تناولت صحف النظام الصادرة 16 مارس جميع المجالات، ولكن تماشياً مع وسائل الإعلام الرسمية، لم تذكر اسما عن تقليد (جهارشنبه سوري) ليلة الأربعاء الأخير من السنة الإيرانية واكتفت ببعض تحذيرات أطلقها مسؤولون حكوميون في خدمات الإطفاء والطوارئ بخصوص السلامة العامة بالاضافة إلى توعدات قائد الشرطة في طهران العميد رحيمي وقائد قوى الأمن الداخلي العميد أشتري لمنع أي تجمع.
كورونا والتلقيح، والأزمات الاجتماعية والاقتصادية، التفاوض مع الولايات المتحدة من عدمه، هي مواضيع أخرى غطتها الصحف. على الرغم من تصنيف هذه القضايا إلى فئات مختلفة، إلا أنها جميعًا في صحف اليوم تنتهي بالتحذير من انفجار اجتماعي واحتمال خطر الإطاحة بالنظام.
وضع النظام ليس على ما يرام!
نقلت صحيفة جهان صنعت في مقال بعنوان “المجتمع الإيراني ليس بخير الآن” عن خبير حكومي يدعى معيدفر، الذي يشير إلى محاولات النظام في معالجة المشكلات بالكلام فيما يخص تطعيم المواطنين، والاعتراف بالتستر على خسائر كورونا من البداية وحتى اليوم، محذرًا النظام: “إذا استمرت هذه العملية” بصفتي عالم اجتماع، أرى مستقبلًا غامضًا للمجتمع الإيراني، لأنه في جائحة كورونا والشؤون الأخرى، تُرك الناس على حالهم أكثر من أي وقت مضى.
وفي إشارة إلى الأجواء المتفجرة للمجتمع بعد انتفاضتي 2018 و 2019، كتب هذا الخبير الحكومي: “كل هذه الحالات تسببت في تراكم الأزمات في إيران. في رأيي، يجب الخوف من هذه التراكمات، ربما في يوم من الأيام سيرهق الناس. عندئذٍ لن تكون هناك فائدة من العديد من الإجراءات”.
عنوان صحيفة دنياي اقتصاد “فيروس عدم الثقة” يشير إلى ازدواجية سياسات النظام فيما يتعلق بالتلقيح العام وكتبت: “انتشر عدم الثقة إلى ساحة أخرى في العلاقة بين الحكومة والأمة، وهو برنامج التطعيم في الأشهر أو السنوات المقبلة”، وأضافت الصحيفة أنه “على الرغم من أن البلاد ستواجه العديد من التحديات في عام 1400، إلا أن لغز التطعيم ضد كورونا سيكون بلا شك في المقدمة”.
الصحيفة وفي مقال آخر كتبت بعنوان “هل للجيل الثالث من الثورة طبيعة احتجاجية ؟” ونقلت عن صحيفة صبح صادق التابعة لممثل خامنئي في قوات الحرس قوله “الوضع الحالي يحذر من وضع الجيل الثالث للثورة، المولود في التسعينيات والألفين، من أن هذا الجيل لن يخضع للسيطرة مثل الأجيال السابقة بسهولة، لأن هذا الجيل، على عكس الأجيال السابقة، لها طبيعة احتجاجية على الوضع الراهن”. وأكدت جهان صنعت كذلك ما ورد في صحيفة صبح صادق حول مواجهة الشباب للنظام، وأضافت: “إن استمرار الوضع الحالي في الجيل الثالث يمكن أن يشكل تهديدًا خطيرًا على مستقبل النظام الثقافي وحتى السياسي. علينا التفكير من الآن في طريقة للتعامل مع التهديد المقبل”.
كما يمكن رؤية الخوف في صحف الثلاثاء من نفاد فرص النظام لدراسة العلاقة بين النظام والولايات المتحدة.
وصفت صحيفة آرمان في مقال بعنوان “التفاوض يعني لعبة ربح-ربح وليس منح امتياز من جانب واحد”، حالة النظام في ميزان القوى في العالم والمنطقة على النحو التالي: “ضاعفت الأحداث، وسط توترات بين إيران والولايات المتحدة، المخاوف، ويرى بعض الخبراء أنها حلقة مكملة لعزلة إيران.
من بناء إجماع بأي شكل ممكن في الأسابيع الأخيرة ضد إيران تلعب فيها أوروبا الدور المحوري وإلى تطورات مهمة في القوقاز في غياب إيران حتى قبل أيام قليلة فقط عندما عقدت القمة السورية في الدوحة بغياب إيران. المناخ السياسي في الساحة الدولية يتغير على حساب إيران”.
“علينا خطف الفرص العالمية” هو عنوان مقال آخر في صحيفة آرمان، كتبه عضو سابق في برلمان النظام، حذر فيه جميع الزمر الحاكمة، في إشارة إلى العزلة العالمية للنظام وأجواء المجتمع المحتقنة الموشك على الانفجار بسبب سبل العيش: “إذا واجه النظام خطرا، فلا يبقى وجود للإصلاحي ولا الأصولي وكونوا مطمئنين بأن الداعين لإسقاط النظام سينظرون إلى الجميع بعين واحدة”.