بحزاني – محمد حسين المياحي:
على الرغم من المحاولات المحمومة التي تبذلها الاوساط السياسية الحاکمة في طهران وکذلك وسائل الاعلام الحکومية من أجل تسخين سوق انتخابات النظام بخطابات ومحادثات وتحليلات مختلفة وحث وتحفيز الشعب الايراني من أجل الاقبال عليها، ومع کل المزاعم التمويهية المختلفة والوعود المعسولة المقدمة في حال المشارکة في هذه الانتخابات، لکن يبدو واضحا جدا بأن الشعب الايراني قد عقد العزم هذه المرة ولايشارك في إنتخابات تحت ظل نظام ولاية الفقيه لأنه لاوجود للديمقراطية والحرية الحقيقية في ظلها.
مقاطعة الشعب الايراني للإنتخابات الرئاسية القادمة ليست قضية متتداولة ومعروفة في الاوساط الشعبية الايرانية وإنما حتى في الاوساط السياسية للنظام نفسه، ولعل إعتراف علي رضا بهشتي، نجل محمد بهشتي من التیار المدعو بالاصلاحي، بتجاهل الناس للانتخابات المقبلة في مقابلة مع صحيفة شرق الحكومية في 18 أبريل، قائلا: “مرت كل فترة انتخابية في العقد الماضي، سواء الرئاسية أو البرلمانية أومجالس البلدات والقرى بفتور أكثر وغير فعالة. والنتيجة أن تغيير وحركة المسؤولين لا يغير الوضع كثيرا …. والنتيجة هي تقاعس عملي من قبل الناس وعدم فعاليتهم. إذا اعتبر الناس وأصواتهم مجرد زخرفة المجالس، فلن يتبقى شيء من جمهورية النظام.” وأضاف وهو يعترف بعزلة النظام عن الشعب ونأي الاخير بنفسه عن هذا النظام قائلا: “اليوم أثرت آثار هذا الوضع على كل الناس في الشوارع والأسواق ودفعت مواطنينا للشعور بأن حل مشاكلهم اليومية التي قصمت ظهورهم لن يتجاوز صناديق الاقتراع. ” غير إنه حذر بشدة من تطور الاحداث في غير صالح النظام مع تصاعد الغضب الشعبي عندما أدرف قائلا: “هذا وضع خطير وعلينا إيجاد حل له دون جدال، وإلا فقد يتم البحث عن حل في مكان آخر، حيث الوضع غير مرغوب فيه “.
مقاطعة الشعب الايراني لهذه الانتخابات تأتي بعد أن يأس تماما من النظام الايراني وأدرك بأن تغيير الرٶساء أو الحکومات الايرانية لن تٶثر على الاوضاع السائدة ولن تغير من الامر شيئا طالما إن النظام مبني على أساس نظرية ولاية الفقيه الاستبدادية التي تحصر کل القرارات الهامة والسيادية والاستثنائية بيد الولي الفقيه وإن الاخير وکما يعرف الشعب من خلال تجربة 42 عاما، فإنه يمنح الاولية للنظام وليس لأي شئ آخر، ولاريب من إن الشعب الايراني قد أدرك الان وبصورة واضحة حقيقة إنه ليس أمامه من خيار في سبيل تحسين أوضاعه وخروجه من دوامة الاوضاع الوخيمة الحالية سوى بتغيير حقيقي وجذري في النظام والذي لايمکن أن يتم إلا بإسقاطه کما دعت وتدعو منظمة مجاهدي خلق بإصرار الى ذلك، ومن دون شك ستکون هذه الانتخابات واحدة من أکثر الانتخابات إثباتا لإفلاس النظام ورفضه من قبل الشعب الايراني.