للإنتخابات فإنه أصد بيان قال فيه: “جئت كمستقل إلى الساحة لإحداث تغيير في الإدارة التنفيذية للبلاد ومحاربة الفقر والفساد والإذلال والتمييز”، وجه السخرية والاستهزاء في بيان رئيسي هذا إنه من أکثر المقربين ليس من النظام فقط بل ومن خامنئي نفسه، خصوصا وإنه”وبسبب من دمويته المفرطة وقسوته الاستثنائية” من المرشحين لخلافة خامنئي، ولهذا فإنه عندما يزعم بأنه”مستقل”، فإن إستقلاليته هذه کمزاعم الإعتدال والإصلاح في هذا النظام، ولاندري عن أي تغييرات يتحدث رئيسي وعن أية محاربة للفقر والفساد والاذلال والتمييز وهو أساس أحد أعمدة الظلم والجور في النظام وأحد الذين تلطخت أياديه بدماء أبناء الشعب وخصوصا المناضلين من أجل الحرية، بل وإن الذي يجب لاننساه هنا وننتبه له هو إن رئيسي متهم خلال فترة عمله في الأجهزة القضائية من قبل المنظمات الحقوقية الدولية وبعض الحكومات الأوروبية بانتهاكات حقوق الإنسان وحقوق الأقليات في إيران، ولذلك فعن أية عدالة وإنصاف يتکلم من کان هو شخصيا أحد أسبابها وعواملها.
قاضي الموت أو الجزار، عندما يعلن عن ترشيحه لنفسه لإنتخابات الرئاسة بدم بارد ومن دون أن يهتز له رمش، وهو يعلم مدى کراهية الشعب له، فإنه بذلك کمن يتحدى إرادة الشعب الايراني، ذلك إن الشعب الايراني الذي يقاطع بالاساس الانتخابات خصوصا وإنه ترجم موقفه من الإنتخابات الجارية في ظل النظام عندما قاطع إنتخابات مجلس الشورى للعام الماضي، فإن ترشيح هذا الجزار سيحثه ويدفعه أکثر لمقاطعة الانتخابات وعدم الثقة لابها ولا بالنظام.