حدیث العالم – سعاد عزيز:
بذل القادة والمسٶولون في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية جهودا جبارة وبمختلف الطرق والاساليب من أجل إظهار نظامهم وکأنه يعادي التطرف والارهاب بل وحتى يکافحه وإنه ضحية لذلك، لکن لايبدو إن الکلام يعني أو يمثل أي شئ في مقابل الافعال، إذ أن کل ماقد إدعاه وزعمه هذا النظام بخصوص إنه يقف ضد التطرف والارهاب لم يجدي نفعا أو يعني شيئا أمام ماقد بدر ويبدر منه من أعمال ونشاطات إرهابية والتي کان من أخطرها مخططه الارهابي الذي سعى من خلاله لتفجير التجمع السنوي للمقاومة الايرانية في باريس والذي کان يحضره أکثر من 100 ألف مشارك وذلك عن طريق خلية إرهابية کان يقودها أسد الله أسدي، السکرتير الثالث للسفارة الايرانية في فيينا عام 2018.
اليوم وبعد أن تمادى النظام الايراني کثيرا في نشاطاته الارهابية وقيامه بها في مختلف دول العالم، فإن بلدان العالم کله قد أصبح يحذر من هذا النظام ويسعى للإبتعاد عنه قدر الامکان، ولاسيما بعد تزايد المعلومات المتباينة عن علاقته وتعاونه مع التنظيمات الارهابية وحتى إيوائه لها، وإن ماقد جاء في تقرير خاص بحسب التقييم السنوي للتهديد العالمي لوكالة الاستخبارات الدفاعية (DIA)، حيث يكشف التقييم أن تنظيم «القاعدة» يدار الآن من داخل إيران، حسبما أفاد «المركز الأميركي للقانون والعدالة»، قد جاء بمثابة تأکيد جديد على هذه الحقيقة الدامغة.
في هذا التقييم الذي يصدر کل سنة من وكالة الاستخبارات الدفاعية، يقع تنظيم «القاعدة» في الترتيب الثاني، حيث صرح مسؤولو استخبارات بايدن، بأن أيمن الظواهري لا يزال مختبئا، وأن عددا قليلا من قادة «القاعدة» المتمركزين في إيران يشرفون على التنظيم. وبهذا الصدد فقد حذر كبير مستشاري الشؤون العالمية وزير الخارجية السابق مايك بومبيو، من هذا السيناريو في يناير (كانون الثاني) الماضي، وقدم بومبيو نظرة ثاقبة حول سبب استضافة الإيرانيين لهذا التنظيم. إذ أن النظام الايراني قد منح قادة تنظيم «القاعدة» حرية أكبر في الحركة داخل إيران تحت إشرافهم عام 2015، ونتيجة لهذه المساعدة، جعلت «القاعدة» قيادتها المركزية داخل إيران.
هذا التقرير الجديد، يثبت ويٶکد مرة أخرى مدى خطورة هذا النظام وأي تهديد يشکله على السلام والامن والاستقرار في المنطقة والعالم، ولاسيما بعد أن أصبح واضحا بأن هذا النظام يقوم بإستخدام کافة إمکانياته بما فيها علاقاته الخارجية وسفاراته وممثلياته في بلدان العالم من أجل القيام بنشاطات إرهابية وإن تعاونه وتنسيقه وإيوائه للتنظيمات الارهابية نظير القاعدة مثلا، يعني بأن هذا النظام لايمکن أن يختلف عن هذه التنظيمات الارهابية فشبيه الشئ منجذب إليه!